وافق المؤتمر التاسع لمعهد إبن سينا للعلوم الإنسانية بمدينة ليل الفرنسية على اعتماد خارطة طريق لتعزيز احترام الأديان وعدم الإساءة إليها، تسعى إلى توجيه جهود جميع الجهات المعنية بموضوع احترام الأديان نحو بلورة هذا المشروع في أنشطة ميدانية مستدامة، عبر تكوين فريق عمل من الخبراء لمتابعة تنفيذ توصيات نداء ليل من أجل احترام الأديان ومنع الإساءة إليها. وأكد المشاركون في المؤتمر حول التناول الإعلامي للرموز الدينية في ضوء القانون الدولي، على خطورة ما ترتكبه بعض وسائل الإعلام الغربية من إساءة وتحقير وإهانة للأديان السماوية عموما وللدين الإسلامي خصوصا تحت مبرر حرية الرأي والتعبير. ودعا البيان الختامي للمؤتمر السنوي التاسع لمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية المنعقد نهاية الأسبوع الماضي، تحت عنوان "معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها: الواقع وآفاق التطوير"، الأممالمتحدة وكل المنظمات الإقليمية والدولية للعمل على تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإفلات من العقاب نتيجة ارتكاب الإساءة إلى الأديان، ودعوة مجلس حقوق الإنسان القيام بشجب ومنع حالات التعصب والتمييز والتحريض على كراهية معتنقي أي دين. وجاء في البيان "نداء ليل من أجل احترام الأديان ومنع الإساءة إليها"، يتوفر "جديد بريس" على نسخة منه، ضرورة مواصلة الحكومات في الدول الأوروبية إصدار قوانين تقيد الخطابات المحرضة للأديان ولأتباعها، و تحرم الدعوة إلى العنصرية والكراهية الدينية انسجاما مع ما التزمت به من قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان. واعتبر البيان أن وضع قانون لحماية الأديان ليس القصد منه الحد من حرية التعبير، وإنما محاربة التحريض على الكراهية وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات لتحسين التفاهم وتقدير أوجه الشبه والاختلال، وتعزيز الاحترام والتسامح تجاه آراء معتقدات الآخر مع المحافظة على تعزيز واحترام التنوع الثقافي والديني التي تتفق مع قواعد ومعايير حقوق الإنسان. ودعت الوثيقة إلى الاحترام المتساوي تجاه الأديان وكل ما يعتبر مقدسا فيها، والمشاعر الدينية للمتدينين، واحترام التنوع الديني مع تطوير الحوار بين أتباع الأديان، ودعم الجهود لمواجهة التطرف والإرهاب، معبرة عن اتفاقها على ضرورة تعزيز التوعية الدينية والتربية على قيم التسامح واحترام القيم الأسرية بين أوساط الشباب، من خلال تضافر جهود العلماء ورجال الدين والسياسة على الصعيد الدولي لحل المشاكل الملحة مثل الفقر والمجاعة والأوبئة والبطالة ومكافحة الكوارث الطبيعية والكوارث الصناعية. وفي السياق ذاته، أكد المشاركون في الندوة، على ضرورة تفعيل مبدأ الحق في احترام المقدسات الدينية من خلال التأكيد على أن لكل أهل دين أو عقيدة الحق في أن تحترم مقدساتهم وشعائرهم ورموزهم الدينية، وإتباع الديانات في البلاد التي يشكلون فيها أقلية، الحق في أداء شعائرهم الدينية، وأن لكل أهل دين الحق أن يُعلِّموا شرائعه وقيمه للمؤمنين به، وأنه لا يجوز استغلال حرية التعبير كحق من حقوق الإنسان، للإساءة أو الازدراء أو الفتنة أو الافتراء من قِبلِ بعض أهل الأديان على بعض، أو من اللادينيين والعلمانيين على أهل الأديان. وأضاف المصدر ذاته، أن الأممالمتحدة مطالبة بوضع قانون دولي ملزم، يتم بموجبه احترام الأديان ومنع "التجديف" والتمييز بين حرية الرأي والتعبير من جهة، والإساءة إلى الأديان و اعتبارها بمثابة مساس بحقوق الإنسان، وضرورة ربط حرية التعبير بالمسؤولية، وإلزام مؤسسات الإنتاج الاعلامي بأخلاقيات العمل التي تساعد على ترويج رسائل إعلامية تراعى ثراء التراث الثقافي الإنساني، وتراعي واجب احترام الأديان، وذلك في إطار التسامح، مع الالتزام بالمبادئ الأساسية لأخلاقيات مهنة الصحافة، بما في ذلك التحلي بالمسؤولية، والإنصاف والدقة الموضوعية والترفع عن كل أشكال العنصرية والتحريض على العنف وعدم التسامح، والكره العنصري والديني.