أقل من 20 يوما تفصل عن انعقاد أشغال الدورة الرابعة للمناظرة الوطنية للسياحة يومي 12 و13 فبراير المقبل بمدينة الدارالبيضاء، وتعتبر الدورة موعدا مهما ينتظره الفاعلون في القطاع السياحي الوطني والمتتبعون له، وذلك لما تشكله من مناسبة مواتية لتقييم تقدم الأوراش المفتوحة لهيكلة القطاع وما أنجز في الاستراتيجية العشرية للتنمية السياحية 2010 التي أعلن عنها في خطاب ملكي بتاريخ 9 يناير ,2001 والهادفة إلى استقطاب المغرب بحلول تلك السنة لأكثر من 10 ملايين سائح. وسينكب المشاركون في أشغال الدورة من شخصيات بارزة ومهنيي القطاع السياحي المغاربة والأجانب ووسائل الإعلام على 3 محاور أساسية هي: مدى تنفيذ خطة 2010 بعدما مضت 3 سنوات على بدء تنزيلها. وسياسة تحرير النقل الجوي وما ستفرزه من خريطة جوية جديدة وبرنامج جديد لشركة الخطوط الملكية. والرهانات المستقبلية فيما يخص العقار والنظام الضريبي وإشكالية التمويل، وأيضا جانب الإنعاش والتسويق السياحيين. وبخصوص الشق الأول، فإن عددا من الأوراش الضخمة لبناء مشاريع سياحية أعطيت انطلاقتها في مدن سياحية كفاس وأكادير ومراكش وعهد إلى مهيئين ومُنمين دوليين للنهوض بثلاث محطات شاطئية، ويندرج هذا التفويت في إطار مخطط يسمى المخطط الأزرق. وأما النقل الجوي، فقد كانت السنة الماضية سنة مهمة في تاريخه، بحيث أجرت الحكومة دراسات ومشاورات لتحرير القطاع بعد طول احتكار، وسبق لوزير السياحة أن صرح في وقت سابق من هذا الأسبوع تحت قبة البرلمان أن وزير النقل والتجهيز سيكشف في غضون الأيام المقبلة عن تفاصيل تحرير القطاع. ويحظى هذا الأخير بأهمية كبيرة بالنسبة لقطاع السياحة لارتباطهما الشديد فيما بينهما، والتأثير المباشر لكل منهما على الآخر، وهو ما يقتضي إحكام التنسيق بينهما، وستكون المناظرة مناسبة لاستفادة المغرب من تجربة فاعلين دوليين في النقل الدولي، ويطرح في هذا الباب تحد كبير هو ملاءمة عدد الأًسرة المحدثة مع المقاعد الجوية المضافة وضمان تنافسية أسعار النقل الجوي. وثالث المحاور الأساسية التي ينتظر أن يعمق النقاش حولها في المناظرة هو إشكالية التمويل ورهان توفير 10 ملايير أورو (أكثر من 100 ملايير درهم) كمبلغ للاستثمارات المبرمجة في خطة ,2010 وذكرت وثيقة لوزارة السياحة توصلت بها التجديد أن مؤسسات تمويلية دولية عمومية وخاصة ستشارك في الدورة وتقدم برنامجها لتلبية هذه الحاجة الاستثمارية، وتبسط خطتها للحصول على قروض على المدى الطويل وتوفير رساميل إضافية للمستثمرين، وفي محور الرهانات دائما يوجد على جدول أعمال الدورة الرابعة موضوع الاستراتيجية الجديدة للمكتب الوطني للسياحة لغزو الأسواق الاستراتيجية من خلال تسويق المنتوج السياحي المغربي، وأيضا موضوع تنمية السياحة القروية والسياحات ذات الطابع المحلي وتنمية السياحة الداخلية.