كشفت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي أن عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال الفترة يناير أكتوبر من السنة الجارية قدر بأربعة ملايين و713 ألف و211 سائحا، بزيادة بلغت 17 بالمائة. وسجلت الوزارة، في بيانات إحصائية لها، حول تطورالسياح على المراكز الحدودية، توصلت التجديد بنسخة منها، أن الفرنسيين تصدروا السياح الوافدين على المغرب ب998 ألف و539 سائحا، متبوعين بكل من الإسبانيين (256 ألف و386)، والبريطانيين (140 ألف و737)، فالألمانيين (122 ألف و609)، فيما لم يتجاوز عدد السياح المغاربيين 68 ألف و790 سائحا. وأفادت البيانات أن عدد المبيتات بالفنادق المصنفة ارتفع بنسبة 17 بالمائة آثناء الفترة يناير أكتوبر من السنة الجارية مقارنة مع السنة الماضية، مشيرة في الآن نفسه إلى أن مدينة أكادير تظل أهم الوجهات السياحية الوطنية، تليها مدينة مراكش، ثم الدارالبيضاء، فطنجة. والمثير للانتباه في بيانات الوزارة أن المغاربة المقيمين بالخارج الذين دخلوا المملكة خلال الفترة يناير- أكتوبر (مليونين و401 ألف و 376) يشكلون أكثر من نصف عدد السياح الوافدين على المغرب، وهو ما يعني أن عدد السياح الأجانب الفعليين الذين وفدوا على المملكة لم يتجاوز مليونين و311 ألف و835 سائحا، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة الوزارة على ربح رهان جلب 10 ملايين سائح في أفق ,2010 خاصة وأن الزيادة الحقيقية لعدد السياح تبلغ في المتوسط حوالي 400 ألف سائح، إذا ما جرى خصم 300 ألف سائح إضافيين يمثلون الزيادة السنوية في عدد المغاربة المهاجرين الذين يدخلون البلد، هذا في وقت يفترض أن يجلب المغرب مليون سائح سنويا على الأقل، إن هو أراد تحقيق أهدافه المسطرة في استراتيجيته السياحية. وفي السياق ذاته لم تعد تفصلنا عن انعقاد المناظرة الوطنية الخامسة للسياحة بمراكش سوى أيام قليلة، وهي محطة سيكون المسؤولون عن القطاع السياحي ملزمين فيها ببلورة إجابات واقعية عن إشكالات ماتزال عالقة تعيق تحقيق الأهداف المبرمجة، ومن هذه الإشكالات، تلك التي أثارها المهنيون في القطاع السياحي بشأن ضعف تجاوب الجهات الرسمية مع ملف التمويل والإصلاحات الضريبية. وكان وزير السياحة، عادل الدويري قد أكد، في حوار ل التجديد على هامش انعقاد المناظرة الوطنية الرابعة بالبيضاء أن الالتزام الجديد الذي تقدمه وزارته لسنة 2004 يكمن في فتح ورش التمويل، وعلى وجه الخصوص ورش التمويل بأموال ذاتية لتشييد 30 إلى 40 فندقا جديدا بالمغرب، من خلال وضع نظام مؤسساتي جديد لتمويل رأس مال الفنادق. يشار إلى أن الاستراتجية العشرية (2010) في مجال السياحة، التي تم تسطيرها نهاية 2001 بعد التوقيع على الاتفاق الإطار بين المسؤولين الحكوميين والفاعلين في القطاع، تروم جلب 10 ملايين سائح أجنبي، وتكوين 70 ألف مهني، ورفع الطاقة الإيوائية إلى أكثر من 160 ألف سرير. محمد أفزاز