لم يتمكن سليمان عبد ابوفول وابن شقيقته رائد زياد ابوزيد وعمرهما اقل من 14 عاما من استكمال لعبهما في مخيم جباليا شمال قطاع غزة الخميس، لان قذيفة دبابة اسرائيلية حولت جسديهما الى اشلاء، وادعت اسرائيل انهما مقاتلان. ويقول رفيقهما كرم ابو ناجي البالغ من العمر 14 عاما «كنا نلعب في منطقة نادي شباب جباليا وكان سليمان ورائد معنا وكنا نحمل زجاجات فارغة ومواسير» من مخلفات النادي الذي دمره الجيش الاسرائيلي. وروى ابو ناجي «بعد اطلاق النار هربت مع سليمان ورائد واختبأنا قرب حائط مدرسة، وبعد اطلاق النار بدقائق اطلقت الدبابة قذيفتين الاولى سقطت بين ساحة النادي والمدرسة والثانية اصابتهما وحولتهما الى اشلاء». واضاف الصبي وهو يبكي «صرنا نصرخ وحضرت سيارة اسعاف» واخرج من جيبه بقايا شظايا ورصاص اطلق على «الشهيدين» وعرضها على الصحافيين. وقال عبد الله زيدان 14 عاما «كل يوم نتفرج على الدبابات ونلعب مع سليمان حيث لم يكن يخاف ويتقدم اكثر منا». وكان الصبيان يلهوان ببقايا محتويات النادي حين اطلقت دبابة تتواجد على تلة مرتفعة تطل على المخيم قذيفة مدفعية بعدما فتحت النار بكثافة وفقا للشهود. وكانت الجرافات الاسرائيلية بحماية الدبابات قامت الثلاثاء بتدمير هذا النادي الوحيد في المخيم والذي يضم حديقة والعاباً ومتنزها صغيرا مخصصا للاطفال. وفي المكان انشغل بعض المسعفين مع الجيران بلملمة الاشلاء التي تناثرت في المكان فيما بدت بقع الدم واضحة على الارض حيث اختلطت بالتراب. وقد وصل الصبيان الى مستشفى «كمال عدوان» في جباليا اشلاء ممزقة وفقا للطبيب سعيد جودة نائب مدير المستشفى الذي اتهم الجيش الاسرائيلي انه «لا يفرق بين اطفال وكبار». وامام منزل الفتيان جلس عبد ابوفول (76 عاما) المقعد يبكي اصغر ابنائه سليمان واحد أحفاده رائد بينما اقيمت خيمة للعزاء توافد اليها مئات الفلسطينيين بينهم عشرات الاطفال لتقديم العزاء. وقال عبد الله ابوفول (54 عاما ) وهو الشقيق الاكبر للشهيد سليمان وخال رائد «هؤلاء اطفال كانوا يلعبون» داحضا «الادعاء الاسرائيلي الكاذب.انهم ادعوا انهم كانوا يحملون صواريخ انهم (الاسرائيليون) قتلة مصاص دماء البشر هؤلاء اطفال شاهدتهم في ثلاجة الموتى بالمستشفى عبارة عن قطع لحم». واضاف وهو غاضب ان الاسرائيليين «يريدون امام العالم ان يبرروا عمليات القتل والارهاب التى تمارس بحق اطفال فلسطين كسليمان ورائد.. اين يمكن ان يلعب الاطفال؟ النادى دمروه والمدرسة مغلقة ولا يوجد مكان يلعبون فيه». وقال ناصر ابو فول (45 عاما)ابن عم القتيل سليمان الذي كان في الصف الثامن الاعدادي «لم يذهب الى المدرسة منذ بدء الاجتياح الاسرائيلي للمنطقة الشمالية (منذ عشرة ايام) كسائر ابناء المخيم». واضاف ان الاسرائيليين «يكذبون ويريدون فقط قتل اى فلسطيني يمر من امامهم». وتابع «اتحدى ان يثبتوا ان سليمان وزمليه كان بحوزتهما اسلحة تعودنا على هذه الاسطوانة المشروخة» مذكرا بقتل فتاة صغيرة في رفح قبل يومين «فهل كانت تحمل قنبلة بحقيبتها المدرسية تحولت في نظرهم الى قنبلة والماسورة الفارغة بيد الطفلين اليوم تحولت الى صاروخ قسام». لكن الجيش الاسرائيلي قال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان «القوات العاملة في القطاع كشفت وجود شخصين يستعدان لاشعال صاروخ قسام وقد اصيبا بصاروخ اطلقته مروحية قتالية». وفي وقت لاحق قالت مصادر عسكرية اسرائيلية أن جيش الاحتلال ارتكب على ما يبدو خطأ طبقاً للوكالة نفسها! وفي المخيم تسمع اصوات الرصاص والانفجارات في حين يتواجد مئات الاطفال في الطرقات ويمكن مشاهدة الدبابات التي تتمركز على اطراف مخيم جباليا واطراف بلدة بيت لاهيا. أ. ف. ب