دعا الممثل محمد الجم أصحاب رؤوس الأموال، للاستثمار في قطاع الفن، لأنه سينعش ثقافة البلاد، وسيفتح فرص الشغل لمجموعة من الشباب الموهوب الذي يمكنه أن يعط الكثير للبلاد. هل تلازمك دوما الكوميديا في حياتك اليومية؟
الإنسان كيفما كان نوعه وطبعه يكون له تقلبات، وظروف وحالات، تفرض عليه التأقلم والتكيف مع أجوائها، وأنا بطبعي مرح ولكن هناك بعض المواقف أكون فيها عنيفا أو قلقا، خاصة داخل الأسرة، لأنه شيء عادي أن يكون الأب صارما مع أبنائه، ومن غير المحمود أن يبقى الإنسان كوميديا في جميع المواقف. وأنا إنسان له مزاجه، فتارة أكون حزينا أو فرحا، والكوميديا هي طرف من حياتي أعيش به، وهي ميزة أنعم الله سبحانه وتعالى علي بها، وأخلق بها فرجة للناس، وفي بعض الأحيان أكون أمارس دورا كوميديا وأنا أتألم وأعاني من مشاكل أخرى. ولهذا الكوميديا ليست لها أي علاقة بالشخص، هي عطاء من الله للإنسان، إما لتوظيفها في الحياة العادية، أو وفي بعض الظروف تفرض عليك أن تعطيها كسلعة للناس لتعيش منها. هل تتذكر أول صيام لك؟ بصراحة لا، ولكن حسب ما حكى لي والدي أن أول صيام لي كان في سن الخامسة والله أعلم. لأن هذه المسألة لا يمكنني تذكرها خاصة وأنا في عمر 65 سنة. أي ذكرى تحملها من فرقة «القناع الصغير»؟ فرقة القناع الصغير كلها ذكريات، لأن هي الانطلاقة ونقطة البداية، عبرها صعدت لأول مرة إلى الخشبة كرجل محترف ينتمي لهذه المهنة للمشاركة في أول عمل. ولا يمكنني أن أنسى المشتل والأرضية التي منها انبثقت. حقيقة فرقة القناع الصغير كان من الممكن أن يكون له صيت، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، والحمد لله على كل حال تركت بصمتها في تاريخ الفن المسرحي. ما رأيك في الأعمال الكوميدية الحالية؟ صراحة من موقع انتمائي لهذا القطاع، لا يمكنني تقييم الأشياء، ولكن رد فعل الجمهور هذه السنة يعبر عن نوع من القبول والرضا، لأن نسبة المشاهدة هذا العام مرتفعة نسبيا، والجميل جدا أن طبع المغاربة يحبون منتجاتهم ويساندون الفنانين كيفما كان الحال. الأهم هو خلق فرص الشغل للفنانين لكي لا يبقى العمل مقتصرا على شهر رمضان فقط، لأن هذه المسألة وصمة عار في تاريخ الثقافة المغربية والتمثيل بصفة خاصة. زاوجت بين الأدوار المسرحية والسينمائية، وبين الكوميدية والجدية، أي دور وجدت فيه راحتك أكثر؟ الكوميديا هي التي وجدتني. بالنسبة لي أنا ممثل، وأوظف حسب رغبة المخرج، فعندما يعرض عليك عمالا وتتعاطف معه وتجد ضالتك فيه تبقى المسؤولية عليه. ولكن يبقى الجانب الترفيهي والكوميدي مميزا لجل أعمالي بصفة عامة، وخاصة المسرحيات التي كتبت، أمثال «وجوه الخير، قدام الربح، ساعة مبروكة، الرجل الذي، هذا أنتا، المرأة التي، جاور ومجرور، جا وجاب»، وهذه كلها أعمال غلب عليها الطابع الكوميدي، والحمد لله أنني تركت بصمة في هذا الميدان الذي يعتبر سهل، ولا يمكن أن نقول الكوميديا أسهل والدليل على ذلك أن أي شخص تقول له كلمة واحدة وتبكيه، ويمكن أن تقول له كلام كثير ولاتضحكه. ماهي نصيحتك للشباب الكوميدي الصاعد؟ حقيقة لدينا مواهب وطاقات، ينقصها فقط من يأخذ بأيدهم ويحفزهم ويشجعهم، وفي نظري أرى أن خريجي المعاهد وبرنامج "كوميديا" متميزين وناجحين ونالوا القبول من طرف الجمهور، ولكن للأسف ليس لدينا فرص الشغل. ومن هذا المنبر أجدد ندائي لأصحاب رؤوس الأموال، للاستثمار في قطاع الفن، لأنه مفيد، وسينعشون من خلاله ثقافة البلاد، وسيفتحون فرص الشغل لمجموعة من الشباب الموهوب الذي يمكنه أن يعطي الكثير للبلاد.