هو شاب "وسيم" عشق الفن والكوميديا، وبرع فيها. يجتهد من أجل أن يبرهن أكثر عن طاقاته وإمكانياته في هذا المجال. له موهبة جديرة بالاهتمام، كما له روح دعابة قل نظيرها وهو يحادث محاوره، صديقا كان أو صحافيا. هو وسيم، الذي تعرف عليه الجمهور المغربي من خلال برنامج كوميديا، ونال إعجابه. شخصيته القوية لا تلغي بساطته، ومزاجيته المبالغ فيها لا تنفي إنسانيته الكبيرة وحبه للناس. يسعى إلى التميز عن طريق اختيار النوع الكوميدي الذي يقدمه بكل دقة، وبخطوات رصينة ومضبوطة. ما يأمله وسيم هو إعطاء الفرصة للكوميديين المغمورين من أجل إبراز طاقتهم وإمكانياتهم لضخ دماء جديدة للكوميديا المغربية. عن رهانات مجال الكوميديا المغربية وعن جديده الفني، يتحدث وسيم في هذا الحوار. الكل يعرف أن انطلاقتك الحقيقية في عالم الفن كانت مع برنامج كوميديا. تحدث لنا عن هذه التجربة؟ ماذا أضافت لموهبتك؟ - كوميديا مرحلة مهمة جدا في بداية مشواري الفني، فقد كان، بالنسبة لي، بمثابة جواز سفر لدخول الساحة الفنية، وأصبح وجها معروفا لدى الجمهور، رغم أنها كانت فقط تجربة ، لكن هذا لا يقلل من شأن هذه الخطوة الأولى، لذا، لا يمكنني أن أنكر أهميتها. وهي تجربة منحتني شهرة معينة، إذ أصبحت وجها معروفا. لكنني في الواقع، لا أحبذ أن ينادى علي ب " وسيم كوميديا"، لأنني لا أحب أن أعيش في جلباب كوميديا، بل أريد أن أصنع اسمي الخاص، وأكتفي ب "وسيم" فقط. ما هي أبرز نشاطاتك التي قمت بها حتى الآن؟ - قمت بعدة سهرات في معظم أنحاء المملكة، وحللت ضيفا على عدة برامج تلفزيونية وإذاعية، وقمت بإحياء مهرجانات عدة، أذكر منها الدورة السابعة من مهرجان تويزا الدولي، ودورتين من مهرجان ماطا، والمهرجان الوطني للمجموعات الصوتية، وأعتبر كل هذه المشاركات خطوات بداية موفقة، وفرص انطلاقة أشكر الله على منحي إياها. ما هو تقييمك لتقبل الجمهور لأعمالك؟ - تقبل الجمهور لأعمالي يبقى شيء نسبي، لأنه لا توجد إحصائيات أو استطلاع للرأي لكي نعرف جوابا منطقيا لهذا السؤال، لكن المؤكد أن هناك من يحبني ويحب ما أقدمه، كما، في المقابل، هناك من يكرهني ويكره أعمالي، وهذا شيء طبيعي جدا، ولا يزعجني. أكثر من هذا، هناك أشخاص، قريبون مني كثيرا، لا يحبون أعمالي، أو بالأحرى لا أضحكهم.. هذا لا يعني أنني سأكرههم، بل بالعكس، أنا إنسان متصالح مع نفسي، وأومن بأنه لا يمكنك إرضاء كل الأذواق.- إذن، أنت تتقبل الانتقادات. فكيف تتجاوزها حتى لا تؤثر على فنك، أو حتى تستفيد منها؟ - أتقبل الانتقاد فقط من المختصين في النقد، والملمين بالفن والفكاهة، أي المهنيين بالأساس، أما ما يبديه الجمهور، فالأمر لا يتعلق بنقد، بل هي آراء ووجهات نظر خاصة بأصحابها ، فأنا، مثلا، لا يمكنني أن أعطي دروسا في الدين، وأنا لست رجل دين. وهذا ينطبق على باقي المجالات، أيضا الجمهور له الحق في ابداء رأيه، وتقبلي ككوميدي أو لا، لكن لنترك النقد لأصحابه من ذوي الاختصاص، ساعتها فقط يمكن أن يكون النقد بناء ومفيدا. إذن، أقول إنني أتقبل رأي الجمهور كثيرا، مهما كان، لكن أحب أن ينتقدني ذوو الاختصاص سواء كانوا فنانين، أو مخرجين، أو منتجين، وحتى الصحافة. من من الكوميديين المغاربة تنهل منهم أو تتأثر بهم؟ - أتأثر بأسماء معينة، وأحب الأعمال التي يقدمونها، لكن لا أقلد، وأكره أن أكون نسخة من أي كوميدي آخر، كائنا من كان. أحب، مثلا، الرائعة حنان الفاضلي، فأنا من أكبر المعجبين بها، وأعيد مشاهدة أعمالها مئات المرات، وأحفظها عن ظهر قلب. هناك أيضا، حسن الفذ وسعيد الناصري، ومحمد الجم... رأيناك في أعمال تجسد فيها دور المرأة، أو الفتاة المدللة على الخصوص. هل هو لون تريد أن تطبع به أعمالك الفنية؟ أم تجد نفسك أكثر في التقليد؟ - اتجهت لتقليد الشخصيات العامة والمشاهير لكي أضفي نوعا من التميز على أعمالي. إضافة إلى ابتكار شخصيات مغربية، من الحياة اليومية، من تأليفي الشخصي، ثم اعتمادي على فن ال "ستاند آب" الذي لا يحتاج إلى أكسسوارات، فتكون الحركات والسكنات و نبرات الصوت وروح الفنان هي كل أكسسواراتك. وبالتالي، فأنا لدي لعبتان في يدي، لعبة "التقليد"، ولعبة "الستاند اب"، ما أعتبره إضافة قيمة لفني. ما بالنسبة للأدوار النسائية، فلا يهمني جنس الشخصية بقدر ما يهمني إضحاك الجمهور، بكل صراحة، فالتقليد فتح لي أبوابا كثيرة، فهو إضافة قيمة ل "الستاند آب"، إذ يمكنني تقديم سكيتش "ستاند آب" إلى جانب تقليد النجوم، وهذا الأخير أعتبره نقطة قوتي ولعبتي التي أتقنها جيدا. ما هي مشاريعك؟ أو برنامجك المستقبلي؟ - هناك عدة حفلا ت وسهرات مبرمجة حاليا، أهمها مشاركتي في الدورة المقبلة لمهرجان مراكش الدولي للضحك، إذ قامت، أخيرا، إدارة المهرجان بالاتصال بي لهذا الغرض. كما أنني حضرت برنامجا جديا "وسيم شو"، قمت فيه بكتابة ثلاثين حلقة من الضحك والكوميديا، وأنتظر فقط أن يهتم به منتج ما، حتى يكون جاهزا للعرض أمام الجمهور. كيف ترى مستوى الفن الكوميدي ببلادنا؟ ماذا يميزه؟ وماذا ينقصه؟ الكوميديا المغربية لا يفهمها إلا المغاربة، وهذا ما يحد من انتشارها، وانفتاحها على العالم العربي، والعالم بصفة عامة. مستوى الكوميديا عال جدا في بلادنا، بحكم أننا شعب مرح ومحب للحياة، رغم كل شيء، ويبقى علينا، ككوميديين، أن نرقى بمستوى الأعمال، التي نقدمها. أنا أتأسف كثيرا عندما أجد كوميديا نجما مازال يحاول إضحاك الناس باللكنة البدوية "العروبية"، أو يعيب ملامح وجهه، أو يستعين بالنكت حتى يضحك الناس. شخصيا أعتبر هذا الفنان مهرجا وليس كوميديا، لأن الكوميديا المطلوبة اليوم، هي كوميديا المواقف، ومواكبة التطورات، وهذا ما أسعى إليه شخصيا، أي أن أكون متميزا، كما أحاول، قدر المستطاع، تقديم نوع من الكوميديا الهادفة إلى حد ما. فالجمهور المغربي مل، صراحة، كوميديا "التعروبيت"، التي طغت على هذا الفن منذ مدة. وأتمنى أن تعطى لنا فرصة، نحن الشباب، لكي نبرز طاقاتنا الخلاقة، ونقدم ما عندنا، ونعطي نفسا جديدا، ونضخ دماء خفيفة في الكوميديا المغربية.