قال عبد الله الدامون، الكاتب الصحافي، إن الكتابة الساخرة تتطلب ذكاء وقادا يجمع بين الكاتب والقارئ، مبينا أنها تتميز بالإشارات والرموز والإيحاءات التي تشكل رسائلها المشفرة، حيث شبه الكاتب الساخر بآلة فوتوغرافية يلتقط صوره من مفارقات الواقع. وأكد مدير نشر جريدة المساء، في مداخلة له خلال ندوة حول الكتابة الساخرة في الصحافة المغربية، نظمتها مجموعة عمل منظمة حريات الإعلام والتعبير بطنجة، السبت المنصرم، أن السخرية عندما يغيب عنها الهدف البناء تصبح مجرد تهريج. وقدم الدامون نبذة عن تاريخ السخرية في تراث الأدب العربي، من خلال التذكير بتجربة المتنبي مع كافور الإخشيدي، التي خلدتها أشعار المتنبي وفق مقاربة ساخرة، حسب المتحدث، الذي أوضح أن الشعر العربي اعتمد السخرية كمطارحة بين الصديقين اللذودين، معبرا عن تمنيه أن "يكون نفس القانون الذي ساد في ذلك العصر الغائب ساريا إلى الآن بيننا". أما الصحافي جمال بودومة، فعرف الكتابة الساخرة بقوله "هي أن نكتب بمنتهى الجدية عن أشياء خفيفة، وبمنتهى الخفة عن أشياء جدية"، مؤكدا أن الكاتب الساخر عليه أن يكون "متمكنا من اللغة وتقنيات الكتابة والخيال الخصب، القادر على التوليف بين المتناقضات"، حيث اعتبر في مداخلته أن الشاعر والكاتب عبد الرفيع الجواهري يمثل أحد رواد الكتابة الساخرة في المغرب. من جهته، اعتبر رشيد البلغيتي، الصحافي بموقع لكم الإخباري، أن الكتابة الساخرة في المغرب عرفت ازدهارا في التسعينيات من القرن الماضي، مبرزا أن حركة 20 فبراير منحته "رسوخا كبيرا في الساحة الإبداعية المغربية مع بروز وجوه جديدة قد تعطي الكتابة الساخرة بعدها الفني والأدبي والسياسي بالمغرب مستقبلا".