سيرأس لجنة تحكيم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لسنة 2015، المخرج الأميركي الشهير فرانسيس فورد كوبولا، الذي ينتمي لجيل المخرجين السينمائيين المولعين بثقافة البوب الغربية، الفخورين باستقلاليتهم، والذين أحدثوا ثورة حقيقية في السينما الأميركية أواخر عقد الستينات. ونال السعفة الذهبية مرتين عن فيلم "المحادثة" (1974)، و "نهاية العالم الآن" (1979) كما حققت أفلامه الرائعة 5 جوائز أوسكار. مازالت مراكش تحتفظ في ذاكرتها بلحظة تكريمه من قبل المهرجان سنة 2002، وبمداخلته الرائعة في ماستر كلاس دورة 2010. محطتان تمخض عنهما ميلاد علاقة صداقة قوية بين هذا المخرج السينمائي العالمي وبين المغرب. "إنه لمن دواعي سروري أن أحضر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش حيت تعتبر المملكة المغربية من الأماكن المفضلة لدي في العالم. فقد ازدادت جدتي في شمال إفريقيا (في تونس تحديدا) و أتذكر جيدا ما كانت تروي لي من حكايات ما زالت عالقة في دهني و من تمت نشأت هذه العلاقة الحميمية الشخصية والعائلية مع هذه المنطقة، إضافة إلى كون المغرب كان أول بلد يعترف بالولايات المتحدة الأميركية كدولة مستقلة مما يجعلني أشعر بكامل السرور والسعادة حين أزوره ". ولد فرانسيس فورد كوبولا سنة 1939 وقضى طفولته في حي كوينز بنيويورك. عانى في مرحلة صباه من شلل الأطفال الذي ألزمه فراش المرض معظم الوقت، ليكتشف شغفه بالفن السابع من خلال لعبه بجهاز صغير للعرض السينمائي. في فترة الدراسة في جامعتي هوفسترا وأوكلا ، كان كوبولا طالبا متحمسا غزير العطاء في المسرح والسينما، ثم شد إليه الانتباه عندما فاز بجائزة أوسكار أحسن سيناريو عن فيلم "باتون"، قبل أن يخرج ثلاثية "العراب"، و"نهاية العالم الآن" و"المحادثة"، أفلام تعتبر من روائع السينما العالمية. اختار كوبولا أن يكون منتجا سينمائيا مستقلا، فأسس شركة أميريكان زويتروب، ليساهم في دعم بدايات المشوار الفني لعدد من المخرجين أمثال جورج لوكاس، كارول بالارد، جون ميليوس وابنته صوفيا كوبولا، وعدد من الممثلين والممثلات من قبيل آل باتشينو، روبير دو نيرو، جيمس كان، هاريسون فورد، ريتشارد دريفوس، ديان كيتون، روبرت دوفال، لاورنس فيشبورن، مات ديلون وديان لين. كما حظيت الأفلام التي أنتجتها شركة زويتروب بما لا يقل عن ستة عشر جائزة وسبعين ترشحا لنيل جوائز الأوسكار. سيناريست، مخرج، منتج، ورائد التقنيات السمعية البصرية الحديثة، وقع فرانسيس فورد كوبولا على تحفة سينمائية أسهمت في إحداث ثورة في السينما الأميركية المعاصرة.