تزامن تأسيس خزانة الإمام علي، كأبرز الخزانات التراثية بسوس، مع تشييد مقر جديد لمعهد محمد الخامس للتعليم الأصيل بتارودانت في بداية الاستقلال، وبالضبط سنة 1957، وذلك بمبادرة من جمعية علماء سوس، وكانت تحمل في تلك المرحلة اسم خزانة المعهد الإسلامي، قبل أن يطلق عليها في ما بعد اسم خزانة الإمام علي بعد إلحاقها بوزارة الثقافة. تزخر خزانة الإمام علي بعدد كبير من المخطوطات والكتب النفيسة وقفتها الأسر العلمية بالمنطقة على طلبة العلم، الذين كانوا يضربون أكباد الإبل بحثا عن العلم والمعرفة، كما تضم الخزانة صناديق حديدية تحوي عددا كبيرا من الجذاذات الورقية مقسمة حسب التخصصات، علاوة على صناديق خشبية يعود تاريخها إلى بداية عمل الخزانة كتبت جذاذتها بمداد عتيق، ورتبت أبجديا حسب عناوين الكتب وأسماء المؤلفين. أما رصيد الخزانة فيتكون من المخطوطات والمطبوعات وبعض الأقراص المدمجة، حيث يصل عدد المخطوطات إلى 170 مخطوطا مصنفا حسب الحجم، تعيش معظمها وضعية جد صعبة حيث تقصفت الأوراق، وارتفعت نسبة الحموضة، وانتشر الحبر، والغبار والحشرات على الورق مما تسبب في كثرة الثقوب وانحلال الأربطة، والأغلفة الداخلية، والخارجية للمؤلفات. تضم الخزانة اليوم حوالي 10 آلاف و 600 مطبوع يتوزع بين مطبوعات حجرية) 30 عنوانا (وحوالي 10 آلاف مطبوع حديث، و50 عنوانا في الدوريات، من قبيل "دعوة الحق"، الإيمان، الإرشاد، مجلة دار الحديث الحسنية…، علاوة على بعض الجرائد والصحف وأغلبها قديم يقدر عددها بحوالي 40 عنوانا، بالإضافة إلى أزيد من 100 بحث جامعي في مختلف الأشكال. أغلب كتب الخزانة من الوقف، والتحبيس، والإهداء، أما المطبوعات فجلها من دعم وزارة الثقافة بالإضافة إلى منشورات بعض المؤسسات الجامعية، وبعض الجهات والهيئات الوطنية والدولية. مخطوطات وكتب الخزانة سبق وأن تمت صيانتها سنة 1986 بمناسبة المناظرة الوطنية للثقافة المغربية التي نظمتها وزارة الثقافة بمدينة تارودانت. لم تعرف الخزانة أية إصلاحات منذ تأسيسها سوى ما كان من إعادة طلاء للجدران، وتغيير شباك النوافذ في سنة 2000 . أما الأرضية فمقتصرة على بلاط إسمنتي من النوع القديم، كما تعاني الخزانة من ضعف الإضاءة، والإنارة. (يتبع)