نفذ أربعة من العاطلين حاملي الشهادات بمدينة أولاد عياد بإقليم بني ملال (45 كيلومترا غرب مدينة بني ملال) يوم الثلاثاء 28 شتنبر 2004 ما وعدوا به (تناول مواد سامة أمام مبنى المجلس البلدي)، احتجاجا على عدم مبالاة رئيس المجلس البلدي بمطالبهم، في إطار الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، وعلى عدم الاهتمام بالأصوات المنادية بضرورة إنصاف الفرع المحلي ضمن عملية التشغيل، التي تم إجراؤها بالبلدية، كما أفاد بيان صادر عن الفرع، توصلت التجديد بنسخة منه. ويتعلق الأمر بكل من عبد الواحد السعدي، وعبد الله بوتلين، وقاسم الدياب، وحبيبي سعيد. وصرح متتبع للحادث ل التجديد أن مقر المجلس البلدي،، عرف تطويقا شاملا لرجال الدرك، رافقته اعتقالات في صفوف أعضاء الجمعية بعد عملية تناول المواد السامة. وذكر مصدرنا أن أحد المعطلين الأربعة، الذين تم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي ببني ملال، غادر قسم المستعجلات بعد تلقي العلاج، في حين لم تعرف بعد حالة الثلاثة الباقين، وإلى حدود كتابة هذه السطور، لم يلق أي من المتناولين لجرعات السم حتفه. وأفادتنا مراسلة من عين المكان، أن الإقدام على تناول المواد السامة جاء على إثر قرار المجلس البلدي لباشوية أولاد عياد بإجراء قرعة لتوظيف ثمانية أشخاص، مما حدا بأعضاء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين إلى القيام بأشكال من الاحتجاج، معتبرين القرعة حيفا في حقهم، ومطالبين رئيس المجلس البلدي بإعطاء الجمعية حصة من المناصب كوطا، إلا أن الرئيس مضى في قراره بإجراء القرعة يوم الثلاثاء 28 شتنبر على الساعة التاسعة صباحا في جلسة علنية، مما دفع بالمعطلين إلى القيام بوقفة احتجاجية أمام الباشوية انتهت بتناول تلك المواد السامة. وأمام هذا المشهد، اندفع الكثير من الشباب نحو مقر الباشوية ورموه بالحجارة، تعبيرا عن تذمرهم من الوضع، مما تسبب في إحداث ضرر ببناية الباشوية وسيارات المصلحة، و دفع بالسلطة إلى الاستنجاد بفرقة للتدخل السريع لاحتواء الموقف. يذكر أن عاطلي مدينة أولاد عياد قرروا في بيان سابق لهم أنهم سيقدمون على ما أسموه الاستشهاد الجماعي، على حد تعبيرهم، حتى لا يتحولوا إلى قنابل بشرية قابلة للانفجار في قلب المجتمع، أو إلى تجار مخدرات أو قطاع طرق أو مرتزقة أو متخاذلين أو خونة للقضية والوطن، وحتى لا يركبوا قوارب الموت ويصبحوا عبيدا في ضيعات الإسبان والإيطاليين أو طعاما للحيتان. يشار إلى أن ما أثار غضب الناس، هو شعورهم باليأس والإحباط وانسداد الأفق أمام أي شكل من أشكال التنمية المحلية، سيما وأن المدينة محرومة من أبسط المرافق مثل: الطرق المعبدة،و قنوات الصرف الصحي، وانعدام الأمن بسبب عدم وجود مركز للدرك أو الشرطة بالمدينة.. فهل كتب على هذه المدينة الجريحة أن تعيش دوما في حرمان ولا مبالاة المسؤولين المحليين والإقليميين؟ حبيبة أوغانيم/ سعيد الراضي