أكدت جميلة المصلي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، على أن المغرب جعل التكوين مرتكزا أساسيا لبرامج التعاون التي تربطه بالدول الإفريقية، وذلك إيمانا منه بكون العنصر البشري يشكل صُلب السياسات التنموية، مشيرة في كلمة لها الأحد 24 ماي 2015، خلال افتتاح "اليوم العالمي لإفريقيا بالمغرب" الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية ومجموعة السفراء الأفارقة بشراكة مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون(مشيرة) إلى أن المغرب يسخر طاقات هائلة من خلال الوكالة المغربية للتعاون الدولي ومختلف المؤسسات الجامعية الوطنية. وقالت المصلي إن الطلبة الأفارقة يشكلون بمختلف المؤسسات الجامعية الوطنية نسبة 80 بالمائة من الطلبة الأجانب، أي بعدد يناهز 16 ألف طالب، 90 بالمائة منهم حائزون على منح دراسية من المغرب في إطار اتفاقيات التعاون الموقعة بين المغرب وبعض الدول الإفريقية، و20 بالمائة منهم يمارسون تكوينهم بأسلاك الماستر والدكتوراه. إلى ذلك اعتبرت المسؤولة الحكومية أن النجاح الدراسي لهؤلاء الطلبة واندماجهم في سوق الشغل في بلدانهم عندما يعودون إليها، أو في المغرب لمن اختار أن يبني مساره المهني هنا، أو في أوروبا لمن توفرت لهم المؤهلات المطلوبة هناك، مضيفة بأن كل ذلك يبرهن على نجاح المغرب كوجهة دراسية للطلبة الأفارقة، حيث يعتبر أول دولة في إفريقيا تستقطب أكبر عدد من الطلبة الأفارقة بعد جنوب إفريقيا، باعتبار السياسة التي يتبعها المغرب على أعلى مستوى والرامية إلى توطيد العلاقات مع عمقه الإفريقي في إطار تنمية التعاون جنوب جنوب. المصلي أوضحت أيضا أن توفر المغرب على تعليم عال يوفر إمكانيات جيدة للدراسة في مجالات متنوعة ومتعددة، بالإضافة إلى موقع المغرب الجيو ستراتيجي كلها عوامل ساعدت أيضا على جعل المغرب وجهة جذابة بالنسبة لطلبة القارة. وكان اللقاء مناسبة أبرزت فيه الوزيرة المصلي أهمية العلاقات العريقة، و الروابط التاريخية والسياسية والثقافية والروحية التي تجمع المغرب بالقارة الإفريقية. مؤكدة "أن المغرب جعل من بين أهدافه تعزيز التعاون والتكامل الاقتصاديين مع الدول الإفريقية الشقيقة والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة إستراتيجية فاعلة وتضامنية، مستنيرا في ذلك بتوجيهات الملك محمد السادس التي تجد أسمى تجلياتها "في الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للقارة الإفريقية، ويتجلى من خلال الزيارات الملكية السامية لمختلف الأقطار الإفريقية، التي حملت معها أيضا ديناميكية جديدة فاعلة ومتجددة فيما يخص إستراتيجية التعاون جنوب- جنوب، حيث أضحت بفضل ذلك توجها أساسيا وملموسا للدبلوماسية المغربية في محيطها الإفريقي.