أسدل الستار يوم الأحد 3 ماي 2015 على المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، والذي امتد من 28 أبريل إلى غاية 3 من ماي الجاري، ووصفت الدورة العاشرة بكونها "استثنائية" بالنظر إلى مساحة المعرض التي امتدت على طول 172 ألف متر مربع، وتنوع المعروضات وعدد الزوار الذي ينتظر أن يفوق مليون زائر. وعرفت الدورة العاشرة التي نظمت تحت شعار "الفلاحة والأنظمة الغذائية" مشاركة 59 دولة. وشارك في الدورة 1200 عارض ، وشكلت ملتقى دوليا بامتياز، إذ احتضنت مختلف أروقة المعرض لقاءات دراسية وجلسات تكوين وإرشاد للفلاحين، ولقاءات علمية خاصة بالمهنيين ، وكذا أيام خاصة مثل يوم فرنسا وألمانيا وهولاندا والتي تم على هامشها توقيع عدد من الاتفاقيات تهم تطوير العلاقات بين الدول من أجل تطوير قطاعات محددة، مع التركيز على الأمن الغذائي وعلى الاستثمار لصالح إفريقيا ، كما وقعت اتفاقيات بين مهنيين ومؤسساتيين وخواص، واتفاقيات للتمويل وشراكات ثنائية ومتعددة الأطراف. وشكل المعرض لمختلف المتدخلين ورشا لنسج علاقات منفتحة ومتعددة الأبعاد ، كما عرف المعرض تنظيم مجموعة من المباريات همت الجودة والإنتاج والسلالة، وامتاز المعرض بتقديم جوائز متعددة منها المرتبط بالبحث العلمي ، ومنها المرتبط بتثمين المنتجات ، وبالإدارة والتسيير، إضافة إلى تنظيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة الفلاحية في نسختها الثانية والتي تم إطلاقها بمبادرة من وزارة الفلاحة والصيد البحري. 9 أقطاب بين التنوع والخصوصية تشكل المعرض من تسعة أقطاب موضوعاتية وهي"قطب الجهات"، الذي وفر لزواره صورة مصغرة عن المغرب وعن موجوداته الفلاحية وخصوصياته الثقافية ، فأبرزت كل جهة ما تمتاز به من منتجات ، وعرضت منتجاتها المحلية ، وبسطت أمام زوارها معلومات وخرائط ومعطيات. وامتاز المعرض بقطب خاص بالمواشي ، ضم الغنم والأبقار والمعز والابل والفرس ، وامتاز على الخصوص بوجود عجول ضخمة من سلالة فرنسية وبلجيكية تم استقدامها للمغرب وتطوير إنتاجها عبر التلقيحات الاصطناعية ، سلالة تمتاز بالضخامة ، وتعد لتوفير أكبر عدد من كيلغرامات اللحوم الحمراء ، والتي وصل وزنها الطن وستة مائة كيلوغرام ، وعرف جناح العجول زيارة مكثفة من طرف الزوار. وضم المعرض قطبا خاصا عن المنتجات المجالية ، إذ بلغ عدد التعاونيات العارضة 240 تعاونية ، وامتاز بكبره مقارنة مع الدورات السابقة ، وكذلك بتعدد المنتجات المعروضة به ، فيما ضمت أقطاب أخرى ، شركات تعرض منتوجاتها وخدمات موازية ، ما ميز قطب المنتجات ، تواجد شركة كوزيمار التي أطلقت علامة تجارية جديدة ، واستقطبت الزوار لوجود مجسم قالب سكر كبير ، جذب الزوار لالتقاط الصور . قطب الآلات الفلاحية يوفر كل الالات التي يمكن ان تستخدم في المجال الفلاحي وعرض الات كبرى كالجرار والات الحصاد. وجمع القطب الدولي مختلف الدول المشاركة ، جذب الزوار لمعرفة منتجات الدول المختلفة ، والتعرف عن قرب عن ثقافتها عبر تذوق منتجاتها أحيانا وعبر التوضيحات التي يقدمها العارضون بها ، وكذا التعرف خصوصا على فلاحة الدولة وما تنتجه سواء تعلق الامر بمواد فلاحية أو مواد محولة من اصل فلاحي وكذا مواد غذائية بالاضافة الى الالات المتعلقة بالانتاج ، والتي تنوعت بحيث تجعل الزائر يعتقد أن الفلاحة والصناعة وجه لعملة واحدة قطب المؤسسات ضم الفاعلين المؤساتيين في قطاع الفلاحة ، كان أنشطه رواق المكتب الوطني للاستشارة لتواجد جلسات التكوين التي تقدم للفلاحين بعين المكان ، ورغم ان القطب يعرف بالمؤسسات وتدخلاتها في القطاع ، إلا أنه عرف هو الاخر إقبالا كبيرا من غير المهنيين ، خصوصا يوم الجمعة . وقدم قطب فلاحة المغرب ، سلاسل الانتاج في تنوعها وتكاملها ، قطب الانتاج والاستثمار والتحويل والتسويق وغيرها من مراحل سلسلة القيمة. كما شمل المعرض قطب للصحافة وضم قاعة للصحفيين ، وقاعات للعروض والأيام الدراسية . الدول الإفريقية بوضع خاص اعفي الجناح الإفريقي من أداء رسوم المشاركة بالمعرض الدولي تشجيعا للدول المشاركة،. من جانب آخر قامت وزارة الفلاحة بتحمل تكاليف العرض بما فيها مصاريف النقل والإقامة والعرض لكل من التعاونيات والفلاحين العارضين وكذا مواشيهم ، ورتبت عبر المكتب الوطني للإستشارة رحلة 12 ألف فلاح للمعرض الدولي في إطار برنامجها الاستشاري، والذي يعتمد المعرض كآلية من آليات التكوين تمكن الفلاح من الوقوف على تجارب واقعية وطنية ودولية. الإعلان عن موسم فلاحي استثنائي وسبق المعرض تنظيم المناظرة الوطنية في دورتها الثامنة ، والتي تميزت بالإعلان عن محصول استثنائي وعن موسم فلاحي فاق التوقعات ، إذ أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، يوم الإثنين 27 أبريل 2015 بمكناس، أنه من المتوقع أن يحقق إنتاج الحبوب رقما قياسيا يبلغ 110 مليون قنطار برسم الموسم الفلاحي 2014/2015، وأن هذا الموسم كان استثنائيا على جميع المستويات بفضل التساقطات المطرية الموزعة جيدا في المكان والزمان، وتشكل التقديرات تقييما للإنتاج لهذه السنة بين الأنواع الثلاثة الرئيسية للحبوب بحيث نجد 55 مليون قنطار من القمح الطري، أي ما يعادل 50% من إجمالي محصول الحبوب، و32 مليون قنطار من الشعير (30%) في حين نجد 22 مليون قنطار من القمح الصلب (20%). وكان محصول السنة الماضية (2013-2014) قد بلغ 68 مليون قنطار. أما بالنسبة لسنة 2012-2013 فقد بلغ المحصول 97 مليون قنطار. حفل عشاء وتسليم الجوائز ترأس رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ، الخميس بمشور الستينية "صهريج السواني" بمكناس، مأدبة عشاء أقامها الملك محمد السادس على شرف الضيوف والمشاركين في الدورة العاشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب. و أشرف ابن كيران على تسليم جوائز وشواهد تقديرية لفائدة أحسن وحدات الإنتاج (23 وحدة) وأفضل العارضين حسب كل صنف (14 عارضا) وأحسن مربي المواشي حسب السلالة (13). توقيع 20 اتفاقية الاتفاقيات والشركات واحدة من الفرص التي يوفرها المعرض الدولي للفلاحة أمام كل الوافدين من مؤسسات ودول وخواص ومهنيين . وقد شهد المعرض هذه السنة في دورته العاشرة توقيع 20 اتفاقية خمسة منها وقعت بالمناظرة الدولية و15 الأخرى ضمن فعاليات المعرض ، وهمت الاتفاقيات برامج عمل وتمويل وشراكات وتعاون بين مختلف الفاعلين. 220 صحافي بالمعرض أصبح معرض مكناس موعدا سنويا يجمع كل الفعاليات والمتدخلين ، ويحظى باهتمام وسائل الإعلام وطنيا ودوليا ، وواكب الدورة العاشرة من المعرض التي اختتمت فعاليتها أمس الأحد ، 220 صحافي معتمد من المغرب وخارجه، منهم 20 صحافي معتمدا يمثل منابر دولية. قطر ضيف شرف مبادرة قطر لتحسين الامن الغذائي بمناطق قاحلة حظيت بالريادة خلال فعاليات المعرض ، واعتبرت نموذجية ، بالنظر لما تقترحه من توفير الغذاء لحوالي ملياري شخص ، يتواجدون ب50 دولة ، وتم بمكناس خلال المعرض الدولي للفلاحة عقد لقاء تحضري تمهدي لمؤتمر مراكش الذي سينعقد في 29 من ماي الجاري وسيخصص للنظر في إطلاق منظمة دولية تشتغل على توفير الأمن الغذائي للمناطق الجافة وتدعمها في مواجهة تحديات المستقبل. وأفاد سفير التحالف الدولي للأراضي الجافة أن التحالف يشمل 50 دولة تتجاوز 2مليار نسمة تواجه تحديات مناخية وبيئية كالجفاف وشح المياه وتدهور الأراضي الصالحة للزراعة ، موضحا أن التحالف يهدف إلى بلورة سياسات متطورة للأمن الغذائي ، وإعداد آليات للحد من المخاطر ، ودعم البحث والابتكار، و إحداث اليات جديدة للتمويلات المبتكرة. الاحتفاء بالذكرى السبعين ل"الفاو" من بين الأنشطة المركزية التي شهدها المعرض الدولي للفلاحة الاحتفاء بمرور سبعين سنة على إنشاء منظمة الأممالمتحدة للزراعة والأغذية "الفاو"، وتم خلال الحفل الإعلان وتوقيع اتفاقية تمويل بغلاف مالي قدره 99 ألف دولار أمريكي تمتد على سنة ، لتمويل بلورة إعداد إستراتيجية لمحاربة هدر الأغذية وضياع المحاصيل.