ما زال الشأن العراقي وانعكاساته مستمرا في الاستحواذ على اهتمام التغطيات الخارجية في الصحف البريطانية الرئيسية، وخصوصا ما تعلق منها بتطورات تسلم الملف العراقي المتعلق ببرامج ونشاطات الاسلحة المحظورة. ففي صحيفة التايمز نقرأ ثلاث تغطيات الاولى بعنوان: بغداد تتهم واشنطن باللصوصية، على خلفية حصول الولاياتالمتحدة على النسخة الوحيدة الكاملة من التقرير العراقي المسلم للامم المتحدة. وتشير الصحيفة إلى أن بغداد اعتبرت التصرف الامريكي بمثابة محاولة للتلاعب والتحايل على مجلس الامن بحثا عن ورقة توت تغطي بها نواياها العدوانية ضدها. أما في التغطية الثانية، التي جاءت تحت عنوان: بوش يبيع السلاح لاعداء صدام، فتقول الصحيفة إن الرئيس الامريكي جورج بوش وسع من حربه على الارهاب في ثلاث جبهات. وهذه الجبهات، حسب الصحيفة، متمثلة في موافقته على بيع السلاح للمعارضة العراقية وللسلطات الجزائرية، إلى جانب اطلاق مبادرة تقريب التعاون مع كندا. وتشير إلى أن واشنطن طلبت من المجر استخدام احدى قواعدها لغرض تدريب نحو أربعة آلاف من المعارضين العراقيين من غير المقاتلين على مهمات الرصد والمراقبة والحراسة. وفي الثالثة تذكر الصحيفة أن الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، والحاصل على جائزة نوبل للسلام، دعا ادارة الرئيس بوش إلى التخلي عن فكرة شن عمل عسكري منفرد ضد العراق، إذ ستكون له، حسب رأيه، عواقب كارثية مدمرة. وتنقل التايمز عن كلمة كارتر خلال حفل تسلمه الجائزة قوله إن الطريق الصحيح هو العمل من خلال الاممالمتحدة، موضحا ان "علينا تذكر أن هناك ثماني امم في العالم على الاقل تمتلك السلاح النووي، وهناك ثلاث منها تشكل تهديدا لجاراتها في أكثر المناطق توترا في العالم". وتطلع صحيفة الجارديان بثلاثة عناوين رئيسية الاول يقول: الوثيقة العراقية تتضمن اسماء مجهزي سلاح غربيين، في اشارة إلى الملف العراقي المتعلق ببرامج بغداد للاسلحة المحظورة. وتقول الصحيفة إن تلك الوثيقة تتضمن بيانا مكونا من تسع صفحات وردت فيه اسماء شركات غربية ومندوبين وافرادا ساعدوا العراق في الحصول على ما يحتاجه من مواد تدخل في نشاطات اسلحة التدمير الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية. أما التقرير الثاني للصحيفة فقد جاء تحت عنوان: شركات النفط الروسية الضخمة تتسابق مع الامريكيين للفوز باحتياطيات النفط العراقي، وتقول إن تلك الشركات تنشط بقوة من أجل توقيع عقود مع بغداد لضمان السيطرة على المخزون النفطي العراقي. وتقول الصحيفة إن تلك الشركات ستستغل الفرصة وتطالب الولاياتالمتحدة بالوفاء ما تعهدت به من احترام المصالح الروسية في العراق، في حال تغير نظام الحكم في هذا البلد. وتنسب الصحيفة إلى شركتين روسيتين عملاقتين للنفط، هما زاروبيج نفط وروس نفط، قولهما إنها تستعدان لتوقيع عقد مشترك مع العراق لتطوير حقل "نهر عمر" الضخم، الذي تقدر احتياطاته بنحو ثلاثة مليارات طن، تبلغ قيمتها التقريبية نحو 350 مليار دولار. وتشير الصحيفة إلى أن روسيا تسعى منذ التسعينيات إلى زيادة حصتها من النفط العراقي، في محاولة منها للسيطرة على تلك الاحتياطيات الهائلة، التي لا تفوقها سوى الاحتياطيات النفطية السعودية. والعنوان الثالث للجارديان هو: مئة من نجوم هوليوود يعتبرون انفسهم وطنيين بمعارضتهم لضرب صدام حسين، وتقول فيه إن من ضمن هؤلاء مات ديمون، وابطال مسلسل "ملفات أكس" جليان اندرسون وديفيد دوجوفني، وفريق "رم" لموسيقى الروك. وتضيف أن هؤلاء اطلقوا حملة بعنوان: فنانون متحدون للفوز بلا حرب، في مقهي بمدينة لوس انجليس، وأنهم توجسوا من تبرم الادارة الامريكي وعدم رضاها، وهو ما وضع ضغطا على الجدل الدائر حول جدوى الحرب من عدمها. ويشير بيان الفنانين المئة إلى أن الحديث عن الحرب داخل الادارة الامريكية "خطر وتهديدي وغير ضروري، ونحن امريكيون وطنيون نؤمن بأنه لا يجب أن يسمح لصدام حسين بالحصول على اسلحة التدمير الشامل، لكن في الوقت نفسه سيكون الهجوم الاستباقي وغزو العراق ضد المصالح القومية الامريكية". وتخرج صحيفة الديلي تلجراف بعنوان يقول: الولاياتالمتحدة لم تعبث بالملف العراقي، نقلا عن مصادر في الحكومة البريطانية، التي نفت مثل الامر واعتبرته" هراء في هراء". وتنسب الصحيفة إلى نائب وزير الخارجية البريطاني مايك اونيل قوله إن الامريكيين لم يتلاعبوا بالملف، وأن الحكومة البريطانية مسرورة بالاجراءات التي اتخذت حتى الآن، في سياق دفاع لندن عن موقف حليفتها واشنطن عقب انتقادات لاذعة وجهها اعضاء غير دائمين في المجلس للتصرف الامريكي غير المسبوق في تاريخ المنظمة الدولية. أما صحيفة الانديبندنت فتورد نفس التغطيات التي جاءت عليها نظيراتها، لكنها تزيد عليهن بتقرير حول نشاطات المفتشين الدوليين في العراق، وتقول في العنوان: المفتشون يرفعون من وتيرة زياراتهم التفقدية. وتوضح الصحيفة أن وتيرة عمال التفتيش قطعت شوطا كبيرا عندما ارتفع عدد الزيارات المفاجئة للمواقع العراقية من زيارتين إلى عشرة في اليوم الواحد. وتؤكد الصحيفة أن دائرة النشاط الجغرافي لفرق التفتيش اتسعت لتشمل موقعا يبعد نحو ست ساعات عن بغداد، قريب من الحدود مع سورية، إلى جانب المواقع القريبة من بغداد وتلك التي تقع في محيطها. ب.ب.س.