بعد نهاية مباراة البطولة الوطنية لكرة السلة للموسم الماضي والتي جمعت الاتحاد الرياضي والمغرب الفاسي، أشرنا إلى السلوك اللاحضاري الذي ميز تصرفات رئيس فريق المغرب الفاسي، وتحدثنا آنذاك عن الدور الذي يجب أن يقوم به المسؤولون لتهدئة اللاعبين والجماهير التي تندفع تلقائيا، وانتظرنا أن يصلح حال رئيس المغرب الفاسي ويلتزم حدود الروح الرياضية والأخلاق التي يجب أن يتوفر عليها كل مسؤول، لكن للأسف وكما يقول المثل المغربي فإن الطبع يغلب التطبع، فما أن بدأ الموسم الحالي حتى عاد سيادة الرئيس إلى عادته المحبوبة، وأصبحت مدينة العلم والتقوى (فاس) فضاءً للعنف وترويج الفتنة، حيث تعرض لاعبو وجمهور الرجاء لتحرشات من قبل لاعبي فريق العاصمة العلمية على مرأى ومسمع من السيد الرئيس، ورجال الأمن المكتوفي الأيدي، فهم لا يستطيعون فعل شيء، وفي الأسبوع الفارط حين حل المرنيسي وفريقه بمركب سيدي محمد لملاقاة الاتحاد الرياضي تحولت القاعة إلى ساحة حرب حيث قفز الرئيس من المنصة محاولا الاعتداء على الحكام ورجال الأمن ولاعبي الفريق الخصم غير عابئ بما يفرضه الوضع من ضبط للنفس، وإذا كان من الصعب ردع أحمد المرنيسي لأنه ربما قد يكون مسنودا من جهات عليا، فإن ما نستغرب له هو صمت جامعة كرة السلة ورئيسها عن تصرفات رئيس المغرب الفاسي، حيث لم نسمع أن اللجنة التأديبية اجتمعت لتنظر في أمر لاعبي الفريق الأصفر ولا رئيسه. ولا أحد فكر في توقيع عقوبات تأديبية بمن يحاولون الإساءة للعبة، وربما ذلك ساهم في تمادي هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون. لقد تم توشيح أحمد المرنيسي بوسام الاستحقاق الوطني رفقة رئيسه بنعبد النبي، وإذا كان هذا الوسام عربون اعتراف بما أسداه الشخص للوطن، فإن المرنيسي ربما اعتبره إشارة له لمواصلة سلوكاته المستفزة، ونحن نتساءل وفق أية مقاييس يتم منح أوسمة، وهل العامل الأخلاقي لا يدخل في عين الاعتبار، وكيف لا تمنح اللجنة المختصة وسام استحقاق لأناس يتفانون في خدمة الرياضة بصمت ودون ضجيج، فيما تسارع لتوشيح صدور آخرين دمروا أكثر مما بنوا، وصالوا وجالوا في الميادين غير عابئين بالقانون ولا بمن يحمونه، وهذه أمانة جسيمة، ومسؤولية عظيمة سيحاسب عليها من يختارون المرشحين، لأن أهم شيء يجب أن يتوفر في المسؤولين الرياضيين هو الأخلاق الرياضية، ولدى أصحابنا فهي منعدمة تماما. يقول الله عز وجل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). محمد والي