الزهرة علواني واحدة من نساء دادس اللواتي كسبن التحدي وخضن تجربة ناجحة رغم الإكراهات بتأسيس التعاونية الفلاحية النسوية تيتماتين لمنتجي الورود العطرية بالجماعة القروية لسوق الخميس دادس بإقليم تنغير منذ بداية يناير 2011. حوالي 20 عاملة في التعاونية 12 منهن انخرطن بشكل رسمي في تدبير شؤون التعاونية منذ تأسيسها، ينوهن بالسياسة الوطنية للقطاع الفلاحي، فيما يعاتبن منتخبي المنطقة على قلة الدعم المخصص للتعاونيات على المستوى المحلي. وتؤكد علواني أن التعاونية، التي كانت تكتري بقعة أرضية شيدت عليها مقرها، أُلزمت من لدن صاحب البقعة الأرضية بعد متابعته للنمو الذي تحققه التعاونية، بأداء مبلغ 50 ألف درهم رهنا أو الزيادة في واجب كراء البقعة الأرضية المحدد منذ 2011 في 400 درهم، وهو ما أجبرهن على الاستفادة من قرض مالي لتسديد مبلغ الرهن. قطف الأزهار وتعمل تعاونية "تيتماتين " إلى جانب تعاونيات أخرى منذ تأسيسها على إنجاح التقنيات المزاولة لإنتاج الورد العطري داخل الحقول، التي تحوي أشجار الورد التي تكسوها بلون وردي جميل في شهري أبريل وماي من كل عام لتنشر الروائح العطرية الزكية في كل بستان. تقول علواني في تصريح ل"التجديد"، إن قطف الأزهار يبدأ مع بداية شهر أبريل، وهذه العملية تقوم بها النساء القرويات منذ الصباح الباكر، وقبل أن تظهر أشعة الشمس، لأن الندى العالق بأزهار الورد يجعلها متماسكة ويمكن قطفها بسهولة وتثبت الرائحة فيها. شروط شراء الورد تتم مراقبة المنتوج الذي يشترط مجموعة من المواصفات أهمها إيصال المحصول مباشرة من الحقل نحو مقر التعاونية في ظروف متعارف عليها ويتفق عليه الجميع مسبقا، وضمان جودة المنتوج وباقي مستخلصاته بعد التقطير. ولهذا الغرض تؤكد رئيسة التعاونية، أن البضاعة توضع في المكان المخصص لها بعد تنظيفها جيدا من الأتربة والحشرات والنباتات الغريبة وجميع أنواع الشوائب الأخرى وتتم عملية التنظيف بالفرز والتنقية. وتتمثل العملية الرئيسية التي تقوم بها التعاونيات، التي تستفيد من تجهيزات المصالح الفلاحية في إطار البرامج الحكومية، في تقطير ماء الورد باستخدام طرق حديثة بالبخار المباشر . تقول علواني "وفق جهد التعاونية في هذا المجال وقدرتها على الوفاء بمتطلبات الصناعة المحلية من ماء الورد العطرية النقية، يتم استخدامها في المناسبات والأفراح، وكذلك للتداوي من بعض الآلام والأوجاع". وحسب نفس المصدر، فإن هذا المحصول يعتبر ثاني أهم منتج زراعي بعد الزيتون. وتحرص النساء العاملات في التعاونيات، في الشق المرتبط بالتخزين والتعبئة والتغليف واللواتي يستفدن من تكوينات خاصة في هذا المجال، بالاهتمام بنظافة المخزن والعمل على تصنيف المنتجات و كتابة ورقة بيانات تلصق على المنتوجات وتروم حماية المستهلك لها. فضلا عن إعداد الورد اليابس للتسويق عبر تجفيفه وفرزه والعملية بورها تستلزم توفر اليد العاملة المدربة على هذه العملية، وهو ما يساهم كذلك في خلق فرص عمل لفائدة نساء المنطقة. دعم المغرب الأخضر قبل أن تستفيد التعاونية من تسليم المعدات الاساسية لوحدة التقطير في إطار شراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، بدأت التعاونية نشاطاتها بكراء بسيط يعتبر مقرا لها لإرساء وبناء وحدة التقطير بكل مرافقها الاساسية (مكتب وقاعة التقطير والمعالجة، وقاعة لمولد البخار، وقاعة للتخزين، ومكان الاستقبال والتجفيف)، قبل أن تقوم مسيرات التعاونية بحفر البئر وبناء صهريج خاص بالتعاونية، وشراء مجموعة من التجهيزات وإعداد لوازم تركيب الوحدة، تفيد الرئيسة الزهرة علواني. وفي إطار التشبيك الذي تدعمه التعاونية، علمت "التجديد" من خلال استطلاعها لهذه التجربة، أنها ساهمت من خلال انخراطها في مجموعة ذات النفع الاقتصادي للورد العطري لقلعة مكونة، وخلق الفدرالية البيمهنية للورد العطري، وقيامها بإعداد برامج التكوين لفائدة المنخرطات بشراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات في ميدان صيانة سلسلة الورد العطري عملية التصنيع وكدلك عملية التسويق، فيما لجأت أيضا الى القيام بعملية إحصاء وصيانة بساتين الورد المعطر بجماعة سرق الخميس دادس. معطيات رقمية ومن خلال عمل التعاونية، التي تشارك في جل المعارض المحلية والوطنية، تمكنت في المواسم الماضية، سواء في فترة موسم الورود الذي يصادف سنويا شهري أبريل وماي، من معالجة أزيد من خمسة أطنان من الورد العطري، وقامت من خلال تسويق ماء الورد ببيع إلى حد الآن 4 أطنان من ماء الورد، أين بمعدل طن سنويا منذ انطلاق عمل التعاونية في سنة 2011، بفريق يتراوح بين 20 و 12 عاملة منهن 12 منخرطة بشكل رسمي. طموحهن كبير وعن المخططات المستقبلية لمنخرطات التعاونية، فإن اقتناء بقعة أرضية داخل الدائرة الترابية التابعة لها لبناء مقر خاص، علما أن ثمن المتر المربع لا يتجاوز 300 إلى 400 درهم للمتر المربع بالمنطقة، وشراء وحدة تقطير أخرى أو البحث على توسيع وترقية الوحدة، وكذلك العمل على تكثيف وتطوير بساتين الورد العطري بالمنطقة بغية القيام ببحث على تقطير الورد لاستخلاص زيته وعطره، والبحث عن القيمة المضافة للمنتوج والبحث عن شراكات أو وسطاء يمكن التعامل معهم والبيع من خلالهم، كلها طموحات وأهداف وضعتها مسيرات تعاونية تيتماتين ويخطون بثبات لبلوغها، وهي "غير مستحيلة" تقول الرئيسة التي تعود في كل وقت وحين إلى زميلتها المكلفة بأمانة المال لتؤكد لها تواريخ وأرقام من قبيل 160 ألف درهم رقم معاملات التعاونية في 2014. إكراهات تؤكد مصادر أن وضع خطة لإستراتيجية البيع أو التوزيع هي تدبير حاضر في ثقافة التسيير لدى قرويات منطقة خميس دادس، نتيجة الاحتكاك الذي تعيشه المنخرطات في مختلف المناسبات الجهوية والوطنية، التي تزيد من تشجيعهن على المضي قدما بالمشروع، أمام جملة من الإكراهات والعوائق التي قد تحول دون تحقيق أهداف التعاونية، من قبيل تعقيد المساطر المرتبطة بالقوانين المنظمة للحصول على بقعة أرضية بتراب الجماعة. بالإضافة إلى بطء التسويق بالجملة وعدم القدرة للوصول إلى تغذية مصانع الصناعات الغذائية و مصانع الأدوية، ومصانع العطور وأدوات الزينة كالصابون ومعطر الجو، وأيضا مشكلة التصدير الذي لا يزال في أمس الحاجة إلى جعله أسهل لفائدة التعاونيات الفلاحية بالجنوب الشرقي. مطالب واضحة ودعما للتجربة الناجحة للتعاونيات لم تفوت علواني فرصة حديثها ل"التجديد" دون أن تطالب الوزارة الوصية على قطاع الفلاحة والمسؤولين المحليين والجهويين بالعمل على إسراع تعبئة الموارد المائية بالمنطقة وخاصة واحة دادس، والإسراع في بناء دار الورد المبرم عقد إنشائها بقلعة مكونة. ودعت المتحدثة إلى ضرورة إنتاج أغراس جديدة للورد العطري وإرساء استراتيجية جديدة للتسويق، والرفع من تنوع إنتاج مستخلصات الورد الطبيعي، ودعم المرأة القروية لانضمامها في التنظيمات المهنية، واستعمال الشارة لحماية ماء الورد الطبيعي، والتزييف و المواد المصنعة كيماويا.