سعادة الصائمين عند باب الريان تحت هذا العنوان المعبر، سنقف أمام أقوال المعلم المربي الحكيم والنبي الهادي الأمين محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، سنقف متعلمين لا معلمين، ومستفسرين لا مفسرين. نقرأ ونعيد القراءة، لعلنا نظفر بقبس من قبسات النبوة فيما تبقى من شهرنا هذا، ومن عمرنا القصير هذا. عن سهل سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم. يقال أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد". متفق عليه. أخبرنا القرآن الكريم، وهو يصف جنة النعيم يوم القيامة، عن أبوابها المفتحة، تعبرها الملائكة الكرام البررة داخلة من كل باب منها، على السعداء الفائزين. الدخول إلى الجنة من أي باب من أبوابها، أو حتى نافذة من نوافذها غاية وحلم كل مؤمن ومسلم، مهما كانت درجة إيمانه وكيفما كان سجل أعماله.فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، وربما دعي أحدهم من تلك الأبواب كلها، وذلك ما بشر به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، أبا بكر رضي الله عنه لما سأله "بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ فقال نعم وأرجو أن تكون منهم". (متفق عليه). لكن الحكم العدل ميز الصائمين بباب خاص، لأن كل عمل بني آدم له إلا الصوم فإنه لله تعالى. سعادة الصائمين تبدأ بفرحتهم يوم فطرهم، ويوم لقاء ربهم، غير أن اكتمالها وانفجارها يتوج عندما يسمعون سؤالا جهوريا تنادي به الملائكة يوم العرض الأكبر، فتسأل "أين الصائمون؟". وبمجرد سماعهم للسؤال ينهضون ويقومون في سعادة وحبور وتحفزوسرور لسماع ما وراء السؤال. وما أروع ما وراء السؤال! ترحيب عذب رقراق بهم للدخول من باب خاص يقال له الريان، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد. سلام عليكم أيها الصائمون حقا وصدقا. ادخلوا الجنة من باب الريان، بما صمتم لله وطبتم فادخلوها بسلام آمنين. اللهم اجعل قراءنا منهم. حسن السرات