من بين المواد التي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان المبارك مادة الحليب. هذه الذي أخرجها الله سبحانه وتعالى بقدرته العظيمة بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين يجزئ الأصحاء ويكفيهم ويقوي المرضى ويشفيهم وصدق سبحان غذ يقول: (وان لكم لفي الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين). وما اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه المادة الغذائية إلا اختار ملهم من الله سبحانه كما هو معلوم حيث عرض جبريل عليه السلام الإناءين على النبي صلى الله عليه وسلم فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم اللبن واعرض عن الخمر فقال له جبريل عليه السلام اخترت الفطرة التي فطر الله الناس عليها. إن الحليب ذو قيمة غذائية مرتفعة ويفي بالحاجيات الغذائية في شكل ملائم ونسب متزنة واقرب إلى الكمال من أي غذاء آخر وهم اكمل الأغذية من الناحية البيولوجية . ويعد الحليب موردا مهما وجيدا للبروتينيات ذات القيمة الغذائية المرتفعة وتمد هذه البروتينيات الجسم بالأحماض الأمينية الأساسية كما ثبت أن هذه البروتينيات غنية بالفوسفور الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم إضافة أن الحليب غني بالكالسيوم ويعتبر الحليب مصدرا مهما لكثير من الفيتامينات ومن الأنزيمات التي تساعد على هضم الطعام وامتصاصه. ويعتب الحليب من المواد السريعة التلف إذا لم يحفظ في مستوى الحرارة المطلوبة وهي 6 درجة بالنسبة للحليب المبستر المعلب الذي تحدد صلاحية استهلاكه في اليوم الثالث من يوم إنتاجه، وفي حرارة الهواء الطلق بالنسبة للحليب المعقم والذي حددت مدة صلاحية استهلاكه في 6 شهور بعد الإنتاج. ونظرا أن الحليب يمكن له أن ينقل عدة جراثيم مضرة بصحة الإنسان خصوص منها جرثومة المسببة لداء السل وجب اتخاذ الاحتياطات الضرورية مناه على الخصوص عدم شرب الحليب إلا مبسترا أو مغليا وعدم اقتناء الحليب الطري من الباعة المتجولين لان مصدره غير معروف ثم أن الأواني التي يحمل فيها قد تكون ملوثة أو ربما قد تكون قد غسلت بما غير صالح للشرب مثلا بماء البئر.