أبو الحسن علي الحصري القيرواني الضرير توفي 488 ه هوأبو الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني ، ولد بمدينة القيروان التونسية عام 420 ه في بيئة عربية خالصة تعتز بانسابها لقريش ولقرابتها من القائد العربي عقبة بن نافع الفهري مؤسس القيروان وفاتح افريقيا الشمالية، توفيت والدة الحصري في صغره، فرعاه والده أحسن رعاية خصوصا وأنه كان ضريرا، انكب الحصري في صغره على حفظ القرآن الكريم بالروايات المختلفة على شيوخ ذلك العصر المشهورين . فاشتهر فيما بعد بفن القراءات كما تلقى اللغة العربية والنحو والعقائد والفقه والحديث والأخبار والشعر والنثر وبعدها أصبح مدرسا في مدينة القيروان. توفي والد الحصري في بداية شبابه فاعتصره الحزن والألم ورثاه بقصائد مؤثرة. في عام 449 هجرية حلت بالبلاد نكبة مفجعة إذ هاجمته قبائل الأعراب فرحل من الحصري إلى المغرب وحل بسبتة وسكنها وتولى تدريس القراءات بها أزيد من عشر سنوات فوجد فيها إقبالا من أهل العلم والطلبة وتخرج على يديه كثير من رحلات هذا الفن ويرجح أن نظمه للقصيدة الرائية في قراءة نافع كان بسبة وهي تشمل على212 بيتا يقول في مطلعها" : إذا قلت أبياتا حسانا من الشعر فلا قلتها في وصف وصل ولاهجر ولكنني في ذم نفسي أقولها لما فرطت فيما تقدم من عمري ولابد من نظمي قوافي تحتوي فوائد تغني المقرئين عن المقرئ وقد تداولها الناس ورووها عنه وشرحها جماعة بعد ذلك اتصل بملوك الطوائف في الأندلس ومدحهم كما اتصل بشعرائها وعلمائها وقضاتها. وقد ذاع صيته كما قصد اشبيلة سنة 462 ه ليقتحم بذلك أبواب جنة الآندلس بعد تردد طويل مكث في بلاط المعتمد ابن عباد حوالي ست سنوات تنقل بعدها ببقية الممالك والإمارات في مالقه والمرية ودانية وبلنسية ومرسية، وقد عانى الحصري من الحسد والدسائس والمكائد التي حبكت ضده. كان للحصري مكانة مرموقة في بلاد المغرب والأندلس، وشاع عمله وأدبه في مختلف الأقطار وأشاد به العلماء المؤرخون وأهل العلم والأدب في عام 483 ه غادر الحصري الأندلس متجها صوب طنجة في المغرب،وراح يعلم ويملي، وقدكبر سنه وتراجع طبعه، فالتف حوله طلاب العلم والأدب وظل يدرس القراءات إلى أن أدركته المنية سنة 488 ه تاركا رصيدا من المؤلفات منها الرائية في قراءة نافع ، ومستحسن الأشعار وديوان المعشرات وديوان اقتراح القريح واجتراح الجريح. يقول عنه ابن بسان صاحب كتاب الذخيرة بأسرار اللغة العربية يدل على ذلك أنه ألف في علم القراءات.وله قصيدة طويلة في قراءة نافع. ويذكر ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان أن للحصري ديوان شعر يضم مجموعة من القصائد الرائعة في مختلف الأغراض.