رحلت، يوم الاثنين 2 مارس 2015، عن عالمنا الدكتورة هدى حجازي الأستاذة بكلية البنات جامعة عين شمس، وهي أرملة المفكر عبد الوهاب المسيري، ووالدة الدكتورة نور المسيري والدكتور ياسر المسيري. وفي حوارات كثيرة للدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية"، أشاد بزوجته، مؤكدًا أنها كانت تحاوره كما لم يحاوره أحد من قبل، وأنها قرأت كل ما كتب. وقال المسيري عن الراحلة الدكتورة هدى حجازي: "أذكر عندما بدأت قصة الحب بيني وبين زوجتي الدكتورة هدى، كنت عضوًا في الحزب الشيوعي؛ وحيث إنني أؤمن بضرورة أن يمارس الإنسان فكره، وأنه لا يمكن أن أتزوج بدون إطار فكري، فسألت صديقي ومسؤولي في الحزب (هل أتزوج بهذه الفتاة وهي من طبقة برجوازية أم لا؟)، فأجاب ب(لا). إذ لا يمكن لبروليتاري مثلي ربط مصيره بمصير الطبقة العاملة أن يتزوج ببرجوازية مثلها.. ولذا فمثل هذا الزواج مهدد بالفشل، بسبب اختلاف الانتماء الأيديولوجي والطبقي، ولكنني راودتني الشكوك في إجابة صديقي، فهي إجابة باردة مجردة، ومع أنني كنت لا أسأل والدتي عن شيء في حياتي فقد رغبت في معرفة رأيها في رغبتي في الاقتران بمن أحب، فسألتني سؤالاً بسيطاً ومباشرًا (هل يفرح قلبك عندما تراها؟)، وحينما سمعت منها هذا السؤال أدركت أنني نسيت أن أسأل الأسئلة الإنسانية الجوهرية، وشعرت بالقيود الأيديولوجية تتساقط وشعرت أنني استغرقت في تحليلات طبقية مهمة ودقيقة ولكن لا علاقة لها بالموقف الوجودي الإنساني الذي أنا فيه، ثم كتبت قصيدة بلورت فيها تساؤلاتي، وتوصلت إلى أن الزواج لا يمكن أن يستند إلي اتفاق طبقي وإنما إلى شيء أعمق، حيث يجب أن يكون هناك اتفاق علي المبادئ والأولويات الأساسية. ومن ساعتها تعلمت حينما أتعامل مع قضية فكرية مجردة أحاول أن أرى علاقتها بالواقع، ولابد أن أظل منفتحاً على الواقع حولي وأدرك تركيبته، وتخلصت من الرؤية المادية التي كانت مهيمنة عليّ".