استنكر فضيلة د. يوسف القرضاوي الحملة الإعلامية الشرسة التي يشنها الإعلام الأميركي المتصهين على الإسلام ودعاته وأكد أن الإسلام لا يحث على الحقد والضغينة في حين أن بني إسرائيل هم من يفعلون ذلك، وأن حربنا وبغضنا لليهود ليست باعتبارهم كذلك أو أنهم ساميون بل لأنهم يحتلون أرضا من الأراضي الإسلامية ويشردون إخوتنا في بقاع الدنيا. . ودعا فضيلته إلى عدم استهداف المدنيين في الأعمال العسكرية مبينا أنه لا علاقة لهؤلاء بما تقوم به حكوماتهم من اعتداءات على حقوق الآخرين .كما دعا فتح وحماس في فلسطين إلى ترك الاعتراك الداخلي وتوجيه بنادقهم نحو العدو الصهيوني المغتصب، مستنكرا بقوة تصريحات أحد مسؤولي السلطة الفلسطينية قال فيها بأنه سيمحو حماس من الوجود إن لم تستجب لأوامر، وحث فضيلة الدكتور هذا المسؤول على محو الاحتلال بدل محو أثر إخوته واعتبر تصريحاته منافية للدين والوطنية وغيرهما. وأكد من جهة ثانية أن الحملة الإعلامية التي يتعرض لها دعاة الإسلام هدفها هو إجبار هؤلاء على مباركة الطغيان والظلم ومنه الظلم الصهيوني ضد إخوتنا في فلسطين وأن نرفع راية الاستسلام مع المستسلمين . جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه. حملة إعلامية غربية ضد الإسلام ودعاته وقال فضيلته إن هناك حملة من قبل بعض الجهات الإعلامية الأميركية المتأثرة بالصهيونية تستهدف الإسلام دينا ورسولا ورسالة ودعاة، وأنه رد في الجمعة الماضية على ادعاءات فالويل في هذا الاتجاه، ولكنه سيشير في الخطبة الراهنة إلى ادعاءات صحيفة (واشنطن تايمز) والتي قامت بنشرها قبل عدة أسابيع حيث قالت إن هناك وعاظا للكراهية بالشرق الأوسط وتعني بهم جماعة من العلماء والجهات يدعون إلى بغض الآخرين وعدم التسامح معهم، حسب قولها وذكرت في هذا الإطار مركز زايد للتنسيق والمتابعة بدولة الإمارات وذكرت الشيخ القرضاوي بالإضافة إلى فضيلة الشيخ أحمد الطيب مفتي مصر والشيخ عائض القرني من السعودية، وقالت بأن هؤلاء وعاظ للكراهية معللة ذلك بأن هذه الجهات تقاوم الطغيان والتجبر الصهيوني على أرض فلسطين. وأضاف أن مركز زايد في دولة الإمارات والذي يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية قد نظم ندوة تحدثت عن السامية والتي جاءت فيها أن السامية ليست خاصة باليهود وإنما تشمل العرب كذلك كما أن اليهود ليسوا كلهم ساميين فهناك ذوو الأصول الأوروبية أو الإفريقية أو يهود أواسط آسيا المعروفون تاريخيا باسم يهود الخزر. وقد تحدث بعض المعقبين في الندوة عن قضية الهولوكوست والتي ضخم فيها اليهود الأرقام التي يزعمون فيها أن مذابح أقيمت لهم في أوروبا. وحينما قال أحد الحاضرين إن الهولوكوست كذبة يهودية سافرة فضحتها العديد من الدراسات العلمية الأكاديمية ثارت حفيظة اليهود في العالم فكتب الحاخام إبراهام كوبل رئيس مركز مختص بالدراسات الإسرائيلية في صحيفة (واشنطن تايمز) مهاجما مركز زايد وعلماء المسلمين. وأما ما صدر عن مفتي مصر الشيخ أحمد الطيب وأثار الحفيظة اليهودية، قال الدكتور القرضاوي إن فضيلة مفتي مصر لم يزد على أن بارك العمليات الاستشهادية في الوقت الذي لم يجد فيه الفلسطينيون أي وسيلة أخرى لمقاومة الاحتلال بعد تجريدهم من الأسلحة الأخرى. وأضاف أن الشيخ عائض القرني لم يزد على أن قال إن على الدول الإسلامية أن تسعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل كما يفعل اليهود تماما وذلك لإشعار الطرف الآخر بأننا نملك القدرة على الردع ومواجهة القوة بالقوة.لا بهدف استعمالها. من جهة أخرى قال فضيلته إن الحاخام ادعى بأنني -أي الدكتور القرضاوي نفسه-أطل على الناس من قناة الجزيرة كل أسبوع لأبث الكراهية في قلوب الناس. ومتسائلا عن طبيعة الكراهية التي بثها في قلوب الناس . ورد الشيخ القرضاوي أن هدف هذه الحملة الإعلامية هو أنهم يريدون أن نصفق للطغيان الإسرائيلي ونتقبل كل أشكال الجبروت التي يمارسونها ضد أهل فلسطين حتى لا يصفوننا بالإرهابيين!! وقال: إن المسلمين يعتزون ويفخرون دائما بالدعوة إلى مقاومة الظلم الذي يقع على فلسطين وشعب فلسطين ولو سموا هذا إرهابا أو تطرفا. وأضاف ماذا يسمى هؤلاء اليهود الذين يصفون أنفسهم بالمعتدلين المقاومين للإرهاب والتطرف الهجوم على رفح الذي حدث أمس الأول وأصاب وقتل أربعة وستين بريئا بين القتلى منهم ثلاث نساء وطفلان؟!! . أكد أن ما يقوله العلماء ليس من عندهم بل إنهم ينطلقون من مرجعية محددة ومقيدة وملزمة وهي القرآن والسنة ولا يمكن لأي عالم أن يحيد عنها وإنما ينضبط بمعالمها وحدودها، وأن ما تريده الحملات الإعلامية ضد الدعاة والمسلمين هو أن نستسلم مع المستسلمين. الإنسان السوي يحب ويبعض و قال الدكتور القرضاوي إن من طبيعة الإنسان السوي أنه يحب ويبغض ويسالم ويحارب ويرضى ويغضب ويصل ويقطع ويعطي ويمنع، وما يميز الإنسان المؤمن أن كل تصرفاته بين الرضا والغضب والسلم والحرب والوصل والقطع لا يكون إلا في الله ولله ، وقد ورد في الحديث الشريف أن من احب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان فلا يمكن للإنسان أن يحب كل إنسان وإلا فكيف يسوي بين الأخيار والأشرار، بين الذين يعملون الصالحات أو أولئك الذين يفسدون في الأرض؟! وأضاف: أن الإنسان المؤمن يحب العدل ويكره الظلم عندما يقع على الآخرين وإن كانوا من غير المسلمين، بل إن الإسلام يدعونا لإنقاذ المستضعفين في الأرض ولو كانوا ليسوا منّا، كما قال الله تعالى: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها". وأضاف فضيلة الدكتور أيضا أن المسلمين لا يكرهون الناس لأشخاصهم وأجناسهم بل يكرهونهم لسوء أعمالهم وتصرفاتهم وإلا فلماذا أحسن الرسول والمسلمون من بعده لأهل الذمة ومنهم اليهود الذين كانوا يعيشون أكرم حياة في ظلال الإسلام ودعوته السمحة، وأن بغض المسلمين لم يأت في يوم من الأيام لهؤلاء اليهود إلا من جراء اعتدائهم على حرمات المسلمين ومنها تلك الممارسات التي يقومون بها في أرض الإسراء. قتل السياح لا يقره الإسلام وفي الخطبة الثانية عقب الدكتور القرضاوي على حادثتين : الأولى ما وقع في إندونيسيا من قتل للسياح في جزيرة بالي، وقال قد أكدت مرارا أن قتل السياح أمر لا يقره الإسلام، وهؤلاء الذين قتلوا في نظر الإسلام يعتبرون مستأمنين لا يجوز قتلهم. وأضاف أن الذين كانوا يقومون بمثل هذه الأعمال في مصر وكانوا ينكرون كلامي رجعوا أخيرا إلى رأيي وقالوا كنا مخطئين وأعلنوا عن تراجعهم فيما كانوا يفعلون. وقال أيضا إنه لا يجوز لمسلم أن يعطي أعداءه فرصة ليتمكنوا من المسلمين ويعلنوا الحرب عليهم وأننا لا نحترم الآخرين والمعاهدات. حماس ضمير كل فلسطيني أما الحادثة الثانية التي عقب عليها فهي تصريحات مسؤول بالسلطة الفلسطينية والصراع بين فتح وحماس، وشدد على أنه لا يحب أن تقوم صراعات بين الفصائل الفلسطينية والذي تتمناه إسرائيل وتخطط له، مذكرا بفتواه بعدم جواز أن يرفع الفلسطيني سلاحه في وجه أخيه الفلسطيني. وأضاف:" ما أسفت له هو ما صدر عن بعض رجال الأمن الفلسطينيين بأن حماس إن لم تستجب لما يطلب منها فسوف تمحى عن الوجود وأقول لهؤلاء: إنكم لن تستطيعوا أن تزيلوا حماس عن الوجود فهي ضمير كل فلسطيني، ثم لماذا لا تعملون على إزالة إسرائيل التي تحتل أرضكم عن الوجود بدل تهديد حماس؟" الدوحة - عبد الحكيم أحمين