سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المهندس عبد الحميد مكي برادة رئيس اللجنة الوطنية للأمان النووي ل ً التجديدً: الدول الصناعية الكبرى تضع العراقيل الوهمية للحد من تطور الدول النامية في مجال الطاقة النووية
احتضنت مدينة مراكش على مدى ثلاثة أيام ما بين16و18 أكتوبر الجاري المناظرة الدولية تحت عنوان تحلية مياه البحر بواسطة الطاقة النووية تحديات واختيارات ، والتي نظمها المجلس العالمي للطاقة النووية (WONUC) و الجمعية المغربية لمهندسي الطاقة النووية (AIGAM) بتعاون مع المجلس العالمي للماء(WWC) والوكالة العالمية للطاقة النووية(IAEA)، انكب فيها متخصصون في مجال الطاقة النووية ،أتوا من 35 بلدا من أمريكا وأوروبا وآسيا ، على مناقشة أهم المشاكل التي تعترض الباحثين في مجال تحلية مياه البحر بواسطة التقانة النووية. وأشار السيد عبد الحميد مكي برادة رئيس الجمعية المغربية لمهندسي الطاقة النووية في تصريح خص به جريدة ً التجديد ً،والذي أصر فيه على التعبير باللغة العربية رغم بعض الصعوبة التي وجدها في ذلك، أن المغرب يتوفر على مهندسي الطاقة النووية والذين تجدهم في جميع المفاعل النووية العالمية، وانتقد عدم وجود إرادة سياسية في المغرب من أجل الاستفادة من هذه الأطر في مجال التنمية واستغلال الخبرات.وأضاف المهندس برادة أن العالم سيواجه جفافا قاسيا في العشر سنوات المقبلة ، وأن هذه المناظرة تأتي لتحث الدول والحكومات على الأخذ بعين الاعتبار هذه التغيرات المناخية المقبلة،وأكد أن ماء البحر سيكون ملجأ للعديد من الدول ومنها المغرب الذي يتوفر على شواطئ على الواجهتين المتوسطية والأطلسية يبلغ طواها ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلومتر. لهذا يجب التفكير في تقنية تنتج طاقة تتوفر فيها شروط أربعة:وجودها بالكمية الكافية،وغير ملوثة للبيئة وقلية التكلفة ومقبولة من طرف الساكنة. وتعتبر تقنية تحلية ماء البحر بواسطة الطاقة النووية من التقنيات التي تمكن أن تستجيب لهذه المعادلة ،فهي أقل تكلفة من استخدام تقنيات أخرى،حيث أنه يمكن الحصول على المتر المكعب المحلى بخمسة إلى ستة درهم في حين يحتاج في الاستعمال الكهربائي لتحلية ماء البحر إلى ما بين 12و15درهما للمتر المكعب ،ورغم ذلك فإن هذه التقنيات تحتاج إلى منشآت ومحطات لا تتوفر عليها بلادنا بفعل عدم وجود إرادة سياسية . وعن التخوفات التي يمكن أن يحدثها استعمال التقانة النووية ، أجاب المهندس عبد الحميد مكي برادة والذي يشغل كذلك منصب رئيس اللجنة الوطنية للأمان النووي أن بعض الدول المتقدمة والمعروفة بإرادتها الكبيرة في الهيمنة على العالم تقف في وجه كل تطور للبلدان النامية في ميدان الطاقة النووية وتخلق الحواجز الوهمية من أجل إضعاف قوتها والحيلولة دون إنشاء مركبات نووية لأغراض سلمية ،ورغم ذلك يضيف برادة فيجب أن نقتحم هذا العالم رغم أنف هذه الدول لأن المغرب يتوفر على خبراء من الطراز العالمي وتجدهم في جميع المحطات العالمية لإنتاج الطاقة النووية . ومن جهة أجرى صرح الدكتور العراقي خزعل عباس الجنابي لً التجديدً أن المناظرة تتضمن الكثير من الأبحاث والتجارب المهتمة بتحلية المياه البحرية بواسطة التقانة النووية وجعل هذه المياه صالحة للاستعمال البشري، وحول حضور بلاده في هذا المؤتمر رغم الأخطار المحدقة به أشار الدكتور الجنابي أن ذلك يأتي في إطار حق الشعوب في امتلاك المعلومة والحصول على آخر المستجدات في هذا الميدان من أجل التطور العلمي الذي هو في صالح البشرية دائما. وقال السيد عمر الفاسي الفهري كاتب الدولة في البحث العلمي في معرض حديثه أمام المؤتمرين أن من بين6.3 ملايير نسمة وهم سكان المعمور ، أي أزيد من مليار ونصف من السكان لا يستهلكون إلا ماء غير لائق وبعيد عن المعايير الصحية، وهذه الأرقام المحزنة يفسرها بالطبع التقسيم الجغرافي للموارد المائية ،وبهذا تطرح على البشرية تحديات كبيرة سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو التقنية ، مثلهم مثل المنظمات غير الحكومية أو المواطنين من أجل ضمان تلبية الحاجيات الحيوية من الماء العذب على المدى المتوسط،وهذا المشكل ،يضيف السيد عمر الفاسي الفهري، يهم كذلك المغرب الذي ينتمي إلى منطقة جافة، عرفت توالي سنوات الجفاف،لكن بفضل سياسة بناء السدود التي بدأت منذ الستينيات عرف المغرب كيف يلبي حاجياته من الموارد المائية،وعلى الرغم من ذلك فإن التزيد السكاني وارتفاع الطلب يحتم على الدولة أن تسلك سياسة محترزة في السنوات المقبلة. ومن جهته أشار السيد خالد المديوري المدير العام للمركز الوطني للطاقة العلمية والتقنيات النووية(CNESTEN) أن التكنولوجيا النووية هو اختيار استراتيجي من أجل التنمية ، حيث أكد على أن الرهان الحقيقي التي سيرفعه المغرب هو استعمال الطاقة النووية في أغراض سلمية مثل الطب والمحافظة على البيئة،وكذلك استعمالها في تحلية مياه البحر في ظروف أصبح العالم ومنه المغرب يعرف فيه قلة الموارد المائية. يذكر أن واحد من أربعة من سكان المغرب لا يتوفر على ماء صالح للشرب أي بمعدل 7ملايين نسمة تتمركز في العالم القروي على الخصوص.ويبقى أن نشير أنه في ظل تخوفات الخبراء والمحللين من أخطار الجفاف في السنوات المقبلة يرى بعض المهتمين أنه لا يجب أن ننسى الاستنجاد دعاء الاستسقاء اللهم اسق عبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك واحيي بلدك الميت بالإضافة إلى دعوة المسؤولين إلى التشمير على سواعد الجد من أجل أن يصل الماء النقي والعذب لكل دار ولكل دوار. عبد الغني بلوط