اعتبر حسن الوزاني، مدير معرض الكتاب لجريدة التجديد الورقية أن المعرض الدولي للكتاب هذه السنة كان "ثورة ثقافية " لا من حيث عدد الزوار فقط بل كذلك من حيث عدد الأنشطة الثقافية التي شهدتها فضاءات المعرض. بلغة الأرقام، كيف مرت دورة هذه السنة من المعرض؟ يمكن القول إننا عشنا ثورة ثقافية طيلة هذه الأيام عى أكثر من مستوى. على مستوى عدد الزوار الذي هو مؤشر على نجاح المعرض حيث بلغ خلال هذه الدورة 340 ألفا و356 زائرا مقابل 300 و200 زائر خلال السنة الماضية أي بمعدل زيادة 40 ألفا هذه السنة. وهذا رقم جد مهم رغم أن المساحة المتاحة بالفضاء لا تسمح بأكثر من ذلك. كان عدد المشاركين 46 دار نشر وعرض من الكتب ما يناهز 120 ألف عنوان وأكثر من 3 ملايين نسخة. إلى جانب البرنامج الثقافي الخاص بوزارة الثقافة دون ذكر برامج الأروقة التي قدم بعضهها برنامجا مهما طيلة المعرض، ضم البرنامج الموازي 120 لقاء بمشاركة 284 مشارك. كما سجل أيضا اهتمام كبير بالتوقيعات في الأروقة الخاصة بدور النشر. وأيضا من خلال ضيف الشرف الذي كان دولة فلسطين بمشاركة 35 محاضرا وعرض أفلام سينمائية بحضور مخرجين سينمائيين فلسطينين وفقرات تشكيلية يومية حظيت باهتمام كبير، وعلى سبيل المثال تم إنجاز خريطة فلسطين بمشاركة 5 آلاف زائر شارك في رسمها. وبهذه المناسبة فقد أصدرنا العدد الأول من جريدة فلسطين التي كانت تصدر من الدارالبيضاء ما بين 1969 و1971 كما أصدرنا كتاب "شهادات.. فلسطين ذاكرة مغربية"، بمشاركة كتاب من المغرب وفلسطين، كما أعدنا طبع كتب مغربية لها علاقة بالذاكرة الفلسطيينة يتعلق الأمر بإعادة طبع رواية رفقة السلاح والقمر لمبارك ربيع ورواية النار والاختيار لخناتة بنونة وكتاب أوقاف المغاربة في القدس لعبد الهادي التازي. هل يمكن الحديث عن أمور ميزت هذه الدورة؟ ميز هذه الدورة تسليم جائزة المغرب للكتاب وجائزة الأركانة العالمية للشعر، كما كان الإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. واختيار المغرب للإعلان عنها يدل على أهمية المعرض ووضعه داخل المعارض العربية والدولية. إضافة إلى البرنامج الثقافي المتنوع والذي تضمن فقرة ذاكرة على سبيل المثال والتي احتفينا من خلالها بذاكرة المهدي المنجرة وذاكرة عبد الرحيم المودن واحتفينا بعشر سنوات على وفاة علي صدقي أزايكو وعدد آخر من الشخصيات. هذا دون ذكر ما ميز هذه السنة من توقيعات كتب وقراءات شعرية. والفقرة الجديدة التي أدرجت هذه السنة وحملت اسم ثنائيات المغرب سويسرا وتقوم على فكرة استضافة كتاب مغاربة لكتاب من سويسرا على أن تمر هذه الفقرة في إطار معرض جنيف للكتاب المقبل الذي سينعقد خلال أبريل القادم. ماذا عن النقائص أو الإشكالات التي سجلت في هذا المعرض؟ كانت عندنا إكراهات همت مساحة الفضاءات رغم أننا نقوم كل سنة بمحاولات التطوير وقد حاولنا هذه السنة تطوير الفضاء، وطموحاتنا كانت اكبر من هذا الفضاء الذي لا يتجاوز مساحة 10 آلاف متر. وللأسف فهذا الإكراه ليس مرتبطا فقط بالمعرض ولكن عموما بالفضاءات المطروحة في المغرب والتي لا تساير الحركية الاقتصادية في المغرب. كان لنا خيار إضافة مساحة أخرى بمقدار 5 الاف متر بتكلفة وصلت الى 5 مليون درهم لكننا قدرنا في الوزارة ان يستثمر هذا الثمن في دعم الكتاب بدل معرض يدوم عشرة أيام.