قال حزب العدالة والتنمية التركي انه واثق من انه سيشكل حكومة تضم حزبا واحدا فقط بعد الانتخابات المقرر ان تجرى في نوفمبر تشرين الثاني المقبل وانه سيبدد الشكوك في ان له برنامجا "اسلاميا" سريا. وقال عبد الله جول المتوقع على نطاق واسع ان يصبح رئيس وزراء تركيا العضو الاسلامي الوحيد في حلف الاطلسي "الاعين علينا ونحن مدركون لذلك ومدركون للمسؤولية." ومضى يقول "نعم سنكون حذرين للغاية لكن هذا لا يعني اننا سنخفي شيئا. الشفافية مهمة جدا بالنسبة لنا." وينظر كثير من العلمانيين المحافظين بما في ذلك القوات المسلحة القوية لحزب العدالة والتنمية نظرة شك بسبب جذوره في حزبين جرى حظرهما كمركزين للتشدد الاسلامي. واشار بولنت اجويد رئيس الوزراء التركي في الاسبوع الماضي الى ان التصويت لحزب العدالة والتنمية سيقضي على امال تركيا في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال جول في مقابلة مع رويترز ان طموحات تركيا في ان تصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي ستأتي في مقدمة اولويات سياسة حزبه الخارجية. وردا على سؤال اذا كانت حكومة حزب العدالة والتنمية ستؤيد عملا عسكريا امريكيا ضد العراق المجاور قال جول ان السياسيين المدنيين والجيش سيقررون هذا معا. وقال ان تركيا في ظل حكومة يشكلها الحزب ستلتزم باتفاق مع صندوق النقد الدولي لحل ازمتها الاقتصادية قيمته 16 مليار دولار لكنها ستطلب تخفيف بعض القيود على الانفاق لتخفيف بعض الصعاب الاجتماعية ومشكلات الاصلاح الزراعي. ويتقدم حزب العدالة والتنمية الذي تشكل قبل عام بفارق كبير على الاحزاب الرئيسية التركية في استطلاعات الرأي العام قبل ثلاثة اسابيع على الانتخابات المقرر ان تجرى في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني. ولم يحصل سوى حزب الشعب الجمهوري اليساري من بين الاحزاب الرئيسية على نسبة العشرة بالمئة المطلوبة لدخول البرلمان. ويتقدم حزب الشباب الشعبوي المتشدد المعارض لسياسات صندوق النقد الدولي من هذه النسبة على نحو مستمر مما يدق اجراس الانذار في مؤسسة الحكم التركية. واستفاد حزب العدالة والتنمية من خيبة الامل التي سادت على نطاق واسع في الاحزاب الرئيسية بعد ازمتين اقتصاديتين كبيرتين تسببتا في حدوث بطالة وفقر شديدين. وقال جول الذي كان يتحدث بالانجليزية "نشعر بارتياح كبير جدا. واثقون من اننا سنحصل على اغلبية مطلقة لتشكيل حكومة." وعمل جول وهو اكاديمي سابق نشط في اول حكومة يقودها اسلاميون في تركيا والتي اطاح بها من السلطة بعد مرور عام واحد تحالف دفعه الجيش في عام 1997. واثار رئيس الوزراء الاسلامي نجم الدين اربكان غضب الجيش بزيارته دولا اسلامية محافظة مثل ايران. كما احتفى بفكرة اقامة جماعة اقتصادية اسلامية مما اثار تساؤلات حول طلب تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ويصر جول على ان هذه الايام ولت ويصف حزبه بانه حزب محافظ رغم الشكوك. ومنع رجب طيب اردوجان رئيس الحزب من ان يرشح نفسه للبرلمان بسبب ادانة سابقة وحكم عليه بالسجن لاثارة الفتنة ومن ثم لا يمكنه ان يصبح رئيسا للوزراء اذا فاز الحزب في الانتخابات. وجول وهو شخصية معروفة على نطاق واسع للدوائر الدبلوماسية الاجنبية هو المرشح المحتمل ان يلعب هذا الدور وان كان من المحتمل ان يخضع لنفوذ اردوجان. ومن المرجح ان ينتظر الجيش ليرى ما سيفعله بشأن حزب العدالة والتنمية لكنه سيكون حساسا لاي محاولات للتعامل مع قضايا مثل حظر ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة بما في ذلك الجامعات ومن المرجح ان يسير الحزب بحذر شديد في هذه القضايا ايضا. وقال جول "نريد حل هذه المشكلات بالتراضي... نريد ان يحل السلام وديمقراطية افضل في هذا البلد." ويعمل الحزب محرزا قدرا من النجاح على طمأنة الاسواق في الداخل والخارج بتأكيد انه سيحترم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وبناء علاقات مع صناع السوق المحلي وتوجيه رسالة لاوروبا والولايات المتحدة. المصدر: وكالة رويترز