قدم رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد استقالته يوم الاثنين غداة هزيمة حزبه اليسار الديمقراطي في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد, بيد أن الرئيس أحمد نجدت سيزر طلب منه على الفور تولي تصريف الأعمال حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة في أعقاب فوز حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي في الانتخابات. من جهة ثانية أعلن زعيم حزب العدالة رجب طيب أردوغان أن حزبه حزب محافظ, رافضا تصنيفه بالحزب الإسلامي. وقال ردا على سؤال بشأن تصنيف حزبه بالإسلامي "لقد ضقنا ذرعا بسماع هذا السؤال والإجابة عنه". وأضاف أنهم أكدوا في برنامجهم السياسي أنهم ليسوا حزبا يستند إلى الدين مشيرا إلى أن نشاطات الحزب في الأيام المقبلة "ستظهر ذلك بوضوح". وأوضح أردوغان في مؤتمر صحفي الاثنين أن حزبه محافظ بدليل أنه نال دعم "كل فئات المجتمع" في الانتخابات العامة وقال "نحن الحزب الأقوى والحزب الوحيد في اليمين الوسط" بعد سقوط التشكيلات اليمينية الأخرى. ويعتبر العديد من المسؤولين في الحزب, ومنهم نائب الرئيس عبد الله غول, مرشحين محتملين لمنصب رئيس الوزراء, غير أن الحزب امتنع عن أي تصريح رسمي حتى الآن. وأكد أردوغان أنه سيواصل في المستقبل تزعم حزب العدالة والتنمية. على صعيد آخر رحب الاتحاد الأوروبي بالتصريحات التي أدلى بها قادة حزب العدالة والتنمية بشأن استمرارهم في "سياسة التقارب مع أوروبا". وعلى الصعيد الرسمي في الدولة العبرية أخذت مصادر سياسية رسمية جانب الحذر وأدلت بتصريحات أكدت فيها على أن تل أبيب ستتعاون مع أي حكومة يتم انتخابها في تركيا. مستبعدة وجود أي داع للقلق, "إذ لا وجود لأي مؤشرات على نية الحزب الجديد المسّ بالعلاقات الاستراتيجية القائمة مع إسرائيل", على حد قولها. كما أشارت هذه المصادر إلى احتمال تأثير فوز حزب العدالة والتنمية على العلاقات مع الكيان الصهيوني من حيث عمليات التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة, والتصريحات المتعلقة بالصراع الصهيوني - الفلسطيني، على وجه الخصوص. وفي السياق ذاته قال رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال حلمي اوزكوك الثلاثاء"5/-11-/2002" إنه يحترم "إرادة" الشعب الذي منح الفوز في الانتخابات التشريعية الأحد في تركيا إلى حزب إسلامي معتدل. وفي تصريح أوردته وكالة أنباء الأناضول في نبأ من واشنطن التي يزورها رئيس الأركان التركي قال اوزكوك إن "النتائج تعكس إرادة الشعب وأنا احترمها".وأضاف إن "الانتخابات جرت طبقا للقواعد الديموقراطية".