حكومة ينتظرها الكثير، تنتطرها آمال وآلام، جراح شباب عانوا ولازالوا من البطالة، هموم أثقلت سكان الأحياء الهامشية، عنوسة قضت مضجع شباب توجهوا نحو الرذيلة، لا يهمهم أن يكون الوزير الأول فلانا أو علانا، بل يريدون الرجل الصالح لهذا المنصب، من يستطيع أن يفك أزمات آلاف الخريجين الذين تركت عصا وهراوة الحكومة السابقة آثارها على أجسادهم المنهكة، استطلعت التجديد آراء بعض المواطنين حول ما ينتظرون من الحكومة، آمال االكثيرين منعقدة على من سيحسن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. التشغيل أولا ينتظر الشعب المغربي الكثير من الحكومة المقبلة، لا يرى شيئا أهم من تحسين الوضع المادي لأبناء الشعب، الكل يجمع على ضرورة وضع أولوية التشغيل ضمن البرنامج الحكومي المقبل، ويرون أنه إن قدر الله وفشلت الحكومة المقبلة في تدبير هذا الملف، فسيصلون صلاة الجنازة على جثة البرلمان، هذا ما قاله مراد 43 سنة عاطل:>قدمت الحكومة السابقة وعودا بتشغيل الشباب، لكن لم تستطع حل هذه المعضلة التي تنخر صفوف الشباب المغربي، هذه الفئة التي أصبحت تعيش عالة على أسرها، أوضاع يضطر معها الكثيرون إلى ركوب قوارب الموت، ويبقى همهم هو إيجاد مصدر للرزق للتخفيف عن أسرهم ولو بجزء بسيط ، وإذا فشلت الحكومة المقبلة -ولا نتمنى ذلك -في تدبير ملف التشغيل فلنقم صلاة الجنازة على الحكومة أمام البرلمان"، وتضيف(ر- س )محامية وهي متضجرة: "لا شيء ينبغي أن تفكر فيه الحكومة دون مشكل البطالة، ولا يمكن أن نشعر بتغيير حكومي إذا لم تتمكن الحكومة المقبلة من تشغيل الشباب العاطل خاصة ذوي الشهادات العليا، وجلب مقاولين ومستثمرين للمغرب لحل آفة البطالة، التي أصبح يتحدث عنها الكبير والصغير". تحدث معظم الذين قابلناهم على أولوية التشغيل، وخاصة لما لهذا الملف من انعكاسات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المغربي. معضلة السكن تقض مضاجعهم لم يغفل بعض الناس ملف السكن العشوائي أثناء حديثهم، عبد الله الذي يقطن بحي اللوبير بالمدينة القديمة بالرباط، وجدته متكئا علي حائط شاردا في التفكير، اقتربت منه، حينها استيقظ من غفوته، لا يدري ماذا يفعل، هل يصبح متسولا؟ أم يطلب المعونات من عائلته فيحفظ ماء وجهه، رجل في سن الخامسة والأربعين عاطل متزوج وأب لثلاثة أطفال، يخبرنا عن أوضاع هذا الحي قائلا: "بحي اللوبير توجد منازل ينتظر سكانها بين اللحظة والأخرى سقوط بيوتهم، لأن هذه الأخيرة بنيت بالخشب، وكلها بيوت قديمة وهشة وكل مرة يأتي بعض المسؤولين عن السكن ويطمئنوا السكان أنهم سيجدون حلولا لا محالة، ولازلنا ننتظر الحل، وإلا سنفاجأ يوما بسقوط هذا الحي، الشيء الذي لا قدر الله يؤدي إلى كارثة إنسانية"، وتقول (ر.د) 35 سنة عاملة وهي تبدي استياءها: "لا يمكن أن نتحدث عن التغيير في المغرب، مادامنا نجد أحياء هامشية لا تتوفر فيها الشروط الإنسانية للعيش، ومثال على ذلك أننا نجد عائلة مكونة من ثمانية أفراد تقطن بيتا واحدا في أحياء هامشية لا تليق بكرامة الإنسان". ومن جهة أخرى يرى محسن موظف، أنه لا بد من إعداد خطة سكنية محكمة، لتوفير أدنى شروط العيش الملائمة ، يحدثنا محسن: >عجز الحكومة على معالجة ملف السكن يدفعها أحيانا إلى اللجوء إلى هدم بعض المنازل الصفيحية فيضيفون كارثة أخرى للسكان، وتناسل هذه البيوت يدل علي الوضع الاقتصادي، الذي وصل إليه المغرب.< تذويب الفوارق الطبقية نادت الحكومة السابقة بمحاربة إشكالية الفقر، لكنها لم تفلح في تدبير هذا المشكل، وبعض المواطنين يرون أن الحكومة المقبلة لا بد أن تسعى جاهدة لإعادة النظر في تقسيم الثروات بين المواطنين، يقول السيد (أ ب) عون مصلحة وهو يستغرب لحال المغرب الذي ينحو منحى سلبيا، ويعتبر أن الأوضاع المعيشية تراجعت: "ينبغي للحكومة المغربية أن تسعى جاهدة إن كان بنيتها التغيير إلى إعادة النظر في الأجور، فلا يعقل أن الذي يعمل كثيرا يتقاضى قليلا والعكس صحيح، فكم من رؤساء لهم رواتب مرتفعة، ولا عمل لهم سوى الإسم والشهرة والتجول" وارتباطا بنفس الفكرة، تحدثنا أحلام: "أتمنى أن يشارك حزب ااعدالة والتنمية في الحكومة، وإن كان من شيء يستطيع فعله بعد عجز الحكومة السابقة، هو إعادة النظر في الأجور وتخفيضها خاصة أجور الوزراء والنواب، وبعض رؤساء المصالح واستثمار تلك الأموال لصالح الشباب العاطل، وبهذا ستكون تجربتهم نوعية وتستحق التنويه، وأعتقد أن الشعب المغربي جرب جميع الأحزاب على اختلافها لكن لازال ينتظر تجربة الإسلاميين في الحكومة". والعنوسة.. أيضا أزمة البطالة والانحراف سببان مباشران في انتشار معضلة العنوسة بالمغرب، شباب التقيناهم وهم ساخطون علي الأيام التي ضيعوها حسب نظرتهم في الدراسة، وجدوا أنفسهم في سن لم يستطيعوا أن يكونوا أسرا، فضاع حقهم الطبيعي في خضم الأوضاع الاقتصادية المزرية، ويعقدون آمالا كبيرة على برامج الأحزاب التي سطرت حلولا لهذه الظاهرة في برامجها، يقول نور الدين 34 سنة، عاطل المغرب سيجد نفسه مستقبلا شيخا لأن الشباب أصبح لا يقبل على الزواج للتكاليف التي تتطلبها الحياة الزوجية، وبذلك يضيع الشاب أيامه في البحث على عمل ينفق به على نفسه فقط، ولا يستطيع التفكير في الزواج، مادام غير مستطيع: وتقول سارة 25 سنة "برنامج الحكومة ينبغي أن لا يغفل مشكل العنوسة الذي أصبح يتزايد في ظل الانحرافات الأخلاقية فكم من رجل يستطيع الزواج ولا يقبل مادام يجد البغايا في كل مكان، وفي الجهة الأخرى نجد الشاب العفيف لا يستطيع الإقدام على الزواج لأنه لا يجد موردا ماليا يؤهله لذلك"، ويرى بعض الشباب ضرورة فتح الحكومة لمؤسسات خيرية تشجع الشباب على الإقدام على الزواج، وتساهم بذلك في الرفع من معنويات شباب أصابه الإحباط واليأس. هذا ويرى بعض المهتمين أن الحكومة المقبلة ينبغي أن تصب اهتمامها حول ملف "الصحراء المغربية" و"سبتة ومليلية" نظرا لما عرف هذا الملف الشائك من تأخير ويتمنوا أن يحظى هذا المشكل بالاهتمام المتزايد. خديجة عليموسى