فوز النائب رشيد المدور مرشح حزب العدالة والتنمية في دائرة أنفا له أكثر من دلالة. وعلى رأسها تقف دلالة انهزام حامل الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية السيد سعيد السعدي الذي مثل حزب التقدم والاشتراكية. هزيمة تعيد إلى الذاكرة هزيمة المسيرة الوطنية الكبرى ضد الخطة المذكورة يوم 12 مارس 2000. وهزيمة السعدي كانت بليغة وقاسية لم يستطع الحزب المذكور استساغتها وهضمها. وذلك ما رشح في صحافته الحزبية العربية والفرنكوفونية وأظهر صعوبة إدراكها لتصويت ساكنة دائرة "بورجوازية"على مرشح يتبنى المرجعية الإسلامية. فيما يلي نص حوار أجريناه مع السيد رشيد المدور حول فوزه ودلالاته: كيف مر امتحان الديمقراطية في دائرتكم التي وصفت هي الأخرى بدائرة الموت؟ * نسجل بكل افتخار واعتزاز أن المغرب قد خطا الخطوة الأولى والحقيقية نحو دولة الحق والقانون وتحقيق الديمقراطية والعمل على الانتقال بها من منطق الحلم إلى منطق الواقع، ويرجع الفضل بدرجة كبيرة إلى الإرادة الملكية القوية في هذا الاتجاه، فهذا أول امتحان حقيقي في العهد الجديد، وهذه خطوة إيجابية نتمنى أن تتلوها خطوات أخرى من أجل بناء دولتنا الديمقرطية بكل ما تحتويه الكلمة من معنى حتى نكون في مصاف الدول الديمقراطية على الضفة الأخرى. أما عن هذه الدائرة التي اعتبرت أيضا دائرة الموت، من حيث طبيعة ووزن المرشحين وعددهم، نعتبر أن حزب العدالة والتنمية قد كسب الرهان بشهادة الجميع سواء تعلق الأمر بالإدارة أو بباقي المرشحين، وذلك لأن حملتنا كانت نظيفة ومكتب الشكايات قد أبلغني بشكل واضح وبين أن الوحيدين الذين لم يشك بهم من قبل جميع المرشحين هي لائحة المصباح بالدائرة في حين أن جميع المرشحين كانوا يتبادلون التهم والشكايات فيما بينهم، وكسبنا الرهان ثانيا بحيث إن دائرة أنفا التي هي قلب العاصمة الاقتصادية قد صوتت هذا التصويت الكبير لفائدة حزب العد الة والتنمية وفهم المواطنون عنا أن الالتزام بالإسلام والانتماء إلى قيم وهوية الأمة لا يتناقض بأي حال من الأحوال مع مظاهر التمدن ومظاهر الرقي الاجتماعي والعلم والتحديث. وهذه مناسبة لنتوجه بشكرنا الحار لسكان دائرة أنفا على هذه الثقة الغالية التي وضعوها فينا، والتي مكنتنا من الحصول على مقعدين، وبعدد مشرف من الأصوات أتمنى من الله عز وجل أن نكون في مستوى الثقة، كما أن هذا الإقبال يدل على أن المواطن كان يتابع ما يجري على عكس ما كان يشاع..فمجهودات خمس سنوات من النضال والجهاد في سبيل الدفاع عن قضايا الأمة وتبني مشاكلها وجدنا أثرها عند الناس من خلال هذا الاستقبال الكبير الذي عبروا عنه. كيف حصلتم على مقعدين في هذه الدائرة وأنتم "نكرة" بالنسبة لحزب الخطة؟ * الحصول على مقعدين انتصار كبير للحزب في هذه الدائرة، فهذه الدائرة ردت على الخطط التغريبية التي تخالف مرجعية الأمة وهويتها الحضارية، ويكفي أن أذكر أن صاحب الخطة الذي نزل بمعية عضو آخر من الديوان السياسي للحزب كشخصيات معتبرة داخل حزبها. ومع ذلك حصلوا على الأصفار تلو الأصفار في العديد من المكاتب، وبالمقابل كان لنا شرف أن نحصل على 100% من الأصوات في بعض المكاتب، ففي الوقت الذي نحصل على هذه النسبة ونحن "نكرة" كما يصفنا هذا الحزب في إعلامه، فالنتائج خير رد على هذا الادعاء. لماذا كل ذلك التأخر في الإعلان عن النتائج؟ * الأسباب في غالبيتها أسباب موضوعية، مرتبطة بنمط الاقتراع الذي لم تكن الإدارة معتادة عليه، فوقع الارتباك، فهذه من العيوب التي أشرنا إليها سابقا ونبهنا إليها الحكومة التي تأخرت في فتح ملف الانتخابات، فتحديد الموعد من قبل جلالة الملك في شهر شتنبر جعل الإدارة تتأخر في الاستعداد، وتنشغل ببيان كيفية التصويت لعموم المواطنين من خلال وسائل الإعلام، ولم يواز ذلك تكوين للأطر التي تسهر على تنظيم العملية فمجموعة من رؤساء مكاتب التصويت أصابهم الارتباك الكبير ولم يستطيعوا السيطرة على العملية، خاصة في مرحلة الفرز والإحصاء ولذلك أعتقد أن جدة العملية كان سببا أساسيا في تأخر النتائج خاصة أنه قد كان هناك حرص من طرف الإدارة المغربية على أن تكون هذه الانتخابات غير مطعون فيها. كلمة لساكنة البيضاء أنفا * نشكرهم على هذه الثقة الغالية، التي تحرجنا، ونحن نعتبر أن هذا تكليف ومسؤولية ونتمنى من الله عز وجل أن نكون عند حسن ظنهم، ونتمنى منهم أيضا ألا يتركونا بعد أن أوكلونا هذه المسؤولية وأن يتابعوا أشغالنا، وأن يتواصلوا معنا من خلال المكاتب التي وضعناها رهن إشارتهم، والموقع الإلكتروني لمزيد من التواصل بيننا وبينهم ونرجو ألا يبخلوا عنا بمقترحاتهم ونصائحهم وتصويباتهم والله تعالى يوقفنا لما فيه الخير والحمد لله رب العالمين. إسماعيل العلوي