لبحث مستقبل الخريطة السياسية بالمغرب بعد استحقاقات 27 شتنبر 2002استضاف برنامج قضايا الساعة الذي تبثه قناة الجزيرة يوم الأحد الأستاذ إدريس لشكر رئيس الفريق النيابي الإشتراكي خلال الفترة النيابية السابقة، والأستاذة خديجة مفيد الناشطة بحزب العدالة و التنمية. أنكر إدريس لشكر أن تكون جماعة العدل و الإحسان التيار الإسلامي المهم، و ذلك في معرض رده عن مدى إمكانية تحديد الخريطة السياسية الحقيقية للمغرب بعد الانتخابات التي شهدها المغرب يوم الجمعة 27 شتنبر الماضي، في ظل غياب مشاركة جماعة العدل و الإحسان، واعتبر أن الانتخابات قد أكدت بالفعل أن حزب العدالة و التنمية هو أهم تيار إسلامي مؤسساتي، كما أشارأن هذا الحزب قد ضاعف مقاعده و ربح الرهان. و أرجع إدريس لشكر عدم إدراج الإصلاح الدستوري و خاصة ما يتعلق بصلاحيات الحكومة في مقابل صلاحيات القصر إلى أن المغرب شهد إصلاحات سياسية مهمة، و أن الدستور يخول للحكومة و البرلمان و لكافة السلط سلطات واسعة، و أضاف أنالحكومات السابقة لم تكن تسمح بممارسة هذه السلط،كما اعتبر على أن أي حديث عن إصلاح دستوري قبل الأوان هو حديث سابق لأوانه. من جهة أخرى نفى إدريس لشكر أن يكون المغرب قد التزم بالديموقراطية وتنظيم انتخابات نزيهة وحرة تحت ضغط أو وصاية أية مؤسسة خارجية بهدف جلب الاستثمارات المالية بقوة، مؤكدا أن المغرب كما عمل على اعتماد الديموقراطية مسلكا في التغيير السياسي للبلاد فإنه قادر بالموازاة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤرقه. و قال كذلك إن المشاكل الكبرى التي ورثتها حكومة التناوب تتطلب وقتا من أجل نجاح الحكومة في مواجهتها، كما اعتبر أن جهود الإصلاح قد عرفت مقاومة من طرف من استفادوا على حد تعبيره خلال أربعة عقود من امتيازات عديدة و مازالوا يراهنون على العودة بالمغر ب إلى الماضي، لولا أن الشعب المغربي اختار بحرية الأحزاب التي ستنوب عنه في البرلمان. و في نفس الموضوع نفت الأستاذة خديجة مفيد أن يتحول النشاط الإسلامي بالمغرب إلى الوضع كما هو في الجزائر، معتبرة أن حزب العدالة و التنمية حزب معتدل وواع بالشروط المحلية و الدولية، و أضافت إن كل أنشطة الحزب تنبني على تفكير مؤسس على منهج الاعتدال الذي يؤمن به، و على اعتبارمصلحة الوطن والتحديات الدولية التي تواجه المغرب، كما نفت أن يكون لحزب العدالة والتنمية موقف راديكالي بحيث إنه يختار بشكل جاهز أن يكون في المعارضة، أو أن يكون في تحالف من أجل الدخول في الحكومة. و في معرض جوابها عن امتناع الحزب عن تغطية جميع الدوائر الانتخابية و ما يمكن أن يفسر به ذلك من أن الحزب قد اقتصر فقط على الدوائر التي يملك فيها قاعدة انتخابية كالمدن و الأحياء الفقيرة أكدت الأستاذة مفيد أن الحزب قد حاز على مقاعد قوية في بعض الدوائر التي تقطنها الطبقة البرجوازية، كما اعتبرت أن اختيارات الحزب تنبني على نضج سياسي كبير مبني على استيعاب الواقع المحلي و الواقع الدولي و النظر إلى مصلحة البلاد، وأضافت إن دخول الحزب للمشهد السياسي هو مؤسس أصلا على منظومة شاملة للإصلاح والتي تنطلق أساسا من الفكر السياسي الذي بنته حركة التوحيد و الإصلاح التي تعتبر أن المشاركة السياسية هي إسهام في الإصلاح الشامل للمواطن و إنقاذ المغرب من أزمة القيم التي غابت في الممارسة السياسية. و في سياق ردها من عدم جدوى الانتخابات والدخول في المؤسسة التشريعية بدون إصلاح دستوري وخاصة فيما يتعلق بإشكالية تحديد صلاحيات القصر الملكي بالنسبة للحكومة، قالت إن الملكية لها دور كبير في تحقيق الاستقرارفي المغرب ، وأضافت إنه لا يمكن أن يناقش أمر الإصلاح الدستوري إلا في إطار يمكن لمصلحة البلد وليس للتصورات الراديكالية التي كانت تتبناها بعض الأحزاب و تراجعت عنها بعد اقتناعه بأنها لا تخدم العمل السياسي داخل المغرب و لا تساهم في نقله نقلة نوعية. حسنية الهواني