يظهر أن الجواب العملي على الاحتفاء المذل بالفيلم الصهيوني "كيدما" لمخرجه أموس غيطاي في المهرجان الدولي للسينما بمراكش، قد جاء من قلب تل أبيب بعملية استشهادية بطولية تلاها اشتعال الشارع الفلسطيني في مواجهة الاقتحام الجديد لمقر الرئاسة الفلسطينية من طرف العدو الصهيوني. هل هذا الاحتفاء هو الدعم الذي نقدمه لصمود ونضال الشعب الفلسطيني؟ إن شارون يعلنها بكل وقاحة: "المطلوب هو عزل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات" وعوض أن تنتفض الشعوب العربية في مواجهة هذا العلو الصهيوني نجد بعض النخب لا تتورع عن تقديم الطعنة تلو الأخرى للشعب الفلسطيني، لقد كان من المفروض أن يتحرك الشارع المغربي نصرة للانتفاضة المشتعلة لكن العكس هو ما حصل بل حتى وسائل الإعلام المغربية العمومية منها وغير العمومية هي في سبات إلا من استثناءات قليلة لا يتجاوز عددها بعض أصابع اليد الواحدة استنكرت عرض الشريط الصهيوني بمراكش. إن شريط "كيدما" ليس شريطا عاديا نحتج عليه لأن صاحبه يحمل الجنسية الإسرائيلية، بل إنه يقدم رؤية صهيونية استيطانية وعنصرية لما جرى من اغتصاب لأرض فلسطين وتهجير لشعبها، ويكفي أنه استعمل في مهرجان "كان" الأخير من أجل الحيلولة دون مقاطعة هوليود لهذا المهرجان بدعوى تصاعد معاداة السامية بفرنسا، كما أن الشريط ينقل وقائع جرائم عصابة "الهاجانا"لابن غوريون، وهي تجتاح أرض فلسطين، حيث يقدمهم الفيلم كأنهم السكان الأصليون المدافعون عن أرضهم في مواجهة الفلسطينيين، هذا فضلا عما يحبل به الشريط من أناشيد صهيونية رافقت عملية الاغتصاب. إن الإقدام على خطوة من هذا النوع لهو عار يطال كل المغاربة، ويفضح مدى العلو الذي بلغه اللوبي الفرنكو صهيوني ببلادنا والذي لا يتردد في الإمعان في تمريغ شرف المغاربة في وحل الانبطاح للصهاينة والدفع بهم في مهاوي التطبيع والاختراق، وليس بعيدا أن نتذكر استضافة الاتحاد الاشتراكي لمندوبي حزب العمل وميرتز الصهيونيين في اجتماع الأممية الاشتراكية في الدارالبيضاء هذه السنة ودماء مجازر جنين والضفة الغربية لم تجف بعد، حقا لئن كان لعرض شريط "كيدما" الصهيوني بمراكش من فضل فهو أنه ذكرنا ونحن في عز الحملة الانتخابية بأن معركتنا ضد الفساد والإفساد لا تختلف عن معركتنا ضد اللوبي الفرنكوصهيوني فكلاهما وجهان لمعركة واحدة. لقد أضافت هذه الأحداث محددا آخر في التصويت على المرشحين، ونقولها بوضوح وبلا مواربة، إن أمانة التصويت تقتضي أن نحارب كل مرشح أو حزب مطبع مع العدو الصهيوني، أن تقف في وجه من استضافهم بالدارالبيضاء ومراكش أو غيرها من المدن المغربية الأصيلة. إن المطبعين مع العدو الصهيوني ببلادنا معروفون للخاص والعام وعلى المغاربة أن يقولوا كلمتهم يوم 27 شتنبر ويوجهوا رسالة قوية لهم ولأنصارهم مفادها أن لا مكان لكم بيننا، فلستم إلا دخلاء