عرفت السياحة بالمغرب تراجعا خلال الشهور الستة الأولى من السنة الحالية، حيث بلغت تسع ملايير درهم بانخفاض وصل 26.2% في مقارنة مع حجم العائدات التي تم تحصيلها خلال نفس الفترة من السنة الماضية. وتعتقد بعض الأوساط أن السياحة المغربية انخفضت بنسبة 31% بدلا من 26.2%، مؤكدة على أن هذه العائدات تراجعت من 13.033 مليار درهم إلى 8.934 مليار درهم ما بين 2001 و2002. وشهد عدد السياح الأجانب تراجعا بنسبة 13.7% خلال النصف الأول من هذه السنة في مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. هكذا انخفض عدد السياح الفرنسيين بنسبة 5.2% بعد ارتفاع بلغ 13.9% السنة الماضية. وتراجع عدد السياح الإسبان بنسبة 10.2% مقابل 4.1% العام الماضي. وتقلص عدد السياح الألمان بنسبة 16.4% بعد زيادة طفيفة بنسبة 1.4% العام المنصرم. وانخفض عدد السياح الانجليز بنسبة 18.3% مقابل ارتفاع بلغ 17.7%. وتناقص عدد السياح الإطاليين بنسبة 24.6% مقابل ارتفاع طفيف بنسبة 1.3% خلال نفس الفترة من السنة الماضية. فيما عرف عدد السياح الوافدين من الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر تراجع بنسبة 40.3% في مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية والتي شهدت هي أيضا تراجعا بنسبة 1.2%. وشهدت التفقات الأمريكية في اتجاه المغرب انخفاضا بنسبة 47.1% فيما عرفت التدفقات الكندية تراجعا بنسبة 28%. وعزت بعض المصادر من وزارة المالية والاقتصاد هذا الانخفاض إلى تأثيرات أحداث 11 شتنبر التي شهدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية العام المنصرم. هذا في وقت أكد فيه بعض المهنيين أن كساد السياحة المغربية يعود إلى أوائل السنةالماضية أي ما قبل أحداث 11 شتنبر مبرزين في الوقت نفسه أن هذه الأحداث قد عمقت من مأساة السياحة. ويتوقع أن تتراجع عائدات السياحة المغربية في ظل استمرار التهديدات الأمريكية لضرب العراق. وكانت بعض المصادر قد كشفت في وقت سابق عن انخفاض في عدد السياح السعوديين خلال شهر يونيو بنسبة 15% مقارنة بنفس الشهر من عام 2001. وأرجع بعضهم سبب هذا الانخفاض إلى إعلان المغرب إلقائه القبض على خلية تابعة لما يسمى بتنظيم القاعدة. وبلغ عدد السياح الذين زاروا المغرب مليون و30 ألف سائح خلال ستة أشهر من هذه السنة مقابل مليون و200 ألف سائح خلال نفس الفترة من السنة الماضية. وأوضح الفاعلون في القطاع السياحي أن تدفقات السياح الأجانب في اتجاه المغرب سجلت تراجعا بنسبة 23%، بينما انخفض عدد الليالي بنسبة 30%. وفي مقارنة مع متوسط المداخيل خلال الخمس سنوات الماضية شهدت السياحة ارتفاعا بنسبة 10% هذه السنة. نشير إلى أن مداخيل السياحة سجلت ارتفاعا بنسبة 28% سنة 2001 حيث بلغت 27.8 مليار درهم. وإذا كانت من ملاحظة يمكن الخروج بها هو ضرورة أن تغير الحكومات المقبلة من سياساتها السياحية، وذلك بتوجيه الاهتمام صوب السياحة الداخلية والسياحة البينيةالعربية، حتى لا تظل سياحتنا مرهونة بالتقلبات السياسية الدولية. والمؤكد أن المراهنة على السياح الأمريكان والأوروبيين يكتسي خطورة كبيرة ما دام من الصعب على المغرب أن يملك رد التأثيرات السلبية للأحداث الدولية المرعبة المتوقع حدوثها في المستقبل، ونمثل لذلك بالتهديدات الأمريكية لضرب العراق وما سيتبع ذلك من تشنجات في العلاقات بين الدول النامية والدول المتقدمة. يشار إلى أن المغرب يسعى إلى اجتذاب 10 ملايين سائح في أفق 2010، باستثمار يقدر ب 5.2 مليار دولار سخرت لتشييد منتجعات سياحية على البحر. وجدير بالذكر أن الخطوط الملكية المغربية كانت قد شهدت تراجعا بنسبة 20% من رحلاتها الدولية عقب الأحداث التي شهدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية في شتنبر من العام الماضي. محمد أفزاز