مجددا ..وبالبشاعة ذاتها ينفجر صديد مجتمعنا بالأمس من الدارالبيضاء واليوم من تارودانت مجزرة نكراء ظالمة قدمت فيه وحوش واهية الصلة بالآدمية ثمانية أطفال أبرياء قرابين لطقوس الجنس البهيمي : افترستهم لحما طريا وعذبتهم أجسادا ضعيفة وأعدمتهم أرواحا زكية صعدت تشكو لبارئها قلة حيلتها وهوانها على مجتمع ضيعها ودولة لم تحفل بها ولم تصن حقها في الحياة..!!! يا ويح المفرطين والمجرمين على السواء !! ياويحهم يوم تجيء هذه الأجسام والأرواح وقد بعثت من مرقدها تتصفح وجوها عليها غبرة وترهقها قترة.. بين يدي مالك يوم الدين.. ثم تتوقف نازفة الدم مكسورة الروح ..تشير إلى هذا الأب أو تلك الأم و تقول "يارب قتلت في طفولتي لأنه لم يرعني كما أمرت " تم تشير إلى وجه ثان وتقول" يارب قتلت في طفولتي لأنه لم يحمني كم أمرت" ثم تشير إلى ثالث عبوس قمطرير وتقول " يارب هذا معذبي وسافك دمي ومزهق روحي اقتص لي منه..اقتص لي منه ..اقتص لي منه ..ضيع دنياي ..ضيع ربي آخرته"..!!! في مقررات الإسلام العظيم يقول المعلم الرؤوف الرحيم "ليس منا من لم يرحم صغيرنا"..! و بالhطلاع على تفاصيل مخازي تارودانت وأخواتها في مراتع نخاسة "أجمل " البلدان !! نجزم :أجل ليس منا هؤلاء ..ليسوا منا إنسانية وليسوا منا مواطنة ..! ليس منا هؤلاء الآباء الذين يشتتون أسرهم و"يفجرونها "لأتفه الأسباب ويرمون بصغارهم إلى أزقة وفنادق وضيعات مجتمع يعلمون أنها تؤوي وحوشا تقتات من لحم القاصرين وتتلذذ بعذابات المحرومين والتائهين..! ليس منا هؤلاء المسئولون والمربون الذين لا يبذلون قصارى جهودهم لتظل جدران المؤسسات التربوية ملجأ آمنا وفضاء رحيما مستقبلا لأطفالنا يقضون فيه طفولتهم ويستمتعوا بحقهم في التعلم والتأهيل لولوج عالم الكبار من مدخل اليقظة والوعي والمسؤولية عن الذات والمصير..! ليس منا هذا الإعلام السافل الذي يلغ في لحم الناس ويزين بالصوت والصورة و المقالة شرور التردي الجنسي الحيواني مؤججا دوافع الزحف على الأعراض وهتك أستار الحياء والبراءة لتكثير سواد "الرقيق" ..عمالة مجانية لتجار المال واللذة والبهيمية..! ليس منا هذا الإعلام البليد الذي لا يستل سيف سلطته لكسر جبروت تجار الألم الإنساني ومبددي أحلام الطفولة الواعدة..ليس منا إذا لم يفضح مخططاتهم المستترة وراء ضعفه.. ويقتحم قلاعهم المحصنة بصمته ..ليسا منا مادام يكتفي بالمتاجرة في الفضائح والمخازي ويتنافس في تنويع زوايا" النظر والتحليل " بعد حلول الكوارث..! ليس منا هؤلاء المنتسبون للأمن بكل تلويناته والسلطة بكل مستوياتها وتحت تصرفهم مئات العيون والآذان في مدن صغيرة "تيبخرها ريال ديال الجاوي" ..ليسوا منا وهم ينامون أو يتناومون عن حراسة أمن وأرواح صبية تقاذفتهم قساوة الغفلة الإنسانية وساقتهم أقدارهم إلى العيش في تخوم "محميات السياحة الجنسية " و"أوكار الشذوذ الجنسي " ليصلوا جحيم الهتك والتعذيب والقتل .. ليست منا هذه الأجهزة مجتمعة إذا لم تكن تعلم لأن أمن الناس هو مبرر وجودها !! وليست منا إذا كانت تعلم !! لأن مجزرة تارودانت و مخازي مدن " التايلاند الأقصى " ستكون حينئذ برائحتين : رائحة الجريمة ورائحة الخيانة .. فهل دشن المجتمع والدولة فصلا جديدا في مسلسل "التخلي عن مسؤولياتهما " بتوفير مناخ افتراس الصغار ..؟ "الله يحد الباس"..!! الحبيب الشوباني