فيما يمثل تأكيداً على نيته الإقدام على خطوات غير مسبوقة على صعيد تهويد القدسالمحتلة والمسجد الأقصى بعد الانتخابات، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، مساء الأحد، النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم تعيين نير بركات رئيس بلدية الاحتلال في القدس وزيرًا مكلفًا بإنجاز كل ما يضمن تغيير الوضع القائم في المدينة. وذكرت القناة أن نتنياهو اتفق مع بركات على تعيينه وزيراً مكلفاً بشؤون القدس، مع ضمان بقائه في منصبه كرئيس لبلدية لاحتلال، في إشارة واضحة إلى "إعجاب" نتنياهو بالجهود التي يبذلها بركات من أجل تهويد المدينة والفضاء الفلسطيني المحيط بها. ويشار إلى أنه نظرًا لحماس بركات للقيام بمشاريع التهويد، فقد أطلقت عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية "ماكنة التهويد". ونوهت القناة إلى أن نتنياهو يهدف من خلال هذه الخطوة إلى طمأنة قواعد اليمين الديني والعلماني بأنه مصمم على الوفاء ب "الأفعال لا بالأقوال" بتغيير الواقع في القدسالمحتلة والمسجد الأقصى. ويذكر أن بركات معروف بحماسه الشديد لفكرة التقاسم الزماني في المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، حيث سبق له أن طالب بأن يتم حسم الأمر وتجسيده كأمر واقع. ونوهت القناة إلى أن بركات العلماني متحمس إلى التقاسم المكاني داخل المسجد الأقصى، لكن بعد إنجاز التقاسم الزماني. ويجاهر بركات بالتعبير عن موقفه الداعي إلى اقتطاع مسجد الصخرة وكل الفضاء المحيط به وضمه لما يسمى ب "حائط المبكى". وأشارت القناة إلى أن بركات يرى أنه يتوجب عدم الانتظار لتقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين، وأنه ينبغي تدشين كنيس يهودي داخل الأقصى حالياً. ويرتبط بركات بعلاقات وثيقة جداً مع المرجعيات الدينية اليهودية الأكثر حماساً لتدمير المسجد الأقصى وتدشين الهيكل المزعوم على أنقاضه؛ سيما الحاخام يسرائيل أرئيلي رئيس "معهد الهيكل"، الذي يعتبر أكثر الحاخامات نشاطاً في مجال "تأصيل المسوغات الفقهية" التي توجب تدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه. وعلى الرغم من أن جميع رؤساء البلديات الذين تعاقبوا على إدارة بلدية الاحتلال في القدس قد نفذوا سياسات صارمة ضد المقدسيين، إلا أن بركات يعتبر الأكثر حماساً لتطبيق سياسات تدمير المنازل والمبالغة في فرض الضرائب، سيما ضريبة "الأرنونا"، ناهيك عن حرصه على حرمان القدس الشرقية من معظم الخدمات التي تقدم للأحياء التي يقطنها اليهود في المدينة. وفي ذات السياق، ذكرت الإذاعة العبرية صباح اليوم الإثنين أن وزير الإسكان أوري أرئيل يعمد إلى إحراج نتنياهو من خلال طرحه مشاريع لإصدار عطاءات لبناء مزيد من الوحدات السكنية في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. ونوهت الإذاعة إلى أن أرئيل القيادي في حزب "البيت اليهودي" يدرك أن نتنياهو لا يمكنه الاعتراض على هذه المقترحات خشية أن يمس الأمر بمكانته لدى قواعد مؤيديه من اليمين، مع العلم أن نتنياهو يعي أن إصدار قرارات بهذا الشأن يزيد من وطأة الضغوط الدولية على "إسرائيل".