في أوضح مؤشر على تعاظم المخاطر التي تحيق بالمسجد الأقصى، كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر، الأحد، إن مجموعة من الحاخامات التقوا مؤخراً لبحث مخطط لإقامة الهيكل الثالث على أنقاض المسجد. ونشرت الصحيفة صورة لعدد من الحاخامات ومهندس وهم يعكفون على خارطة للأقصى. وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تعرف الحاخامات الذين ظهروا في الصورة، إلا أن أحدهم هو الحاخام يسرائيل أرئيلي رئيس "معهد الهيكل"، الذي يعتبر أكثر المرجعيات الدينية حماساً لتدمير المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. ومن المشاركين في البحث الحاخام يهودا عتصيون، الذي قاد التنظيم الإرهابي اليهودي في ثمانينيات القرن الماضي، والمسؤول عن تنفيذ مجزرة جامعة الخليل التي راح ضحيتها 15 طالباً ما بين قتيل وجريح، علاوة على مسؤوليته عن تنفيذ ثلاث محاولات اغتيال ضد رؤساء البلديات المنتخبين في الضفة، وهي المحاولات التي أسفرت إحداها عن إصابة رئيس بلدية نابلس في ذلك الوقت بسام الشكعة بإعاقة دائمة. ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد لملك الأردن بعدم الإقدام على أية خطوة من شأنها تغيير صورة الوضع القائم في المسجد الأقصى، وهو ما نسفه وزراء ونواب في الائتلاف الحاكم المنحل. فقد أعلنت ميري ريغف النائب عن حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو، أنها لن تسمح بتواصل الوضع القائم في الحرم القدسي إلى ما لا نهاية، مشددة على أن الكنيست القادم سيصدر العديد من القوانين التي تعزز السيادة اليهودية على الحرم. ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة عن ريغف قولها، خلال لقاء من نشطاء لحزب "الليكود" في مؤتمر انتخابي نظم الخميس الماضي في مستوطنة "معاليه أدوميم"، إن تكريس السيادة اليهودية في المسجد الأقصى هي أهم تجسيد للسيادة السياسية والدينية والثقافية ل "الشعب اليهودي على أرضه". ونوهت القناة إلى أن موقف ريغف العلمانية، يحظى بدعم وزيري الاقتصاد والإسكان، نفتالي بنات وأوي أرئيل، ورئيس لجنة الخارجية والأمن زئيف إلكين، ورئيس كتلة الائتلاف في البرلمان داني ليفين. من المفارقة أن أصواتا باتت تتصاعد داخل معسكري اليسار والوسط في إسرائيل، تنادي بتنصيب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على رئيس قائمة لليسار والوسط في الانتخابات القادمة، بحجة التحولات التي طرأت عل مواقفه. ويذكر أن ليبرمان يطالب بفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى، علاوة على أنه يطالب بطرد فلسطينيي 48.