الفنان أحمد مدفاعي، وجه سطاتي متميز يعتبر من بين رواد العمل المسرحي بمدينة سطات. عشق التأليف منذ الصغر، كانت له محاولات أولى منذ سنة 6891، وهو اليوم عضو بارز بفرقة الكزار. يقوم الآن بمهمتي "السكربيت" والسيناريو في برنامج ألف لام. في هذا الحواريتحدث الفنان أحمد مدفاعي عن العمل في هذا البرنامج وعن سر نجاحه، كما يؤكد أنه أصبح بالإمكان اجتذاب المشاهد المغربي، بأعمال تنطلق من الهوية المغربية. الأستاذ أحمد مدفاعي مرحبا بك ضيفا على «التجديد»، أولا كيف جاءت فكرة «ألف لام»؟ عندما نعطي للشيء حقه فإنه حتما ستكون النتيجة إيجابية. وهذا ما وقع مع برنامج «ألف لام» كفكرة درست ما يزيد على خمس سنوات. وللحديث عن فكرة البرنامج أذكر هنا الدكتور حسن سميلي والأستاذ محمد قاوتي، إذ بعد أن اكتملت العناصر وآن الأوان أن تخرج الفكرة للوجود كان ولابد من الشخص الذي سينزل الأفكار المكتوبة صورا ومشاهد تشد المشاهد. وقد تمكن الأستاذ والفنان عبد الرحمن خياط من الوصول إلى هذه الغاية، بالاعتماد على الفنانة المقتدرة نعيمة المشرقي. وإذا تتبعت معي السير التعليمي للبرنامج فإنك ستلاحظ أن هناك منهجية مسطرة. ففي العام الأول كان الهدف تعليم الحروف انطلاقا من الكلمة، ثم الانتقال إلى التركيز على تركيب الكلمات في الجمل. وفي سنتين تم الانتقال من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة. برأيك ما هو سر نجاح هذا البرنامج؟ عموما، فسر نجاح أي عمل يرتبط أساسا بالتنظيم، وهو ما اعتمده معدو البرنامج. فهناك خلية للتأليف التي يشرف عليها ذ. محمد قاوتي. وهنا أشير إلى كيفية التحاقي بالفريق، إذ منحت لي فرصة القيام بمهمة السكريبت متدربا. والفرصة الأخرى التي منحني إياها ذ. محمد قاوتي جاء ت حينما أحس بأني أستطيع أن أكتب الحكايات ففتح لي الباب، ثم بدأت مرحلة أخرى في التعلم والتوجيه خاصة من طرف المخرج عبد الرحمان خياط. والخلية أيضا أغناها ذ. سعيد ودغيري حسني بحكاياته الشيقة، والحقيقة التي أجد أني لابد من الحديث عنها مرة أخرى هو فريق العمل بدءا من المخرج ودوره في خلق مجموعة منسجمة قادرة على تقمص ما يزيد على 600 شخصية. يلاحظ أن هناك انسجام وتكامل بين مكونات هذا العمل الرائد، نريد مزيدا من التوضيح. في الحكايات، وأخص بالذكر هنا الحاج عائد موهوب، عبد الإله عاجل، إدريس حدادي، سعد لهليل، نجوم زوهرة، نعيمة إلياس والموهوب أبو الفضل حمودة. هذه التوليفة لا يكتمل أداؤها إلا بالدور الكبير الذي أعطى طابعا خاصا للبرنامج والذي أعاد للموروث القديم حياة جديدة، هذا الموروث المتمثل في الجدات وما كان يقمن به من طرق مشوقة للحكي، وقد تمكنت الفنانة نعيمة المشرقي من بلوغ الهدف بحضور كامل لثقلها وتجربتها التي أغنت المجال الفني. هذا النجاح الذي سألتني عنه تجد له تفسيرا في الجائزتين اللتين حصدهما البرنامج في "جامور" أحسن إخراج و"جامور" أحسن برنامج تربوي. وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تكامل العناصر المشتغلة، حيث ركز معدو البرنامج على الشباب. فالديكور للفنان المبدع مصطفى الطاهري الذي ينقلنا من عالم إلى آخر. وكذلك المكلف بالاكسسوار أحمد بازين، والملابس الجميلة لحجلي عبد الرحمان والمكياج لمصطفى بن عضايم ومنفذوا الديكور. هؤلاء هم عناصر الفريق جند الخفاء المبدعون. لا يختلف اثنان على أن هناك "هروب" للمشاهدين المغاربة في القنوات الفضائىة الأخرى سببه إهمالهم، ما هي السبل الكفيلة لإعادة الاعتبار لهم؟ فعلا هناك هروب إلى القنوات الفضائية. لكن هذا لا يعني أن نسلم بهذا، بل يجب أن نبحث المسألة من خلال السؤال التالي، هل يمكن إنجاز أعمال مغربية فنية نابعة من الهوية وخادمة لها . حقيقة المسألة قد تحتاج إلى وقت، لكن لابد من بداية. فلندخل غمار التجربة انطلاقا من البرامج الوثائقية والتربوية وبعدها تأتي الدراما وغيرها. حاوره:محمد معناوي