صُدم العديد من المهتمين بالشأن السينمائي والمتتبعين له، من إقدام المركز السينمائي المغربي على الترخيص لعرض فيلم "إكسوديس" أو "الخروج آلهة وملوك " والذي جسد فيه مخرجه الذات الإلهية في صور بشعة حسب من شاهدوه، كما استغرب المهتمون أولا من الطريقة التي تم بها الترخيص لهذا العمل، وثانيا من التأخر الحاصل في توقيفه، نظرا لكون التوقيف تم بعد ماعرض الفيلم عدة مرات بسينما "كوليزي" في مراكش وكانت على وشك عرضه العديد من دور السينما في مدن مختلفة قبل أن تعلن إلغاء العرض. وكان المركز السينمائي المغربي، وفي رسالة سابقة لدور العرض والتي وافق فيها على عرضه، قال فيها "إن الفيلم سيعرض باعتباره عملًا فنيًا حاول تصوير القصة في قالب إبداعي وفق تصور المخرج"، وأضافت الرسالة "ينبغي منع الجمهور القاصر دون السادسة عشر من مشاهدة الفيلم حتى لا يفهموا مضمون الفيلم بطريقة سلبية"، وهو الأمر الذي لم تتم الإشارة إليه في رسالة المنع. الفيلم الذي أثير حوله جدل كبير بسبب تجسيده للذات الإلاهيه ونبي الله موسى ونكرانه لمعجزة شق البحر للنبي موسى عقب خروج اليهود من مصر، وجهت له انتقادات عدة، وتم منعه بدول أخرى منها مصر، بعد الحملة التي شنتها عليه العديد من المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أخرى. المركز السينمائي وفي رسالة مكتوبة -جاءت بعد أن رفضت إحدى دور السينما إيقاف عرض الفيلم بناء على آوامر شفهية- طالب جميع دور العرض بعدم عرض الفيلم "لأنه يجسد الذات الإلهية في شخص طفل أثناء نزول الوحي على نبي الله موسى عليه السلام، وهذا التجسيد باطل لأن الله لا يتمثل في جميع الأديان السماوية"، غير أن رسالة المركز لم تشر إلى كون لجنة النظر في صلاحية الأشرطة السينماتوغرافية سبق أن منحت الرخصة "فيزا" بعرض الشريط لأكثر من دار عرض. في تصريح في الموضوع لجريدة التجديد الورقية قال محمد مصلح، رئيس مصلحة الإفتاء في المجلس العلمي المحلي في وجدة، إنه لا يجوز تجسيد الذات الإلهية والصحابة وأن تلك الأمور تتنافى مع أبجديات العقيدة الإسلامية. عضو المجلس العلمي قال إن المطلوب في مثل هذه الحالات أن يعرض الأمر على أهل الاختصاص، وأضاف "كما تعرض الأفلام على أصحاب الخبرة التقنية، والفنية، وتكون له مقاربة اقتصادية فإن أهل الدين ينبغي أن تكون لهم كلمة في مثل هذه الأمور تفاديا لمثل هذه المنزلقات". من جهته استغرب الناقد والمخرج السينمائي حسن بنشليخة، في حديث لجريدة التجديد الورقية كيف سمح المركز السينمائي المغربي بعرض هذا العمل في القاعات السينمائية، كما تساءل بنشليخة عما إن كانت لجنة مراقبة الأشرطة الأجنبية قد شاهدت العمل أم لا. بنشليخة الذي شاهد الفيلم في فرنسا، قال إنه "يجسد موسى بأنه إرهابي والله أكثر منه في إراقة الدماء، مشيرا إلى أن جهات ما هي التي أنقذت الموقف ونبهت المركز السينمائي إلى خطورة الفيلم.