اعتبر عمر العسري أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن انهيار أسعار النفط في الأسواق الدولية يرجع إلى عدة عوامل أهمها؛ انخفاض الطلب من طرف القوى الاقتصادية الكبرى وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا والصين واليابان، موضحا أن أمريكا لوحدها قامت منذ 2008 بالرفع من حجم إنتاجها للنفط المحلي إلى حوالي 70بالمائة، الشيء الذي جعلها تقلص من طلبها الخارجي للنفط، وذلك بهدف الحد من تداعيات وتأثيرات الأزمة المالية والاقتصادية التي عرفتها منذ ذلك الوقت. ومن الأسباب تهاوي أسعارالنفط أيضا، يضيف العسري، عدم إقدام منظمة الأوبك على خفض الإنتاج ، ثم الإرتفاع النسبي لسعر الدولار مقابل العملات الأخرى، وارتفاع المخاوف من اندحار الأسعار داخل الأسواق العالمية والذي أدى إلى تزايد المضاربة من أجل الحفاظ على العملاء من المستوردين واستقطاب مستوردين جدد. وأوضح العسري أنه بالاضافة إلى الاسباب الاقتصادية هناك اعتبارات سياسية، مبرزا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى للضغط على روسيا التي تعتمد على النفط كمورد أساسي بهدف إضعاف قوتها المالية. وعن تأثيرات هذا الاندحارعلى اقتصاديات الدول؛ قال العسري "سيكون له تأثير سلبي على العديد من الدول، خصوصا التي تعتمد على النفط في تحقيق توازناتها المالية في إطار ميزانية الدولة ومنها روسيا والجزائر وغيرها". وعن تأثير انهيار أسعار النفط على الاقتصاد الوطني خصوصا في ظل نظام المقايسة الذي اعتمده المغرب مؤخرا؛ أكد العسري أن انخفاض أسعار المحروقات على المستوى الدولي سيمكن الدولة من التخلص من تقديم الدعم بشكل نهائي في مجال المحروقات. كما أنه سوف يساعد على تقوية القدرات الإنتاجية لمختلف القطاعات العامة والخاصة المعتمدة على هذه المادة الحيوية من خلال تقليص تكلفة الإنتاج والرفع من المردودية. وأشار إلى أن أسعار النفط بالأسواق الدولية تهاوت منذ يونيو 2014 من 115 دولار للبرميل إلى أقل من 60 دولار خلال 15 دجنبر الجاري.