أفادت مصادر مطلعة، أنه لا حديث داخل الحكومة في الوقت الراهن عن أي زيادة في أثمان المحروقات بالسوق المحلية المغربية على خلفية الارتفاع الساروخي الذي شهدته أسعار النفط عالميا، وأضافت المصادر نفسها أن الزيادة في أثمان المحروقات تتوقف على قرار سياسي موحد أكثر منه قرار وزارة بعينها. وكانت أسعار النفط الأمريكي قد بلغت مستويات قياسية نهاية الأسبوع الماضي، إذ ناهزت 58 دولارا للبرميل الواحد. ولم تستبعد المصادر المقربة أن يتم إدراج 12,4مليار درهم التي جنتها الدولة، بعد بيعها ل 16 بالمائة من رأسمال مال اتصالات المغرب، ضمن قانون المالية 2005 للتخفيف من حدة عجز الميزانية المتوقعة، على خلفية تحمل صندوق المقاصة لجزء كبير من فاتورة النفط بالمغرب. أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء التطبيقي عبد الخالق التهامي أكد من جانبه أن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية سيؤثر حتما على الأسعار الداخلية، دون أن يحدد توقيت وحجم هذا التأثير. وقال في حديث ل التجديد إذا استمرت الأسعار العالمية في الارتفاع فإن الدولة لن يعود باستطاعتها أن تتحمل لوحدها هامش الزيادات بين الأسعار الدولية والأسعار الوطنية، ومن ثم فإنها ستلجأ إلى الرفع من أثمان المحروقات، وشدد التهامي على ضرورة أن توزع الدولة ثقل هذه الزيادات على كافة مكونات الاقتصاد المغربي حتى لا يتحملها المواطن وحده. ولفت التهامي الانتباه على أنه ليست هناك آمال كبيرة في أن تعود الأسعار إلى الانخفاض، متوقعا أن تتجاوز الأسعار في وقت من الأوقات 105 دولار للبرميل الواحد. وعزا التهامي ارتفاع أسعار النفط أساسا إلى بلوغ الطاقة الإنتاجية العالمية إلى أقصى مستوياتها، مشيرا في السياق نفسه إلى أن تأثر دولة من الدول المنتجة يفرز بالضرورة ارتفاعا للأسعار. وكان الأستاذ الجامعي محمد نجيب بوليف قد توقع أن تشهد أثمان المحروقات زيادة جديدة في حال استمرار التهاب أسعارالنفط في الأسواق الدولية، وعدم بلوغ السنة الفلاحية ما كان مأمولا منها مع متم شهر مارس الماضي، وقال في حديث سابق ل >التجديد< الأكيد أن الدولة ستتحمل القسط الأكبر من تداعيات ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية على الأثمان، لكنها ستنتظر شهر أبريل لترى ما إذا كانت السنة الفلاحية سترقى إلى ما كان مأمولا منها، وإلا ستضطر إلى الرفع من أثمان المحروقات في ظل اتجاه أسعار النفط نحو التصاعد من جديد. وذكر موقع ال بي بي سي من جهته أن أسعار النفط في الأسواق العالمية كانت قد ارتفعت بسبب مخاوف بشأن طاقة التكرير بالولايات المتحدة والتوقعات السابقة باحتمال تجاوز أسعار النفط في النهاية ال100 دولار للبرميل. ونقل الموقع ذاته عن منظمة الأوبيك قولها إن المشاورات بدأت بين الدول الأعضاء بشأن رفع الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا، وهو القرار الذي يعتقد أنه سيتخذ خلال الأسبوعين المقبلين في حال ظلت الأسعار فوق حاجز 55 دولار للبرميل الواحد، كما صرح بذلك مستشار الرئيس النيجيري لشؤون النفط، ادموند داوكورو. يشار إلى أن الحكومة كانت قد رفعت من أسعار عدد من أنواع المحروقات خلال الأشهر القليلة الماضية، إثر تجاوز أسعار النفط لعتبة الأربعين دولارا. محمد أفزاز