أكد ناصر بوريطة، الكاتب العام لوزارة الخارجية والتعاون، أن المغرب مقتنع بأن توفير الأمن والسلم والاستقرار المستدام رهين بضمان ثلاثية الأمن، والتنمية البشرية والحفاظ على القيم الثقافية والدينية الحقة. وابرز في الاجتماع الافتتاحي ل"مجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حول المقاتلين الإرهابيين الجدد" يوم الاثنين 15 دجنبر بمراكش، أن تكامل هذه الأبعاد مع مسلسل وطني طموح ومتواصل من الإصلاحات السياسية مكن المملكة من تعميق الممارسة الديمقراطية وتوسيع نطاق الحريات وحقوق الإنسان، مما ساهم في تقوية مناعة المواطنين من تأثير تيارات التطرف ومن توفير إطار لرد فعال لمكافحة الإرهاب في ظل سيادة القانون. وشدد بوناصر الذي كان يتحدث أمام حوالي 30 من ممثلي الدول رفيعي المستوى، أن المقاربة الأمنية وحدها رغم أهميتها تبقى قاصرة على معالجة الأبعاد المعقدة للظاهرة الإرهابية، ولا تأخذ بعين الاعتبار العوامل الأخرى المؤدية لانتشار الإرهاب. وأكد بوريطة أنه إلى جانب الرد الأمني، ينبغي اعتماد التزام استراتيجي وقائي على المستوى السياسي والسوسيو اجتماعي، وكذا على المستوى الثقافي والديني. يتعلق الأمر بدعم الاستقرار السياسي و الحكامة الأمنية للدول، فالدول المستقرة أكثر قدرة على المحافظة على سيادتها وحماية وحدة ترابها و أمن مواطنيها وجيرانها. و أبرز أن الاستقرار مرتبط أيضا بمعالجة الهشاشة والفقر والإقصاء. وأكد بوريطة ان المغرب اتخذ إجراءات عملية واستباقية لمواجهة التطور اللافت لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتم تفكيك خلايا تجنيد وإيصال المقاتلين إلى مناطق النزاعات المسلحة واعتقال المشتبه في تورطهم فيها لتقديمهم أمام العدالة. وأشار أن المغرب لن يدخر جهدا من أجل المشاركة في تعزيز تعاون ثنائي وإقليمي وما بين إقليمي يكمل ويدعم الجهود الدولية الحالية للتصدي للتهديد الذي يشكله حاليا المقاتلون الإرهابيون الأجانب. وشدد أن نجاح الجهود الدولية لمواجهة هذه الظاهرة يبقى مرتبطا بتعزيز التعاون الصادق والتنسيق الدقيق أخذا بعين الاعتبار مذكرة لاهاي مراكش و قرارات مجلس الأمن، و ثانيا دعم قدرات الدول والحفاظ على وحدتها الترابية وسيادتها الوطنية لمواجهة دعاة النزعات الانفصالية التي برزت صلاتهم بالجماعات الإرهابية، و ثالثا الانكباب على طرق الاستقطاب خاصة الاستعمال غير المشروع للتقنيات الحديث للإعلام والاتصال و مواقع التواصل الاجتماعي ، وفي هذا الصدد يذكر المغرب بمبادرته من اجل مجهود دولي منسق يقضي إلى حكامة مسؤولة لاستعمال الأنترنت. وأبرز بوريطة أن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب ليست جديدة بل ارتبطت بشكل وثيق بالإرهاب وبالطبيعة العابرة للحدود لهذه الآفة التي دأب المجتمع الدولي على محاربتها، حيث عرفت بؤر سابقة انخراط مقاتلين من جنسيات متعددة لدعم القدرات القتالية لمجموعات إرهابية محلية، غير أن الظاهرة شهدت مؤخرا تطورا كميا من سماته غير المسبوقة تمكن المنظمات الإرهابية من تحصيل إمكانيات مادية هامة وأعداد كبيرة من المقاتلين من جنسيات متعددة، وعتاد عسكري متطور، كما ان المجموعات عرفت تحولا نوعيا من حيث أهدافها. حيث أصبحت تعلن عن إقامة دول وتطمح للسيطرة على مناطق واسعة والتحكم في عدد كبير من الناس، مما يشكل تهديدا خطيرا للوحدة الترابية والسيادة الوطنية لمجموعة من الدول في جهات مختلفة من العالم. يشار أن المنتدى ينعقد برئاسة المغرب وهولندا وتشارك فيه دول أعضاء وغير أعضاء. ومنظمات دولية مثل الانتربول ومركز هداية بابو ظبي . وقال السفير الهولندي في تصريح صحفي إن هذا الاجتماع هام جدا من اجل تعزيز مقاربته الاستباقية لمحاربة ظاهرة الإرهاب، ووضع اليد في اليد لدعم الجهود في مجال التعاون والتنسيق الدوليين.