السيد فاروق بناني, يملك ثلاثة فنادق بمدينة مراكش، ومع التجربة التي أخذها في هذا الميدان أن بيع الخمور لا يشكل العامل الأساسي في جلب السياح، قرر أن يوقف بيع أم الخبائث لما توفي أبوه وآلت إليه أمور التسيير وعيا منه أنها محرمة شرعا ومزعجة واقعا. وفي هذا الحوار نتناول معه تجربته في ميدان الفنادق, وخصوصا بعد قراره المبدئي بعدم بيعه للخمور. نود منكم في البداية تعريفا موجزا بشخصكم اسمي فاروق بناني, من مواليد 1948 بمدينة وجدة, متزوج وأب لأربعة أبناء, حصلت على الإجازة في الاقتصاد من مدينة الدارالبيضاء, سافرت إلى مونريال بكندا حيث حصلت على دكتوراه السلك الثالث (magistére) في الاقتصاد، وكانت تجربة جيدة. عدت إلى المغرب أملا في الالتحاق بالجامعة من أجل التدريس، ولكن الحظ لم يسعفني في ذلك, ولم يتم قبولي في الجامعة, لذلك توجهت نحو التجارة ويسر الله لي أمري, والحمد لله الآن أملك فندقين واشتريت الثالث, وتجربتي في الفنادق تجربة ناجحة, وأصبحت فنادقي محترمة جدا لأني لم أبع فيها الخمر يوما من الأيام، وأرجو الله أن يبارك لي في رزقي ويجعله رزقا حلالا. هلا لخصتم تجربتكم في عمل الفنادق؟ حسب ما لاحظت من مخاطر، وحسب ما يجري في بعض الفنادق من مصائب بسبب تناول الخمور قررت منع بيعها في فنادقي، والآن ولله الحمد، قد يسر الله الأمور أحسن من ذي قبل, ونحمد الله على ما وهبنا. هل لكم أن تلخصوا لنا بعض مساوئ بيع الخمور في الفنادق انطلاقا من تجربتكم ؟ لبيع الخمر مساوئ عظيمة، فكما تعلمون فإن 90% من حوادث السيرتسببها الخمر، ورصيد كبير من المشاكل الإجتماعية سببها الخمر، فما حرمها الله إلا لحفظ الإنسان من الآفات و لتطهيره، وأتحدى الذين يقولون الآن إن السياحة مرتبطة بالخمور, وإن السياح لا يمكنهم أن يستغنوا عن هذه الآفة. وأؤكد أن هذا وهم فقط,ولنا تجربة كبيرة مع الزبناء السياح بعد منعنا بيع الخمور في فنادقنا, فالكثير منهم يستعيضون عن الخمر بمشروبات أخرى عندما نخبرهم أننا لا نبيع الخمور. ألم تتأثر مداخيل فنادقكم بعد منعكم بيع الخمور فيها؟ أبدا, بل لقد ازدادت مداخيلنا وكسبنا زبناء جددا, وأصبحت تنزل عندنا عائلات محترمة تبحث عن الهدوء وتهرب من الحرام, بعدما كان زبناؤنا من قبل يتكونون فقط من سياح وبعض المعربدين والمعربدات من المغاربة. والخمر كما جاء في كتاب الله تعالى إثمها أكبر من نفعها, فمداخيلها الهزيلة تمتصها المشاكل والخسائر التي يتسبب فيها المخمرون. لو طلبنا من السيد فاروق نصيحة لأرباب الفنادق؟ أسأل الله أن يهديهم سواء السبيل, ويزيلوا الخمور من فنادقهم لأنها لا تسبب إلا المصائب, فمداخيلها متسخة وحرام, وتجعل بائعها في صراع دائم مع الزبناء المعربدين, كما أن ضميره لا يرتاح. وليتأكدوا أن الله تعالى سيعوضهم خيرا منها . نصيحة لرواد الفنادق عليهم أن يحتاطوا لدينهم, وأن يبحثوا عن الفنادق النقية التي لا تبيع الخمور, ويحققوا لأبنائهم الراحة, ويبعدوا فلذات أكبادهم عن الحرام حتى لا يطبعوا معه, وحتى يضمنوا لهم التربية السليمة. حاوره محمد أعماري