منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين في عام 47- 1948 كان القادة الصهاينة يبتكرونأساليب ذاتية (نابعة من جيناتهم العدوانية) أو مستوردة من أنظمة الاحتلال الغربيةالسابقة لإذلال الفلسطينيين وسحقهم وترحيلهم والسطو على ممتلكاتهم.. لكن هذا لميعد هو الواقع حاليا. لأنه ببساطة ، صارت بعض أنظمة القمع العربية أشد فتكا من أينموذج آخر. مما جعلها تتربع على عرش الطغيان والقهر دون منازع. هذا التطورالنوعي في المشهد العربي شجع قادة الاحتلال الصهيوني على تغيير مستوردهم منأساليب الاضطهاد .فصار بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو الاسرائيلي وحزبه وباقيالأحزاب الصهيونية يطلبون الالتحاق بمدرستين برعتا في هذه "الصناعة": مدرسة"بشار الأسد لتكنلوجيا البراميل المتفجرة وحرق البلاد والعباد " ، ومدرسة "عبد الفتاحالسيسي لصناعة الإرهاب وتهجيرالعباد وحرق الناس والدواب".. دليلي على ذلك واقعتان مهولتان (وأكتفي بهما)؛ الأولى وهي الأحدث ،تجري تفاصيلهاهذه الأيام في القدسالمحتلة.. حيث قدم حزب الليكود الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهومشروع قانون سماه قانون "مناهضة الارهاب" يقضي بما يلي: سحب الجنسية "الإسرائيلية" أو الإقامة من منفذي هجمات في القدس وداخل كيانالاحتلال.. ويشمل ذلك كل من يرفع العلم الفلسطيني داخل القدسالمحتلة.كما ينصمشروع القانون على منع تشييع الفلسطينيين المشاركين في عمليات ضد الاحتلالوعدم تسليم جثامينهم إلى عائلاتهم، ويتم دفنهم في مقابر الأرقام، وكذلك هدم منازل كلمن يقوم بعملية تؤدي إلى مقتل إسرائيليين خلال 24 ساعة من تنفيذ العملية. اذا تفحصنا هذا المشروع الاحتلالي بمواده وآثارها على الأرض ، نجده طبق الأصل لمنهج مدرسة السيسي في مصر(الكنز الاستراتيجي للصهيونية في المنطقة العربية).فقائد الانقلاب هناك هجر سكان بلدات مصرية باكملها في سيناء( خاصة مدينة رفحالحدودية) لحماية كيان الاحتلال الاسرائيلي بعد تفجير منازلهم وإخراجهم من أرضهمبحجة "الإرهاب" وقتل الجنود المصريين. كما أن مدرسة السيسي تنهج القتل والاعتقالالظالم خلال ساعات أو في اللحظة لكل من يرفع شارة أو علما أو شعارا يدعو الىالحرية والديمقراطية وإسقاط حكم العسكر . أليست هذه البنود هي ذاتها بالعنوانوالممارسة نقلها نتنياهو من السيسي من أجل وأد الانتفاضة في القدس وقمع الفلسطينيين !؟؟ بصمات مدرسة السيسي ملحوظة في الخطة الصهيونية في القدسالمحتلة حتى في العناوين. لكن ماذا عن تعلم نتنياهو الدروس من الكنز الاستراتيجي في سوريا. الدليل على ذلك عكسته الحرب الإجرامية التي شنها العدو الصهيوني بقيادة نتنياهوعلى قطاع غزة.. حيث تبين انتهاج العدو للخطة نفسها تماما التي انتهجها نظام الأسدفي سوريا ضد الشعب السوري الثائر: قصف البيوت على رؤوس ساكنيها ومحو أحياءبكاملها من على الأرض وقصف المساجد وقت الصلاة أو خارجه واستهداف البنياتالتحتية والمؤسسات الخدمية والمستشفيات والمدارس . وقد انتهج نتياهو بالحرف هذاالنوع من الإجرام الممنهج والمقصود والمتواصل على مدى ما يقرب من شهرين .. و هونهج عدواني لم يسبق له مثيل في حروب العدو السابقة (ربما حالات محدودة فيالمكان والزمان فقط). لكنه وقع كما تابع العالم بعد أن تعلم نتنياهو من مدرسة الأسدكيف يسحق أهل الحق دون أن يتململ أحد من العربان أو الغرب. وبينما سوَّى نظامالأسد مدنا بالأرض مثل حمص وحلب وأحياء واسعة في دمشق والرقة ودير الزور ودرعا، استنسخ العدو الصهيوني ذلك في بيت حانون والشجاعية ورفح وغيرها خلال عدوانهعلى قطاع غزة ..كما دمر ،بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا ،نحو 60000 مسكن ،ثلث هذا العدد مدمر كليا أو بصورة بالغة. ودمر 62 مسجدابالكامل و109 جزئيا ، وكنيسة واحدة جزئيا. و 10 مقابر إسلامية ومقبرة واحدةمسيحية. وخلف 100000 فلسطيني بلا مأوى.. أما نظام الأسد الرائد في هذه"الصناعة" فالارقام فاقت سرعة العداد من الشهداء والمشردين واللاجئين والمسجونينوالمعذبين والمطاردين . والخراب في كل مكان في سوريا. لاشك أن الصهاينة في الولاياتالمتحدة وامتدادهم الاحتلالي في فلسطين هم منيديرون هؤلاء الحكام بدرجات مختلفة..لكن أحيانا يكون الكلب مخلصا أكثر مما يتوقعه سيده. وقد يبدع أمورا يتعلم منها السيد أو تشجعه على اتخاذ خطوات أكثر جرأة. وهذا ما دفع نتنياهو الى التتلمذ في أكبر مدرستين لصناعة الإرهاب والقمع والاضطهاد في العالم، على الأقل منذ بداية الحرب الجارية على الشعوب العربية الثائرة.