طالب رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية الروم الأرثوذكس في القدسالمحتلة المطران عطا الله حنا الدول العربية بالعمل وبسرعة على إنقاذ القدس من التهويد الذي أصبح في مراحله الأخيرة، مشيرًا إلى أن اليهود يستولون على المقدسات الإسلامية والمسيحية معًا، وأنهم يريدون بناء متحف للسلام فوق مقبرة إسلامية، بمعنى أنهم يريدون أن يعلمونا السلام فوق القبور وأكد المطران عطا الله حنا، في محاضرة ألقاها أمس الأول في جمعية مكافحة العنصرية والصهيونية في الأردن الأربعاء (6-5) وحملت عنوان القدس في ذكرى النكبة ، على ضرورة التمسك بحق العودة الذي يحرر المدينة المقدسة، مشيرًا إلى أن بابا الفاتيكان سيتسلم رسالة موقعة من المواطنين الفلسطينيين أفرادًا ومؤسسات تؤكد تمسكهم بالقدس وتعلقهم بها، ورفضهم لكافة الإجراءات الاستيطانية الاحتلالية العنصرية بحق المدينة المقدسة، متمنيًا أن تكون الزيارة فاعلة وعاملة على إبراز معاناة الشعب الفلسطيني، وذات أبعاد إنسانية وتضامنية. وأضاف: نحن نتمنى من قداسة البابا أن يشاهد معاناة الشعب في كل فلسطينوالقدس وكل مقدساتها، ولا بد أن تعود القدس إلى السيادة العربية، حيث إن عروبة القدس هي الضامن لحرية الديانات في هذه المدينة المقدسة . وبين أنه سيؤكد للبابا عند لقائه به على تمسك الفلسطينيين بحق العودة، لأنها هي التي ستحرر القدس، وتكون الدولة، قائلاً: لن تكون دولة من دون عودة، ولن تحرر القدس دون العودة، وهذا الحق يجب أن ندافع عنه . ولفت حنا أن هناك نكبات كثيرة حلت بشعبنا الفلسطيني خاصة النكبة الأخيرة في قطاع غزة، وما يحدث حتى الآن هو نكبة بكل ما تعنيه الكلمة، حيث إن هناك مأساة إنسانية لا يمكن وصفها بالكلمات يعاني منها الأطفال والنساء والشيوخ بغزة على حد سواء، مؤكدًا أن الاحتلال منعه من زيارة القطاع، وأنه كان يعامله بشكل همجي واضح، قائلا: إذا كان هناك عنصرية في هذا العالم فهي الصهيونية، فالعنصرية مجسدة في الفكر الصهيوني . وأشار المطران حنا إلى أن الوضع العربي غير سليم، وفيه خلل، والتحديات والمؤامرات كثيرة لا تحصى، وأعداء الأمة يريدون منا أن نيأس ونستسلم، ويريدون احتلال الفكر بعد الأرض ، متهمًا أبواقًا إعلامية عربية بزرع السموم الصهيونية وبثها في نفوس العرب، مؤكدًا أن هذا هو أخطر ما يهدد الوجود العربي. وخاطب حنا الجمهور الذي احتشد بالقاعة قائلاً: أحذركم ألا تيأسوا ولا تقنطوا من رحمة الله ومن تحرير فلسطين، لأن قضيتنا منتصرة وعادلة، إذا ما تصرفنا بحكمة وعدل والتزام، ولذلك لا يعتقد أحد أن الكيان الصهيوني انتصر، بل أثبت جبنه وعداوته للإنسانية وعنصريته، والكيان الصهيوني لا يريد السلام لأنه ليس في مصلحته، بل يصر على استسلام العرب وتركيعهم، وأنا هنا أؤكد لكم أنه لا سلام من دون القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجِّروا منها بالقوة والغدر والحيلة . واستعرض المطران حنا واقع القدس الحالي واصفًا إيَّاه بالكارثة، وقال: إن تهويدها قائم على قدم وساق، وإن الحفريات الصهيونية التي تنفذ تحت المسجد الأقصى المبارك تهدد مباني القدس التاريخية ، منتقدًا الموقف الرسمي العربي إزاء ما تتعرض له القدس.