يسود الجزائر غموض كبير بشأن الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أعلنت وسائل إعلام فرنسية مغادرته أمس السبت مستشفى جرونوبل جنوب شرقي فرنسا، بعد إجرائه فحوصات في وقت تلتزم الرئاسة الجزائرية حتى الآن الصمت بشأن القضية. وكانت صحيفة "لودوفين ليبيريه" التي تصدر من منطقة جرونوبل والتي نشرت خبر تنقل الرئيس الجزائري للعلاج بعيادة لأمراض القلب والشرايين، المصدر الوحيد للمعلومات في هذا الأمر منذ يوم الجمعة. وقالت الصحيفة أمس السبت إن "الرئيس الجزائري غادر العيادة في موكب من 6 سيارات تحرسها دراجات نارية للشرطة الفرنسية نحو مطار غرونوبل حيث كانت الطائرة الرئاسية بانتظاره ليقلع نحو وجهة لم تحددها". ولم تصدر الرئاسة الجزائرية أي بيان أو تصريح رسمي حول هذه القضية رغم إلحاح من مختلف وسائل الإعلام كما رفض عمارة بن يونس، وزير التجارة الجزائري، امس السبت، التعليق عن المعلومات المتداولة بشأن تواجد بوتفليقة في مستشفى فرنسي. وقال بن يونس في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماع لحزبه الجبهة الشعبية الجزائرية بالعاصمة: "أعتقد أن بيانا سيصدر عن الرئاسة يوضح بالضبط ماذا يحدث وإذا كان صحيحا فأنا أنتظر بيان الرئاسة". من جهته، اكتفى التلفزيون الحكومي، الجمعة، ببث بيان للرئاسة بالتزامن مع انتشار خبر تنقله لفرنسا جاء فيه أن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعث الجمعة برقية تهنئة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة إحياء الذكرى ال 26 لإعلان قيام دولة فلسطين أكد له فيها وقوف الجزائر الثابت والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني المناضل في سبيل استعادة حقوقه الوطنية المغتصبة". وتساءلت عدة صحف جزائرية خاصة اليوم الأحد عن الصمت الرسمي على تنقل الرئيس للعلاج بفرنسا، وقالت صحيفة الخبر إن بوتفليقة، غادر مساء أمس، عيادة لومبير، بمدينة غرونوبل، بعد يومين من دخولها. ولم يتم تداول أي معلومات رسمية حول طبيعة تواجد الرئيس في هذه العيادة، ما فتح المجال لشائعات حول تدهور حالته الصحية. من جهتها، قالت صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية إن "رئاسة الجمهورية التي تعودت خلال السنوات الماضية على الإعلان عن أي تنقل للرئيس بوتفليقة للعلاج بفرنسا تلتزم هذه المرة الصمت بصفة مثيرة للاستغراب، فيما أعطى التلفزيون الرسمي الانطباع عن عدم مغادرة الرئيس للتراب الوطني عندما نشر الجمعة رسالة تهنئة بعث بها يوم الجمعة إلى الرئيس الفلسطيني بمناسبة إحياء الذكرى ال 26 لإعلان قيام دولة فلسطين". أما صحيفة الشروق الخاصة فكتبت موضوعا حول القضية جاء فيه أن "التعاطي الرسمي مع ملف مرض الرئيس يثير انتقاد الرأي العام الوطني والمواطنين الذين انتخبوه ، ولعل هذا الغياب عن التواصل والاتصال، هو الذي وفّر أرضية خصبة لوسائل الإعلام الفرنسية والأجنبية، بالاستثمار في أخبار كهذه، وتحويل الجزائريين إلى رهينة أشرطة أخبار غربية وعربية تتلخص في كثير من الأحيان عندما يتعلق الأمر بقضية جزائرية، من كلّ تقاليد المهنية والاحترافية". يشار إلى أن الشارع الجزائري ظل منذ تعرض الرئيس بوتفليقة لوعكة صحية في أبريل 2013 عرضة للشائعات حول تدهور وضعه الصحي، ووصلت حد إعلان وفاته، لكن محيط الرئيس كان يرد في كل مرة على هذه الشائعات بنشر صور له عبر التلفزيون الحكومي وهو يستقبل ضيوفا أجانب أو مسؤولين سامين في الدولة.