دعا مشاركون، امس الثلاثاء بالدار البيضاء، في ندوة دولية إلى تعميم التعليم الأولي باعتباره مرحلة مهمة وحاسمة في النظام التربوي وللتطوير الفكري والعاطفي والاجتماعي للطفل. وأبرز المشاركون في المائدة المستديرة الافتتاحية للندوة الدولية التي نظمتها مؤسسة زاكورة للتربية بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة بالمغرب (اليونسيف) والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي و"اليونسكو"، حول "التعليم الأولي أساس النجاح" أن الاستثمار والانخراط في تعميم التعليم الأولي وتطوير جودته يعتبر شرطا أساسيا لتحسين مستوى التعليم في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي. وفي هذا الصدد، أوضح يوسف بلقاسمي الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية أن التعليم الأولي الذي يكتسي أهمية كبرى في النظام التربوي الوطني يحظى بأولوية قصوى لدى الوزارة التي أعدت بشراكة مع مجموعة من الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والجمعيات خطة العمل الوطنية للطفولة (2006-2015) "مغرب جدير بأطفاله "الذي يروم التطوير الشامل والمندمج للطفولة. وسجل بلقاسمي أنه على الرغم من كل الجهود المبذولة إلا أن معدل التعليم الأولي لا زال دون مستوى الطموحات المنشودة حيث لم يتجاوز 41,7 في العالم القروي ، شكلت فيها الفتيات 28,3 في المائة، مع العلم أن المعدل الوطني للتعليم الأولي بلغ 64,3 في المائة خلال السنة الدراسية 2013-2014. ومن أجل معالجة هذا الوضع، يضيف بلقاسمي، تعتزم الوزارة تعزيز المكتسبات ومواصلة الأوراش المفتوحة خاصة في إطار البرنامج الاستعجالي، وذلك وفقا للتوجهات الملكية السامية التي حددت التوجهات الكبرى لتطوير النظام التربوي من أجل تشييد مجتمع مزدهر وديمقراطي وحداثي. من جهتها، أشارت رحمة بورقية رئيسة الهيأة الوطنية للتقييم التابعة للمجلس الأعلى للتعليم إلى أن تعدد المتدخلين في التعليم الأولي (الوزارة الوصية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية و المجتمع المدني وقطاع التعليم الخاص) يؤثر على انسجام وتناسق النموذج والمنهج البيداغوجي الملائم للتعليم الأولي. وأشارت إلى الغياب الشبه الكلي لمدارس التعليم الأولي العصري بالعالم القروي، حيث 90 في المائة من هذه المدارس تقليدية وتستقطب 80 في المائة من المستفيدين، في حين أن 70 في المائة من مؤسسات التعليم الأولي بالوسط الحضري تقليدية، و23 في المائة منها ينتمي إلى التعليم العمومي العصري بينما يمثل التعليم العمومي 9,8 في المائة بالعالم القروي و 6,2 في المائة في الوسط الحضري. وشددت بورقية على ضرورة تعميم التعليم الأولي الذي يشكل حلقة مهمة وأساسية في إصلاح النظام التربوي من خلال الحرص على تطوير قدرات الطفل منذ سن مبكرة ، وبالتالي الاستثمار في الرأسمال البشري عبر خلق نموذج تنظيمي وبيداغوجي يلائم الواقع المغربي.