اعتبر خليل الحداوي، سفير سابق، أن الذين يعتقدون أن المغرب مهدد بالعزلة إن لم يعد إلى الاتحاد الإفريقي، مخطئون، وقال إن بلادنا ليست معزولة، بل الاتحاد الإفريقي هو المطالب بإيجاد حل لإشكالاته، إذا أراد استرجاع مصداقيته، واستدل المتحدث على ذلك بالقول إن الاتحاد الأوربي والدول العربية والصين واليابان والولايات المتحدةالأمريكية ترفض التعامل مع الاتحاد الإفريقي لأنه يضم جمهورية لا وجود لها. وأضاف أنه من هذا المنطلق على الاتحاد الإفريقي حل هذا الإشكال الذي مازال مستمرا منذ نشأته. وقال الحداوي في مقال تحليلي استعرض فيه كرونولوجية انسحاب المغرب من المنظمة الإفريقية وسياقها التاريخي، أنه حان الوقت لكي تستيقظ الأغلبية الصامتة في الاتحاد من أجل تصحيح مبدئه التأسيسي، من أجل توضيح الوضع بالمنظمة وفق مبدأ الديمقراطية، وأضاف أنه بما أن المنظمة لا يمكن أن تستمر بضم دولة لا تتوفر فيها الشروط المتعارف عليها في القانون الدولي، باعتبارها دولة مسؤولة، لأنها تحط من مصداقيتها دوليا، يبقى هذا مجرد مبتغى في ظل التدخل المستمر للجزائر وأصدقائها. وتابع الحدواي أنه مرت 30 سنة على انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية، لكنه ظل دائما متجذرا في القارة السمراء من خلال العديد من الزيارات الملكية للعديد من العواصم الإفريقية، وأوضح المتحدث أن المغرب خرج من المنظمة بكل افتخار، لأنه لم يقبل عدم احترام ميثاقها، وقرر عدم العودة إليها، إلا بتوفير مبدأ المساواة، مشيرا إلى أن العديد من الدول الإفريقية بدأت تطلب من المملكة، بنية حسنة، العودة إلى أحضان المنظمة، لأنه لا يمكن قبول غياب المملكة المغربية، باعتبارها إحدى ركائز المنظمة الإفريقية، مذكرا بمجموعة البيضاء التي تشكلت بمبادرة من الملك محمد الخامس، وضمت في عضويتها مصر وغانا وغينيا وليبيا ومالي، (الجزائر لم تكن مستقلة بعد، ما دفع الملك الراحل محمد الخامس إلى دعوة الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إلى الانضمام إليها)، مشددا على أنه لا يمكن للمغرب في أي حال من الأحوال التقدم بطلب العضوية مع وجود "الكيان الوهمي" الذي لا يتوفر على أي صفة أو شكل قانوني، والذي يطالب بتراب يعد جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي. وغادر المغرب منظمة الوحدة الإفريقية في 12 نونبر 1984، حين تقدمت الجمهورية الوهمية بطلب الانضمام إلى المنظمة، ليلة قمة «فريتاون» (يوليوز 1980)وهو السبب الذي كان وراء ردة فعل المغرب، الذي نبه إلى أن هذا المرشح لا يستجيب لشروط العضوية التي حددها ميثاق المنظمة، وقدم المغرب إلى مؤتمر القادة سؤالا تمهيديا، على شكل اقتراح، مفاده: «هل تتوفر الجمهورية المزعومة على الشروط المطلوبة في البندين 4 و28 من ميثاق المنظمة؟».