أقدمت السلطات الموريتانية على اعتقال الشيخ محمد الحسن بن الددو وأحد أبرز علماء البلد ودعاته ليلا في العاصمة الاقتصادية انواذيبو بعد محاضرة كان يلقيها يوم الأحد 4 ماي الجاري. اعتقال الشيخ جاء بعد موجة من الاعتقالات في موريتانيا وصل عدد المعتقلين فيها إلى خمسة عشر فردا. وتأتي الاعتقالات المذكورة في أعتاب انتخابات رئاسية في شهر نونبر القادم بعد فشل سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني التي قوبلت بالرفض من لدن الإسلاميين وغيرهم. وقد استطاع هؤلاء تحريك الشارع في ظرفية الحرب الأنجلوأمريكية العدوانية على العراق وأثبت الواقع التعاطي الشعبي مع خطابهم وإن بنسب متفاوتة فأراد النظام وضع حد لهذا التعاطي حتى لا يتحول إلى موقف سياسي ناضج في الانتخابات القادمة والأمر هنا لا يعدوا كونه حملة انتخابية سابقة لأوانها على طريقة النظام الموريتاني، كما يذهب إلى ذلك بعض المراقبين. وجاء اعتقال الددو بعد ساعات من اعتقال محمد جميل بن منصور الناشط الإسلامي البارز، وأحد وجوه حزب تجمع القوى الديمقراطية المعارض، ورئيس جمعية الرباط الوطني لمكافحة التطبيع مع إسرائيل وحماية القدس. ويعتبر الشيخ الددو أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا.. وكان قد أصدر من قبل فتوى شاركه التوقيع عليها كبار علماء موريتانيا وتقضي بوجوب قطع العلاقات مع إسرائيل ومقاطعة البضائع الأميركية. وفي الأيام الأخيرة قام الرجل بحملة كبيرة إبان الحرب الأميركية علىالعراق طالب خلالها الجماهير بفعل كلما تستطيعه لإظهار رفض الاحتلال الأميركي للعراق كما طالب بمقاطعة البضائع الأميركية والبريطانية. وكانت مصادر غير رسمية قد تخوفت فور اعتقال منصور من أن تمتد الاعتقالات لتشمل عددا من الناشطين القوميين والإسلاميين على خلفية تلك الأنشطة. وأفاد مراقبون محليون أن اعتقال منصور جاء بعد أنشطة عديدة من بينها مظاهرات ونشاطات إعلامية متعددة تبنتها جمعية الرباط. ويعتبر منصور قياديا في حزب المعارضة الرئيسي تكتل القوى الديمقراطية وهو أحد العمد المنتخبين عن المعارضة في العاصمة نواكشوط. وتنظر السلطات لأنشطة منصور والمنظمة التي يعمل فيها بعين القلق خصوصا أن نواكشوط هي إحدى العواصم العربية التي تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل. ولم تكشف الجهات الرسمية عن أسباب اعتقال منصور لكن مصادر غير رسمية في نواكشوط عزت ذلك إلى نشاط الجمعية التي لم تحصل على ترخيص للعمل. وكانت السلطات الموريتانية اعتقلت الأسبوع الماضي مجموعة من قياديي حزب البعث الموالي للعراق وأغلقت حزبهم وصادرت ممتلكاته.