قال الحسن الداودي، وزير التعليم العالي، إن هناك مشكلا أساسيا في الجامعة المغربية يتمثل في قلة الأطر ونقص الأساتذة الجامعيين. وأضاف الداودي في كلمة له يوم الأربعاء 20 غشت 2014 في افتتاح أكاديمية أطر الغد بالرباط؛ أنه في غضون الخمس سنوات المقبلة سيحال عدد كبير من الأساتذة على التقاعد ولا بد من خلق مناصب جديدة، معتبرا هذا أكبر مشكل ستعاني منه الجامعة المغربية. وباستثناء هذا الإشكال الكبير، فإن الوزارة تعمل على حل جل الإشكاليات التي يعاني منها الأستاذ الجامعي (بعد 1997)على حد قول المتحدث. و نبه وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال جلسة افتتاح الدورة السابعة من أكاديمية أطر الغد التي تنظمها منظمة التجديد الطلابي بالرباط، إلى مجموعة من التحولات التي تعرفها الجامعة المغربية مؤخرا وفي السنوات المقبلة، مؤكدا أن المغرب بصدد إعادة خريطة الجامعة المغربية وهيكلتها. و أفاد الوزير في الجلسة ذاتها أن كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والممرضين لن تبقى كل منها منعزلة، بل سيتم تجميعها في كلية الطب وعلوم الصحة، والأمر نفسه بالنسبة لكليات ومعاهد العلوم والتقنيات، مذكرا بما سبق بهذا الخصوص من تشكيل القطب التكنولوجي الحسن الثاني في الرباط، والقطب التكنولوجي محمد السادس بالبيضاء. وتحدث الوزير عن الإشكالات المتعلقة بالتوجيه والتي تضيع على الطلبة وعلى الدولة في الوقت نفسه الكثير من الفرص، إذ اعتبر بهذا الخصوص أنه لا بد من القطع مع ثقافة إما طبيب وإما مهندس. ومثّل المتحدث لذلك بخريجي الصيدلة مفيدا أن السوق المغربية لم تعد اليوم قادرة على استيعاب الأفواج التي كُوّنت داخل المغرب أوالآتية من الخارج، وهو ما يعني أنه ستكون هناك بطالة عند هؤلاء الخريجين، وأكد الوزير أنه لا بد من تغيير الصورة النمطية الموجودة لدى المغاربة عن الطب والهندسة، ولا بد من توجه المتميزين أيضا نحو كليات الآداب والحقوق وغيرها. وجدد الداودي تنبيه الطلبة الحاضرين إلى ضرورة التمكن من اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة البحث العلمي والمستقبل، مؤكدا أن الطالب أو المتخرج الذي لا يمتلك الإنجليزية أو الإسبانية لا مستقبل له في عالم الغد، ومشيرا إلى ان اللغة التي تنتج العلم هي لغة المستقبل. وأضاف الداودي "إذا تخرج طالب من الماستر أو الدوكتوراة وهو غير متمكن من الإنجليزية فلن يلج الكلية كأستاذ، وذلك لان الجامعة المغربية ستتغير في المستقبل على حد قول الوزير. وعن مشكل الاكتظاظ بالجامعة أفاد وزير التعليم العالي أن المدرجات التي أعطيت الانطلاقة لبنائها ستحد من هذه الإشكالية، مشيرا إلى أنه في جامعة مثل فاس فإن 10 في المائة من الطلبة تجاوزوا ست سنوات لنيل شهادة الإجازة، وأغلبهم لا يحضر حتى يوم الامتحان، قبل أن يضيف "ولكن مع ذلك من الصعب أن تدفعهم للخروج إلى الشارع". وحسب المتحدث فإن هذه السنة الحالية سيصل عدد الطلبة بالمغرب حوالي 660 ألف طالب بعد أن كان حوالي 450 ألف طالب قبل السنوات القليلة المنصرمة. هذا وعرفت الجلسة الافتتاحية التي حضرها إلى جانب الداودي مجموعة من المتدخلين والضيوف من بينهم وزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، تكريم الطبيب الخريج 'مصطفى اكن' لإنجازه أول أطروحة دوكتوراه في كلية الطب باللغة العربية على مستوى جامعة فاس. و تستمر أشغال الأكاديمية التي انطلقت الأربعاء بمؤسسة ابن غازي للأقسام التحضيرية بالرباط إلى حدود الخميس المقبل 28 من الشهر الجاري. متضمنة العديد من الفقرات والعروض التكوينية لطلبة المعاهد بالمغرب.