شدد أسامة حمدان الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في حوار أجرته معه جريدة التجديد، على أن أول وأهم أسباب صمود المقاومة هو إدراكها أنها على حق، وأنها صاحبة حق، والحق لا يمكن أن ينتصر ما لم يثبت صاحبه، وما لم يبذل الجهد اللازم ويعد العدة اللازمة للنصر. مدير العلاقات الخارجية لحماس ذو العقد الخامس، ينقل المستمع له إلى أسرار صمود المقاومة واستمدادها القوة من الإيمان والتفاف الشعب حولها، ونجاح الفصائل في إنجاز وحدة مصالحة فلسطينية، وكيف ساهمت في إيجاد قاعدة للأداء السياسي للمقاومة، وأدت إلى تكاثف وطني فلسطيني حول المقاومة ، وكذا موقف الأمة الداعم للمقاومة، وإلى نقط ضعف العدو وهشاشته وبطلان دعواه . عضو المكتي السياسي للحركة، يتحدث بثقة عالية عن كفاءة المجاهدين من أبناء القسام، وكيف تقدمت عاما بعد عام لأن أفقها لم يكن ضيقا، موضحا أن الناس في غزة وفي فلسطين تستقبل الشهادة بالزغاريد ويعتبرون الشهيد ذا مرتبة عالية عند الله يفتخر أهله بها ، بينما العدو يستقبل القتل بمصيبة نزلت، معتبرا أن العدو عبارة عن خليط لا تجانس فيه ولا يجمعه جامع وليس عنده هوية حقيقية. ويشدد أسامة حمدان الموجز من الأردن في الكيمياء، عن كون الحالة الإنسانية تحتاج إلى جهد وتحتاج إلى دعم ، قصد وضع بلسم على جراح الشعب الفلسطيني الذي لم يشكو منها ولم يصرخ ولكن يقول نحن مستعدون للمضي قدما مهما كانت الجراح من اجل أن نحقق ما نصبو إليه. كيف تستقبلون أنباء تفاعل الشعب المغربي مع القضية الفلسطينية والمقاومة وهو الذي نظم مسيرة اعتبرت الأكبر في العالم؟ أهلنا في غزة رغم العدوان عليهم في اللحظات التي يتحدث فيها إلى بعضهم ، تجدهم يقولون رأيت المسيرة الفلانية في المغرب، و رأيت الاعتصام الفلاني في البلد الفلاني ولذلك الجهد الذي بدل هنا دفاعا عن فلسطين ودعما لغزة، إخوانكم في فلسطين يراقبونه ويتأثرون به إيجابا وهو يترك آثاره على العدو ويترك أثاره على الذين يفهمون العدو. قال لي أحد المسؤولين الأوروبيين إن حكومة إسرائيل وصلت إلى حد من الجنون بجرائمها التي ترتكب بغزة تحرض العالم بأسره ضدها في المنطقة العربية وعلى مستوى العالم الإسلامي، بل وحتى في أوروبا صار الجميع يرى "إسرائيل" سبة وتجاوزا للقيم. بعد التفاعل المغربي مع الربيع العربي، جاء الخطاب الملكي ثم الإصلاحات الدستورية ثم الانتخابات التي بوأت الإسلاميين صدارة الحكومة، كيف تقيمون هذه التجربة.؟ أنا اعتقد أن لأهل المغرب أن يحمدوا الله سبحانه وتعالى أن رزقهم ملكا حكيما وشجاعا، أخذ زمام المبادرة وقام بجملة من الإصلاحات حمت وحدة المغرب وأطلقت الحرية السياسية، ودخلت البلد في حالة إصلاح وتطور ديموقراطي، مما يحمد الله سبحانه وتعالى عليه ويذكر لملك البلاد، وهذا يركب مسؤولية على القوى السياسية بالمغرب بكل أطيافها الفكرية ، والإيديولوجيا لأنه ليس المطلوب حرية فقط وإنما المطلوب حرية نعمل من خلالها لخدمة بلدنا ومجتمعنا وتحقيق مصالح أمتنا، وأعتقد أنه فيما يخص الحركة الإسلامية وما حققته من إنجاز في إطار الحرية يرتب عليها ثلاث مسؤوليات ، المسؤولية الأولى: أن الحرية ليست حكرا لفريق دون فريق في المجتمع، الحرية للشعب كله، وعليها أن ترعاها وتعززها في سياق ما جرى الاتفاق عليه من عقد اجتماعي في الدستور الجديد. المسألة الثانية: أن هناك مراقبة لأداء الحركة الإسلامية على صعيد الدولة وأجهزتها ومؤسساتها وخدمة الشعب وتحقيق إنجازات، نحن نحسب أن الحكومة تقوم بواجبها وأسال الله سبحانه وتعالى أن يوفق رئيسها لما فيه خير هذه البلاد)، المسألة الثالثة: الأمة في إطار نهضتها الجديدة فيها تجارب عديدة التجربة التي تنجح تكون نموذجا يرنو إليه الكثير من أبناء الأمة مستفيدين منه وآخذين لما فيه من إيجابيات، وأعتقد أن هناك فرصة كي يكون المغرب نموذجا في هذا الجانب، في الإصلاح وفي التفاعل بين الملك وشعبه وحكومته. تواجدكم بالمؤتمر الوطني الخامس لحركة التوحيد والإصلاح وأنتم تتابعون هذه الحركة كيف تجدون تنظيمها ومبادئها ومنهجها وتوجهاتها ...؟ أهم ما تلمسه في مشروع التوحيد والإصلاح، هو وضوح الرؤية والهدف والرسالة وهذا مهم لكل تنظيم أو جماعة، فالذي يفتقر إلى الرؤية والرسالة الواضحة ربما يشكل تنظيما كبيرا سرعان ما يتخبط ثم ينهار، هذا الوضوح مهم جدا ، ومنه وضوح الانتماء، حركة التوحيد والإصلاح تنتمي إلى بلدها وإلى أهلها وإلى أمتها، ووضوح الانتماء يجعلك قادرا على اتخاذ القرار الصحيح والسوي ، فأنت لا تخطئ في هويتك ولا في وطنيتك ، ولا في أمتك. ومن الملاحظات أيضا وجود النصيحة الدائمة والتقويم المستمر ومراجعة الأخطاء عملا بقوله تعالى "وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر" فالإنسان الذي لا يصبر على النقد بسهولة ولا يصبر على أن يقال له أخطأت بسهولة لا يتقدم، لكن الذي يريد أن ينمو وينتج عليه أن يكون مستعدا للمراجعة ومستعدا لتقويم الأخطاء نسأل الله أن يوفقها لخير هذا الوطن، واليوم من الله عليكم بفرصة انعقاد المؤتمر الخامس، وهذا مؤشر على الاستقرار في الأوضاع استقرارا يؤهل الحركة أن تتابع مشوارها بشكل سوي وسليم، وبالطريقة التي نجحت بها بإذن الله تعالى. هل لكم أن تحدثونا عن أبرز مظاهر نجاح المقاومة في قطاع غزة، وعن فضائح الجيش الإسرائيلي المحتل كواقعة وشريط "نحال عوز"؟ الحقيقة أن الجيش الإسرائيلي دخل المعركة وهو يقدر أنها معركة سهلة، لا أقول إنه كان يستخف بقدرة المقاومة، لكن كان العدو يحسب حسابا للمقاومة، ووضع تقديرات للمقاومة، لكنه فوجئ أن تقديراته أقل بكثير مما واجهه في الميدان، وهذا له سببين، الأول عنجهية "إسرائيل" وشعور الإسرائيلي أنه متفوق، يجعله لا يحسب للفلسطيني أي حساب مهما كان تقديره لقدرته. والسبب الثاني اعتماد العدو على وجود معادلة دَولية تغطي جرائمه، وفي هذه الحرب تحدث عن معادلة عربية أيضا غطت جرائمه، وبالتالي من "آمن العقوبة أساء الأدب" كما نقول، عندما يشعرالعدو أن هناك غطاءً لجرائمه فإن حجم الجريمة يكون أكبر. لقد فوجئ الجيش عندما اصطدم بالمقاومة أولا، إذ في الأداء تزامن قصف مدينة غزة بأداء المقاومة على الأرض، وإطلاق الصواريخ وإصابة الأهداف وكذالك عدم تمكن العدو من إصابة هدف ذي قيمة في غزة رغم كل القصف الذي تم ، يكفي لأدلل عن حجم القصف، أن ما قصفه الاحتلال في أول ثلاثة أيام في غزة ، كان ضعف مجموع ثمانية أيام من القصف في حرب 2012 ،ولك أن تتخيل حجم القصف، لذلك من فضائح هذا الجيش أنه عندما حاول اقتحام الشجاعية نفذ المجاهدون عملية أسر فيها جندي إسرائيلي ، وأعلن المجاهدون عن قتل الجنود العشرين، في حين أعلن الاحتلال مقتل ثلاثة ، ثم بعد هذا، ومن خلال اتصالات سياسية من أجل وقف المعركة، اعترف العدو أنه قد قتل له 14 جندي، وأن ستة قد نقلوا إلى المستشفيات في حالة خطر، بمعنى أنه اقترب من أرقام المقاومة، وهذا يكشف إلى أي مدى هذا العدو هش إلى درجة أنه لا يستطيع كشف الحقائق. في نهاية الأمر عائلات العشرين قتيل ستعرف أن أبناءها قد قتلوا، لكن العدو يدرك أنه إذا كشف عن ذلك فورا ، سيصاب جيشه بانهيار وبأمراض نفسية، ومجتمعه لا يحتمل ذلك . وبالمقابل أعلنت المقاومة في إحدى العمليات، استشهاد عشرة من الإخوان عند تعرضهم لعملية قصف طالت موقعا اقتحموه، دون تردد، ووجد الإعلان قَََبولا لدى الناس، الناس في غزة وفي فلسطين تستقبل المستشهدين بالزغاريد ويعتبرون الشهيد ذا مرتبة عالية عند الله يفتخر أهله بها ، بينما العدو يستقبل القتل بمصيبة نزلت. يتساءل البعض عن أسرار ذاك الصمود الأسطوري للمقاومة على الرغم من اختلال موازين القوى بينكم وبين العدو؟ هناك أشياء مهما حاولنا أن نذهب في تفسيرها، هي تنطوي بذاتها على عنوان قدرتها، أول وأهم أسباب الصمود هو إدراك المقاوم أنه على حق وأنه صاحب حق، والحق لا يمكن أن ينتصر ما لم يثبت صاحبه وما لم يبذل الجهد اللازم ويعد العدة اللازمة للنصر، وبالتالي أنت صاحب حق يجب أن تثبت، هذا من حيث المبدأ . المسألة الثانية، المقاومة درست في صراعها مع العدو أفضل السبل في مواجهته ونجحت في تطوير إمكاناتها، وفي كل مرة كنا نستفيد من دروس ومن عبر، ونتدارك نقصا هنا أو خللا هناك أو إيجابية برزت لنا نستفيد منها وننميها، والحقيقة أن كفاءة المجاهدين من أبناء القسام، باعتراف الخصوم وباعتراف العدو الإسرائيلي، تقدمت في كل مرة ،عاما بعد عام، لأن أفقها لم يكن ضيقا، وإنما أفقا رحبا متسعا وعاقلا يتعاطى مع المسألة على قاعدة أن أرواح المقاتلين أمانة، وبالتالي لا بد أن تكون العدة في أفضل حالها لتقلل حجم التضحيات، وترفع حجم خسائر العدو. مسألة أخرى تدعم صمود المقاومة هو التفاف الشعب حولها، هي مقاومة تحظى اليوم بدعم شامل أكثر مما يتخيل أي طرف وما يظهر من خلال شاشات التلفزة من دعم شعبي شيء يسير عما نراه على الأرض الواقع. ومن أسرار الصمود أيضا أنه على الصعيد الداخلي الفلسطيني نجحنا قبل هذه المعركة في إنجاز وحدة مصالحة فلسطينية، أسهمت في إيجاد قاعدة للأداء السياسي للمقاومة، وأدت إلى تكاثف وطني فلسطيني حول المقاومة، دون أن ننسى موقف الأمة الداعم ، وسبق أن تحدثت في افتتاح مؤتمر حركة التوحيد والإصلاح عن كون الموقف الرسمي جزء منه كان غائبا عن الوعي، وجزء منه اتهمه الاحتلال أنه كان داعما له، ولا شك أن هناك جزءا من الموقف الرسمي، وهذا يجب أن ندعمه كان موقفا داعما للشعب الفلسطيني، ومدافعا عنه ومن ذلك موقف الملك محمد السادس الذي عبر عن موقفه علنا في دعم الشعب الفلسطيني وفي إدانة العدوان والجريمة التي ارتكبت في حق فلسطين، لكن على الصعيد الشعبي هناك دعم وتأييد هائل من الأمة ، وعندما تخوض معركة من هذا الحجم إذا شعرت أنك منفصل عن الناس لا شك أنك تضعف، لكن إذا كنت تدرك أنك جزء من أمة عظيمة لا تموت ولا تقهر ولا تهزم مهما أصابها من ضعف وبلاء، فإنك لابد ستكون قادرا على الصمود ومن ثمة النصر إن شاء الله تعالى ، هذه مجموعة عوامل صمود وماذا عن مكامن ضعف إسرائيل، رغم حكاية الجيش الذي لا يقهر؟ أول مكامن الضعف أن هذا الكيان هو كيان غاصب ، وغاصب الحق دائما ضعيف مهما كانت سلطته، هو أصلا يغتصب حقا لأنه قوي من حيث القدرة على البطش والإيذاء، ولكنه في داخله ضعيف لأنه يعرف أنه لص ومعتد وبالتالي في كل لحظة، هو ينتظر أن يأتي صاحب الحق ليأخذ حقه لذلك فهو يمارس الحياة على صعيد المجموع العام والأفراد ممارسة اللص الذي ينتظر أن يرد ما قد سرق. هذا الكيان الذي يبدو متماسكا هو في الصراحة كيان مزيج لا يجمع بينه جامع، فالذي جاء من دول الكتلة الشرقية السابقة لا يجمعه بالذي جاء من دول الغرب شيء حقيقي ولا الذي جاء من المشرق ومن المغرب العربي شيء، لذلك أنا أعتقد أن هناك تدمرا ممن يعيشون داخل الكيان الصهيوني، فربما كان آباؤهم يعيشون في بلادنا مواطنين مقدرين ومحترمين، وربما بعضهم لا يعيش في "إسرائيل" الحياة التي كان أهله يعيشونها في بلادنا، وبالتالي من دلائل ضعف هذا الكيان أنه كيان غير متناسق وغير متسق ، خليط لا يجمع بينه جامع، ليس عنده هوية حقيقية على الاعتبار أن الانتماء لإسرائيل ليس هوية حقيقة،ثم إن هذا العدو نظر باحتقار إلى العرب و المسلمين و الفلسطنين، يعني عندما تسمع أن أحد أكبر حاخاماتهم يعتبر قتل الفلسطيني يساوي قتل الصرصار، ورئيس حاخامية جيش الاحتلال يقول إن قتل الفلسطيني يوازي قتل الحشرات والثعابين، أقول بكل صراحة إن هذا لا يعبر عن اليهودية كدين، أزمتنا مع المشروع الصهيوني وليس مع اليهودية كدين، لأننا كمسلمين نؤمن بموسى عليه السلام ونؤمن أنه بعث برسالة سماوية من الله تعالى ونؤمن أن اليهود هم أهل كتاب لكن مشكلتنا مع من يحتلون أرضنا ويغتصبون حقوقنا. أرجع لأقول إن هذا الاحتقار للناس يؤسس لاستهتار، والاستهتار يدفع إلى الهشاشة، فليس لدى الإسرائيلي ما يقاتل من أجله، لا الأرض له ولا حق له ولا مقدس له ، وبالتالي ليس لديه ما يقاتل من أجله لذلك هو يفضل أن ينتصر بلا ثمن. رأينا في هذه الحرب، بعد أن نجحت المقاومة في رد العدوان، ضباط وجنود من القوات الخاصة جولاني بعضهم يطلق النار على قدمه كي لا يذهب للقتال، وبعضهم تمرد على القتال خلال المعركة، يسحب أمام المحكمة العسكرية ويقول أمام المحكمة إنه يفضل السجن أو الطرد من الجيش على أن يقتل على أرض غزة . المواقف العربية اتجاه العدوان على غزة كيف تصنفونها في حماس؟ المواقف العربية على الصعيد الرسمي توزعت بين فريق عربي وقف إلى جانبنا، كحق فلسطيني وكمقاومة فلسطينية وهذا الوقوف بمستويات مختلفة لكنه عبر عن موقفه، وأدى دورا اتجاهنا نشكره له، وفريق مع الأسف فضل أن يكون متفرجا، ورغم قناعاتي أنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، إلا أن الذي يقابلها هو كون الساكت على الحق شيطان أخرس، وهناك فريق مع الأسف تكلم الاحتلال عنه بصفته داعما للعدوان على غزة ، ولم نسمع من هذا الفريق دفاعا عن النفس . * ماذا تقولون للمقللين من أهمية مقاطعة البضائع الإسرائيلية ؟ **عندما نخوض معركة مع العدو الصهيوني وهو عدو احتلالي استطاني لا يعترف لنا بحق، كل جهد مهما بدا بسيطا هو جهد مؤثر، ونحن نلمس تأثيره ، ولذلك مقاطعة بضائع الكيان الصهيوني ومقاطعة الكيان الصهيوني تترك آثرها على هذا الكيان، وعندما قام اتحاد الجامعات البريطانية بمقاطعة الجامعات داخل الكيان الصهيوني، استفز الصهاينة، لهذا ما يحسبه البعض بسيط هو مؤثر وقيمته أنه يضغط على الاحتلال و يؤثث لخطوة أخرى، أما الذي لا يروقه ذلك فهو يؤيد الاحتلال لكن لا يظهر هذا فيقلل من قيمة الجهود التي تبذل، أي فعل ضد الكيان له تأثيره الإيجابي لصالح المقاومة لصالح الشعب الفلسطيني مهما بدا ذلك بسيطا . ماذا عن الوضع الإنساني الآن في غزة؟ الوضع الإنساني قاس، نحن نتكلم عن أكثر من خمسة آلاف بيت دمرت دمارا،و 11 ألف بيت دمرت دمارا جزئيا ولا يمكن استصلاحها ، وحوالي 15 ألف بيت تحتاج للإصلاح و حوالي 30 ألف عائلة لا مأوى لها ، حجم الشهداء كبير، 80 بالمائة منهم من المدنيين، ومنهم حوالي 20 بالمائة من الأطفال ، ربع الشهداء من الأطفال وهذا رقم ليس سهل ، جزء منهم قصف مستهدف كطفل، كأن تجد أطفالا يلعبون الكرة على ساحل البحر (لا يمكن أن يكون مريبا) فيقصفون، يقتلون أطفالا يلعبون على مراجيح يوم العيد ، ناهيك عن الذين قصفوا في بيوتهم ، لذلك حجم الجرح كبير جدا، والمستشفيات تعيش حالة ضغط عليها كبيرة ، المرضى في ممرات المستشفيات وتجد صبرا عظيما ، هذه الحالة الإنسانية تحتاج إلى جهد جهيد وتحتاج إلى دعم ، لا بد أن يبذل من أجل وضع بلسم على جراح الشعب الفلسطيني الذي لم يشكو منها ولم يصرخ ولكن يقول نحن مستعدون للمضي قدما مهما كانت الجراح من أجل أن نحقق ما نصبو إليه. ماذا عن موقع الإيمان في هذه المعركة ، حتى أن البعض يستشعر أن الله يرمي برميكم ؟ أنت تلمس الموضوع الإيماني في بساطة الناس، رجل يفقد عائلته كلها ، فيسأله المذيع على المباشر ماذا تريد؟، فيقول "حسبي الله ونعم الوكيل" ، إذا لم يكن إيمان يملأ هذا القلب لقال كلاما كثيرا فيه خلط وفيه غير ذلك. امرأة يستشهد أبناؤها و زوجها وتقول "حسبي الله ونعم الوكيل". أظن أن هذه قوة تفوق حقيقية لصالح الشعب الفلسطسني، ضد الكيان الصهيوني ولصالح الأمة أيضا إننا، إضافة إلى الجهد الذي نبذله في الميدان نستند إلى عون الله وتسديده . أعدته للنشر: مريم التايدي