أوضح المحامي والحقوقي مولاي الحسين الراجي في تصريح للتجديد بخصوص قضية إلغاء ترسيب التلميذين سارة وأسماء من ثانوية حسان بن ثابت بمراكش في امتحانات الباكالوريا دورة يونيو 2014 ، أن قرار المحكمة الإدارية بمراكش ليس استعجاليا كما أشارت الى ذلك الجريدة في مقال سابق، وإنما هو "قرار في الموضوع" مشمول بالنفاذ مع كل ما يترتب عن ذلك من نتائج قانونية متمثلة في أحقية التلميذين في التسجيل بالمدارس العليا أو في الجامعات حسب القوانين الجاري بها العمل، حيث يمكن إدلاؤهما بقرار المحكمة إلى حين صدور القرار النهائي وتوصلهما بشهادتيهما. وأشار الراجي على هامش الاحتفال ب"نجاح التلميذتين سارة بلعراس وأسماء صالح"، مساء أول أمس السبت أنه المرة الأولى التي يقضي فيها القضاء الإداري المغربي في قضية مرفوعة على وزارة التربية الوطنية ب"إلغاء قرار إداري"، مبرزا أنه مخالف من الناحية المسطرية للقرار الذي اتخذه القضاء في قضية تلميذين بوجدة استعجاليا ب"توقيف تنفيذ قرار ترسيبهما من قبل لجنة تابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين". وأبرز الراجي أن القضاء الإداري بمراكش عبر مرة أخرى على نزاهته واستعداده أن يكون سباقا الى الحكم الرصين في مثل هذه النوازل، مشيرا ان المحكمة لوعيها الكبير بالقضية أدرجتها للتداول في اليوم ذاته من المرافعة. وأكد الراجي أن وزارة التربية الوطنية لها الحق في استئناف الحكم في آجل 8 أيام من يوم تبليغها، وأن القضية يمكن أن تصل الى النقض والإبرام. وقال المحامي والحقوقي إن الحكم أظهر التحول الديمقراطي الذي تعرفه بلادنا في المرحلة الحالية بالرغم من كون بعض العقليات مازالت تحن الى ماضي عما عنه الزمن، مؤكدا أن الجميل في هذه الموضوع أن كل مكونات المجتمع المراكشي بدء من الأسرة والأساتذة وجمعية الأباء والإدارة التربوية والإعلام ، كلها لعبت دورا كبيرا في تحريك الملف ونقله من خانة القضية الخاصة الى قضية رأي عام محلي ووطني. وأبرز الراجي أن الحجج التي استعملها في القضية تتلخص في كون قرار الترسيب كان سابقا بيوم عن قرار اللجنة الجهوية لمحاربة الغش، كما قدم للمحكمة التاريخ الدراسي المشرف للتلميذتين وأيضا مسودتيهما في مادة الفلسفة والتي كانت الإجابات فيهما غير متطابقتين، في الوقت الذي غاب ممثل الأكاديمية عن الجلسة مرتين، كما اعتمدت اللجنة الجهوية لمحارب الغش على "الاحتمال" في وجود حالة غش لم تضبط و"الاحتمال" لا يعتد به في القضاء. وشدد عدد من المتدخلين خلال الحفل على أهمية التضامن في مثل هذه الحالة، والذي لعب دورا في دعم التلميذتين ماديا ومعنويا وجنبتهما حالة من اليأس والإحباط وربما أمورا أخرى أخطر داعين وزارة التربية الوطنية الى عدم الاستئناف لأن الجميع أصبح مقتنعا أن التلميذتين سارة وأسماء ظلمتا في هذه النازلة.