تعيش الحركة الإسلامية اليوم في قلب الأحداث، وهي تمثل هاجسًا شديدًا لكل الأطراف المعنية بما يدور الآن: الأطراف الخارجية، وتلك الداخلية، بكل تنويعاتها. والعالم العربي والإسلامي يمر الآن بظروف تاريخية فرضت عدة حقائق لا يمكن تجاهلها. فهناك عدوان: خارجي، يمثل احتلالاً واستعمارًا في ثوب جديد، وهذا يقتضي المقاومة. وهناك نظام عربي رسمي تمثله الحكومات القائمة الآن، وقد وصلت إلى طريق مسدود، ويشعر الشارع العربي بعجزها التام عن المقاومة. وهناك روح للمقاومة الشعبية تتمثل في الانتفاضات الضعيفة التي تتعرض للقمع والقهر عبر آليات الديكتاتوريات المستبدة. وهناك سيناريوهات يتم رسمها للمنطقة، ولا يمكن أن تغفل تلك الخطط الدور المستقبلي للحركة الإسلامية. بل هنك تجارب قائمة الآن لترويض بعض فصائل الحركة الإسلامية العالمية للتجاوب مع الخطط الأمريكية تركيا- إندونيسيا وهي في طورالتجارب. هي مصدر للقلق في الحاضر، فهل يمكن أن تزيد من معارضتها للحرب- كما يطالبها البعض-، بحيث تتسبب في عرقلتها أو منعها- كما يتمنى البعض الآخر- أحمد يوسف-القدس وهي هاجس مستقبلي، فكيف ستتعامل مع الملفات الصعبة التي يفرضها التغيير القادم على أسنة الرماح الأمريكية، راجع خطاب-هاس- مدير التخطيط بالخارجة الأمريكية ، هي تعيش بين سندان أنظمة مستبدة مصنوعة لا تريد أن تبسط يدها إليها رغم كل المطالبات المتكررة بنسيان الخلافات والتصدي للخطر، وبين مطرقة العدوان المستمر الذي لا يستهدف نظامًا معينًا مثل صدام حسين بالعراق ، ولا يستهدف تغيير الأنظمة وفرض الديمقراطية الأمريكية فقط، بل يستهدف إحداث قطيعة معرفية بين الأمة وبين ثقافتها وعقيدتها وحضارتها؛ بمسخ وتشويه تلك العقيدة عبر تغيير المناهج الثقافية ولغة الخطاب الديني، وفرض تقاليد غريبة عن المجتمع والناس يستهدف إنهاء القضية الفلسطينية لصالح المشروع الصهيوني، وهي القضية المركزية للحركة الإسلامية بكل رموزها المقدسة، وبكل ما يعنيه سيطرة الصهاينة على المنطقة. يستهدف وضع المسلمين- كل المسلمين- في صراع حضارات مع بقية العالم كله -أمريكيين وأوروبيين وهندوس وروس وصينية-، عبر جرّ الفصائل المتشدة والعنيفة إلى صراعات دامية على كل الجبهات، وجرّ بقية الحركة والمسلمين وراءهم. وهذه الضغوط الشديدة الخارجية على الحركة الإسلامية ستؤدي إلى مزيد من التنوع والانقسامات داخلها، فهل يمكن أن تؤدي التنويعات إلى حيوية أشدَّ وتقسيم للعمل وخروج من بعض المآزق، أم ستؤدي إلى شرذمة وتفتيت وصراعات تنتهي بإضعاف الدور الكبير لها في الشارع الإسلامي والعربي؟! المثال التركي إذا أخذنا النموذج التركي الآن، فإن الحركة الإسلامية التركية مثّلها في البداية جناحان رئيسيان: جماعة النور الصوفية، التي لم تندمج في النشاط والعمل السياسي الرسمي، واكتفت بنشر روح إسلامية إيمانية، وصوّتت في معظم الأحيان للأحزاب العلمانية التقليدية، وساهمت في إحداث تغيير فكري في الأحزاب المعارضة عدنان مندريس- تورجوت أوزال . والجناح الآخر، كان بزعامة البروفسير نجم الدين أربكان الذي سعى إلى المشاركة النشطة في العمل السياسي عبر آلياته الحزبية، وشكل حوالي 5 أحزاب سياسية كان يتم إلغاء تراخيصها الواحد تلو الآخر النظام الوطني- السلامة الوطني، الرفاة، الفضيلة،السعادة -، ونجح في اجتياز كل العوائق حتى وصل إلى موقع رئيس وزراء تركيا العلمانية لمدة عام، وكان يصرّعلى إظهار هوية إسلامية لنفسه ولحزبه، مثل: تبني قضايا حجاب المرأة وحريتها في ارتدائه، إحياء ذكرى فتح القسطنطينية سنويًا، إقامة مجد المهمة الأولى للحركة الإسلامية -خاصة الإخوان المسلمين- هي تحقيق الاستقلال الحقيقي الكامل للأمة، وإعادة الاعتبار للأمة الإسلامية على الصعيد العالمي؛ كي تتبوأ مكانتها التي تستحقها، وتستطيع أن تسهم في بناء الحضارة الإنسانية العالمية. إن مراحل العمل المطلوبة من المسلم هي: إصلاح نفسه، وتكوين بيت مسلم، وإرشاد المجتمع ونشر الفضيلة فيه، وهذه مهمات يستطيع القيام بها منفردًا أو في إطار عمل جماعي يساعد على تهيئة البيئة المناسبة، وإعداد البرامج والمناهج الصالحة، واستكمال الخبرات الضرورية لتحقيق هذه الأهداف بأفضل صورة ممكنة، إلا أن ذلك يعتبر جزءًا من الصورة فقط، وهو ما تقتصر عليه بعض الجماعات أو يقوم به بعض الأفراد أو تسمح به بعض الحكومات، أما بقية مراحل العمل وهي: تحرير الوطن من كل سلطان أجنبي- غير إسلامي- سياسي أو اقتصادي أو روحي، وإصلاح الحكومة؛ حتى تكون إسلامية بحق؛ بحيث تؤدي مهمتها كخادم للأمة وأجير عندها وعامل على مصلحتها، وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية-بتحرير أوطانها وإحياء مجدها وتقريب ثقافتها وجمع كلمتها- وأخيرًا أستاذية العالم، بنشر دعوة الإسلام في ربوعه، فهذه المراتب الأربع الأخيرة تجب على الجماعة متحدة، وعلى كل مسلم باعتباره عضوًا في الجماعة، وهذا ما يميز الحركة الإسلامية الكبرى الإخوان المسلمون التي حملت على كاهلها عبءَ هذه المهمة الثقيلة، وتحقيق هذه الأحلام الكبرى. مغانم تركيا من الحرب على العراق لذلك فإن تصريحات باول ، ومن قبله رامسفيلد و كوندالزا رايس ، وغيرهم من أقطاب الإدارة الأمريكية، تضع الحركة الإسلامية -ومعها كل الحركات الإسلامية الأخرى والوطنية والقومية- أمام مهمة ثقيلة، هي: مقاومة هذه النزعة الإمبريالية الجديدة القديمة، والوقوف في وجه الاحتلال الجديد، وإصلاح الأوضاع الداخلية؛ كي تستطيع شعوبنا صدَّ هذه الهجمة الجديدة وبناء جبهة وطنية قومية إسلامية عريضة، تتفق على أسس ثابتة لمرحلة نضال طويل وجهاد متصل يحدد العدو بدقة وهو تركيا، هذه المصالح تتمثل في مغانم ما بعد الحرب في العراق، وأهمها بسط الحماية العسكرية التركية على الشمال التركي؛ لتحقيق هدفين أساسيين: الأول: منع قيام دولة كردية شمال العراق حتى في إطار فيدرالي، أو كونفيدرالي لمنع بعث أي أمل في نفوس أكراد تركيا، وتقسيم تركيا في المستقبل. الثاني: حماية الأقلية التركمانية (راجع حوار وزير الخارجية التركي مع الأهرام 10/3 )، بجانب ذلك هناك أهداف أخرى في البترول العراقي ومدينة الموصل والتعويضات المالية عن الخسائر في حرب الخليج الثانية وهذه الحرب المرتقبة. الراجح أن البرلمان التركي سيعيد النظر في قراره السابق ضد الإرادة الشعبية التركية وتغليبها للمصالح على المبادئ والقيم، وبسبب الضغوط الهائلة التي تعرض لها المعارضون من أعضاء البرلمان في لقاءات متواصلة، عقدها السفير الأمريكي في تركيا. واكب ذلك انتهاء فترة الحرمان السياسي المفروضة على نجم الدين أربكان الخوجة الذي قاد مسيرة الحركة الإسلامية طوال أكثر من ربع قرن، وعودته إلى الحياة السياسية بكارزميته المعهودة. هل يقود أربكان الشارع ضد توجهات الحزب الجديد الذي انشق على زعامته؟! هل يستثمر أربكان الشعور الشعبي الجارف ضد الحرب الأمريكية؟ هل تنقسم الحركة الإسلامية إلى محافظين بزعامة أربكان وإصلاحيين بزعامة أردوغان؟ هل يتكررالسيناريو الإيراني في الساحة التركية؟! (راجع حوارأربكان مع أحمد منصور، في برنامج بلا حدود). أثر التحرك الأمريكي على الواقع الداخلي لإيران إن إيران تشهد اليوم نجاحات للمحافظين على حساب الإصلاحيين وتحفظات على أداء الحكومة.. لقد جاءت نتائج انتخابات البلديات والمحليات؛ لتبين التراجع الكبير للاتجاه الإصلاحي، وتعددت الأسباب داخليًا وخارجيًا. ونقف هنا أمام العامل الخارجي، حيث لم تتجاوب الإدارات الأمريكية المتعاقبة كلينتون- بوش الإبن مع التوجهات الجديدة للرئيس خاتمي، وبدا أن التشدد الأمريكي والهواجس التي لا يمكن إزالتها تقف أمام البرنامج الإصلاحي الذي قاده خاتمي، وفي قلبه حوارالحضارات بديلاً عن صراع الحضارات بهدف التقارب مع الغرب؛ لعلاج كثير من مشكلات إيران الاقتصادية، ولتخفيف حدة التوترداخل إيران. وبدلاً من تشجيع تلك الروح الإصلاحية ضم بوش الابن إيران إلى محور الشر إلى الدول التي سيشن عليها حربًا استباقية! هل كان ذلك عاملاً هامًا في اتجاه الشارع الإيراني إلى التشديد ونجاح المحافظين الأخير؟ (راجع: إيران في مأزق(1) فهمي هويدي- الأهرام11/3) وهل يستمر ذلك النجاح ويتراجع الإصلاحيون في ظل الحملة الأمريكية؟ هل يمكن أن يتكرر ذلك في تركيا المجاورة السنية؟ إنه بات واضحًا أن أمريكا تريد ديمقراطية ذات طبيعة خاصة تحقق المصالح الأمريكية وفقط. المثال الأبرز هو الديمقراطية الصهيونية المزعومة، التي تحرم العرب في دولة الكيان الصهوني حقوقًا عديدةً، ولا يمكن أن تسمح في وقت من الأوقات بمشاركة عربية فلسطينية في القرار فضلاً عن تداول السلطة إذا صارت الأغلبية عربيةً. المثال التركي تحت التجربة في الدوائرالأمريكية، فهي يمكن أن تؤدي إلى الاستجابة للرغبة الشعبية والنزول على الإرادة الشعبية التركية، وهي لن تكون على الدوام في صف أمريكا، وهي يمكن أن تؤدي إلى خروج حزب العدالة المحافظ، وعودة حزب السعادة بقيادة أربكان بمنهج جديد وفكر قديم متجدد... إن ما يحدث في تركيا نموذج يجب الاهتمام به ودراسته بتأنٍ وتروٍ في تجارب الحركة الإسلامية. عوامل انقسام الصف الإسلامي كان الاهتمام دائمًا ينصب على وحدة العمل الإسلامي، ولم يكن هناك اهتمام جاد بإمكانية التنوع داخل الحركة الإسلامية. كانت الانقسامات تتم في الحركة الإسلامية على محاور مختلفة هي: التكفير أو الولاء والبراء مثل ما حدث قديمًا مع جماعة المسلمين، والمعروفة إعلاميًا ب (جماعة التكفير والهجرة)، وظهرت أصناف جديدة مثل القاعدة ، السلفية للدعوة والقتال ... وهي امتدادات بصورة أو أخرى لنفس الفكر. ومحور آخر أدى إلى الانقسامات داخل الصف الإسلامي، هو العنف، وهو أنواع مختلفة: تبدأ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنتهي ب الانقلابات العسكرية للإطاحة بالنظم الحاكمة. انقسمت الحركة الإسلامية إلى فصيلين كبيرين: الأول: الجسد الرئيسي، وتمثله الإخوان المسلمون، ومن سار على دربهم، ونهج نهجهم، وهي حركة إصلاحية سلمية تعمل من خلال الدستور والقانون سعيًا إلى تغيير شامل يبدأ من الشعب نفسه. الثاني: حركات الرفض والتشدد والغلو، سواء استخدمت العنف لتحقيق أهدافها أولم تستخدمه، وهي ترفض الدستوروالقانون وتفاصل الجميع حتي بقية جسد الحركة الإسلامية. حدث تشرذم كبير داخل حركات الرفض كان أحيانًا داميًا ، وأحيانا أخري صاخبًا . أمّا ما نشاهده اليوم ويستحق التوقف أمامه، فهو إمكانية حدوث تنوع داخل جسد الحركة الإسلامية السلمي، حيث يتم الاختلاف علي أجندة العمل وأولويات الحركة وأهم المصالح، وبِنية التحالفات السياسية هذا الذي نراه في إيران منذ مدة ليست بالقصيرة، والذي يمكن أن يحدث في تركيا الآن. في سبيل ميثاق إسلامي موحد هذا التنوع يمكن أن يكون إثراءً للحركة، ويمكن أن يكون خطيرًاعلى مستقبلها، كيف يمكن تقنين هذا التنوع في إطار ميثاق شرف إسلامي، ودستور للنشاط والعمل. هذا يمكن أن يؤدي إلي ديمقراطية إسلامية يحدث فيها تداول بين اتجاهات إسلامية، مرجعيتها واحدة، وأهدافها وغاياتها واحدة، وبرامجها مختلفه؛ وبذلك تكون أحزاب سياسية إسلامية تتفق كثيرًا وتختلف أحيانًا، لكن في إطارأخلاقي إسلامي، ولتحقيق المقاصد الإسلامية العليا. إن العالم الإسلامي-اليوم-عاد إلي هويته بفعل عاملين رئيسيين: الأول: داخلي، وهو فشل كل النظم ذات المرجعية الغربية في تحقيق أي آمال أو طموحات في الاستقلال أوالتنمية الانسانية. الثاني: خارجي، وهو الخطر الذي يتهدد الأمة، ويتمثل الآن في الاحتلال الأمريكي للعراق، والهيمنة الأمريكيه القادمة، ولا أمل في المقاومة إلا تحت راية الإسلام. ومع هذه العودة إلي الهوية التي تفترض وحدة الصف ومتانة الالتحام، إلا أن الواضح أن هناك اقترابات متتعددة للتعامل مع الملف المطروح، وهو نفس ما حدث في الحركة الوطنية في مطلع القرن الميلادي السابق فى التعامل مع الاحتلال العسكري الانجليزي والفرنسي، بين من يرفض المفاوضات والحلول السلمية، ومن قبلَ بها، فكانت النتائج ما نشهده الآن من حصاد مرير. هل يمكن أن نفتح الملف الآن في أتون الحركة؟ الحقيقة أنه مفتوح بالفعل وعلى كلٍ أن يُدلي بدلوه. تساؤولات مشروعة إن هناك اهتمامًا بالغًا بأثر الحرب الأمريكية على العراق علي قضية الإرهاب، وهذا الإرهاب هو أحد إفرازات ظاهرة العنف في الحركات الرافضة، ويتناول الجميع المسألة من زاويتين: الأولي: هل تؤثر الحرب-على العراق- على كفاءة التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب؟، وهذا يفتح ملفات كثيرة، فالجميع دوليًا رأى في الخطر الإسلامي إرهابًا لابد من مواجهته( روسيا / الشيشان/ الهند / كشمير / الصين / الفلبين / مورو .... الخ) فضلاً عن العدو الصهيوني. الثانية: هل تؤدي حرب عدوانية بدون غطاء شرعي دولي، وبدون إجماع إقليمي ودولي إلي انتشارٍ مزيدٍ من التطرف والغلو الذي ينزع إلي العنف وينتقل إلي الإرهاب، خاصةً في وضوح الكيل بمكيالين( العراق/ كوريا الشمالية)، (العراق/ الكيان الصهيوني)؛ مما يؤدي إلى حالة إحباط ويأس تدفع إلى الإرهاب، ولا يهتم أحد بالنظر إلي أثر الحرب القائمة، وما يتتبعها من خطط أمريكية معلنة وغير معلنة على الحركات الإسلامية السلمية: هل ستنتقل إلي مزيدٍ من التشدد بسبب ضغوط الرأي العام؟ هل ستكسب الأجنحة المتشددة غير المتسامحة الجولة(محافظين /إصلاحيين)؟ هل سيتم احتواء وإدماج الحركة الإسلامية في أي انتقال ديمقراطي؟ هل سيكون التحول الديمقراطي حقيقيًا، أم أنه سيكون شكليًا لتحقيق المصالح الأمريكية والصهيونية؟ وحينئذ؛ فما هو موقف الحركة الإسلامية السلمية؟ هل ستخوض من جديد محنًا متتاليةً وسجونًا طويلةً؟ ألا يؤدي ذلك كله إلي مزيد من الغلو والتطرف والعنف والإرهاب! هل ستكون هناك انقسامات داخل التيار السلمي، أو تنويعات من خلال التعامل مع الأزمنة؟ الأرجح أن عامل مواجهة الخطر، ومقاومة العدو المحتل سيتغلب على كل العوامل، وحينئذ. واجب الحركة الإسلامية مستقبلا إن نداء الجهاد -الذي أطلقه مرشد الإخوان20/2، ثم تبعه بيان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف10/3- سيكون هو دليل العمل للجميع، حيث سيكون المطروح هو المقاومة أولاً، مقاومة الاحتلال والحفاظ علي هوية الأمة. لقد كان درس التاريخ الحديث أن الحرية تؤدي إلى التنوع وزيادة مساحة الحق في الإختلاف، وحتى في ظل الاحتلال (مصر في ظل الاحتلال البريطاني، وفي ظل دستور1923م، وحتى عام 1952)، وعلى النقيض كان الاستبداد والقهر والديكتاتورية قرينًا لأمرين في الحركة الإسلامية، الاتجاه إلى مزيد من التشدد والغلو، والدعوة إلي وحدة الصف وعدم الاختلاف. نحن الآن أمام سيناريوهات محتملة كثيرة يمكن تلخيصها في اثنين: الأول: احتلال مباشر يستدعي الجميع إلي مقاومته بكل الطرق. الثاني: ديمقراطية شكلية غير مؤثرة في القرار السياسي، لكن تتيح قدرًا من الحريات العامة والتنوع. على الحركة الإسلامية أن تنظر للمستقبل من الآن. والملف مطروح للحوار. بقلم:د. عصام العريان