كيف نثبت 1/2 هدفنا كما قلنا من البداية التخلص من المحن الكثيرة التى أصابتنا ومن محنة العراق التي نحياها الآن، وهذا كما قلنا لن يحدث حتى نغير ما بنفوسنا. تحدثنا عن الثبات على الفكرة والثبات على العبادة فتعالوا نسأل أنفسنا ما الذي يجعلنا نسقط ولا نظل صامدين ثابتين؟ شعور الناس بالمسؤولية تجاه شيء معين مثل قضية فلسطين ما الذي يجعلهم يفقدوه؟ حماس الأمة للتدين والعبادة فى رمضان وبعد رمضان يعود الكثير إلى ما كانوا عليه قبل ذلك، لماذا؟ لماذا تسقط الناس في الطريق. تعالوا نتخيل بعض الأسباب وقد تجد نفسك في واحدة منها: شاب تدين وأقبل على الله بكل حماس ثم في تعاملاته العادية يخطئ في حقه شخص آخر متدين، أو يسرق حذاؤه الغالي من المسجد وهو يصلى، فيبتعد ويقول لا إن الدين والتدين والمتدينين ليسوا كما كنت أظن إن فيهم كذا وكذا، حذار أن توقف مسيرة تدينك من أجل الناس فقد قال سيدنا على بن بي طالب: إعرف الحق تعرف أهله ولا يعرف الحق بأهله. (فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين) مثال آخر لشخص أقبل على الله بصدق ثم أخذته مشاغل الحياة من زواج أو نجاح أو مال، فضعف ارتباطه بالدين لكثرة مشاغله. شخص أخير تأخذه هموم الحياة فيتقاعس عن الفكرة. {يأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم أنفروا فى سبيل الله اثاقلتم الى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}. يجمع كل هؤلاء الذين ساروا في الطريق زمنا طال أو قصر ثم تراجعوا ولم يثبتوا آية جميلة ذات مغزى ومدلول :{ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}. يا الله هل تتخيلوا الصورة إمراة ظلت تعمل بجد واجتهاد لتغزل رداء جميلا فلما وصلت للسطر الأخير قطعت الخيط بيدها فتهلهل الغزل وأصبح لا يصلح لشيء. يقفز السؤال بخفة وكيف نثبت؟ أول طرق الثبات: الفهم الصحيح للإسلام، فعلا إذا أحسنا فهم ديننا لن نخطئ ولن نضعف، قراءة سير الصالحين والنبياء وذوي الهمة العالية، ونستدل على ذلك بقول الله تبارك و تعالى: {وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين}. نصيحة أخرى في أحد الكتب: أكثر من ذكر الله وخاصة قول لا إله إلا الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" جددوا إيمانكم فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب فقالوا كيف نجدده فقال صلى الله عليه وسلم قولوا لا إله إلا الله". وسبيل ثالث: الصبر، فلا تتعجلوا قال تعالى:{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه}. وقال أيضا: {واستعينوا بالصبر والصلاة}. رابعها:عدم الإعجاب بالنفس فالإعجاب بالنفس آفة من تدين وسار على الطريق فينسى أن المنعم بذلك هو الله، وإن لم يتفوه بها ويداخله شعور كما داخل قارون:{ إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}، ومن هنا يبدأ إنحداره وفقده للثبات. كل هذه الأمور أمور إيمانية فكيف يثبت الآخرين، غير المسلمين: غاندي، نيلسون مانديلا وغيرهم. هذا المقال ملخص لمحاضرة على كيف نثبت من سلسلة "حتى يغيروا ما بأنفسهم" للأستاذ/ عمرو خالد الذي ألقاها على الفضائيات يوم السبت الموافق 5/4/2003