عبرت مقالات نشرتها جرائد أمريكية وبريطانية مختلفة مؤخرا عن خشيتها على مستقبل العراق والشرق الأوسط من المحافظين الجدد وخططهم، وأشار خبراء أمريكيون إلى الخشية المتزايدة في الأوساط الإعلامية والسياسية الأمريكية من أن معتقدات المحافظين الجدد الأيدلوجية قادتهم إلى حسابات خاطئة في خطط الحرب ضد العراق، وقالوا أنهم يخشون من أن تقود نفس المعتقدات الأيدلوجية المتشددة إلى أخطاء أخرى خطيرة على ساحة ثانية وهي ساحة عراق ما بعد الحرب مشيرين إلى بعض الأنباء المثارة حول الشخصيات الأمريكية التي سوف تحكم العراق فيما بعد الحرب مثل الجنرال الأمريكي جاي جارنر والذي يقال أنه شديد التحيز لإسرائيل إلى حد أنه وقع بيانا في عام 2000 يؤيد فيه تكتيكات بعض الإسرائيليين المتشددين لدعم الاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة الغربية وقطاع غزة. من يقود العراق؟ وقد تناول مقال نشرته جريدة الجارديان البريطانية في الرابع من أبريل للكاتب بريان ويتكر العديد من التساؤلات والمخاوف حول هوية من يفكر المحافظون الجدد في الإدارة الأمريكية الحالية في توكيل قيادة عراق ما بعد الحرب لهم، وقال الكاتب أن أحد هؤلاء هو محامي يدعى مايكل موبس ساعد البنتاجون على تقوية صلاحيات الرئيس الأمريكي وسلطاته في مجال الحرب ضد الإرهاب، وقال الكاتب أن موبس عمل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق ريجان وعرف عنه رؤاه المتشددة فيما يتعلق بالأمن القومي الأمريكي وأنه يرتبط بعلاقات قوية مع ريتشارد بيرل ودوجلاس فيث وهما من صقور المحافظين الجدد في الإدارة الحالية. كما أبدى الكاتب مخاوفه بخصوص شخصية أخرى تترد أنباء حول كونها مرشحة بقوة للمشاركة في قيادة العراق في فترة ما بعد الحرب وهو مدير وكالة الإستخبارات الأمريكية (CIA) السابق جيمس ووسلي، وقال أن ووسلي هو عضو بمجلس إدارة المعهد اليهودي لشئون الأمن القومي وهو مركز أبحاث مساند لإسرائيل معروف بواشنطن، وقال أنه يتوقع أن تثير روابط ووسلي بمعهد الأبحاث اليهودي الأمريكي ردود أفعال عدائية في العراق. الخوف على مستقبل الشرق الأوسط وقد اهتمت شبكة سي إن إن الأمريكية - في مقال نشرته في الرابع من أبريل للكاتبين تشارلز فلدمان وستان ويلسون - بحديث أدلى به جيمس وسلي (المرشح للعب دور كبير في إدارة عراق ما بعد الحرب) يوم الأربعاء الثاني من أبريل الحالي في أحد جامعات ولاية كاليفورنيا الأمريكية إذ عبر وسلي عن اعتقاده بأن الحرب الباردة كانت الحرب العالمية الثالثة وأن أمريكا منخرطة حاليا في حرب عالمية رابعة قد تطول لسنوات عديدة، وحدد ووسلي ثلاثة أعداء رئيسيين للولايات المتحدة في الحرب العالمية الرابعة، وهم حكام إيران، وحكام سوريا والعراق، والإسلاميين المتطرفين مثل القاعدة. وقال ووسلي في خطابه أن هؤلاء الأعداء شنوا حربا ضد أمريكا منذ سنوات عديدة، وأن أمريكا تنبهت لهذه الحرب مؤخرا وبعد عناء. وقال ووسلي أن تحرك أمريكا نحو الشرق الأوسط الجديد سوف يقلق العديد من البشر وخص بالذكر النظم السياسية في مصر والمملكة العربية السعودية. وقد أثارت تحفظات ووسلي مخاوف الكثيرين، ونشر كاتب أمريكي محافظ يعارض الحرب يدعى جاستين ريماندو مقالا في الرابع من ابريل في موقع معارض للحرب يدعى "آنتي وار دوت كوم" (antiwar.com) يطالب حركة معارضة الحرب بالسعي لمنع المحافظين الجدد وأمثال جيمس ووسلي من تحديد مصير العراق، وأبدى ريماندو في مقاله قلق شديد من أبعاد خطط المحافظين الجدد كما يراها، إذ أثار مخاوف تتعدى القلق على مستقبل قيادة العراق إلى الخوف على مستقبل الشرق الأوسط من رؤى المحافظين الجدد ورموزهم المرشحة لقيادة العراق. وقال ريماندو في مقالته أن المحافظين الجديد لن يتراجعون عن تحقيق خططهم، وأنهم سوف يسعون إلى استخدام عراق ما بعد الحرب وحكامه في تنفيذ هذه الخطط، وقال ريماندو أن العدو في الحرب العالمية الرابعة التي تحدث عنها جيمس ووسلي سوف يشمل العالم العربي كله، وأن قيادة العراق الجديدة التي يشكلها المحافظون الجدد بدقة سوف تقود هذه الحرب إذ ستستخدم العراق كقاعدة مستقبلية لأية عمليات عسكرية، وأن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بدأ بالفعل في مهاجمة سوريا وإيران. وقال ريماندو أن كتابات بعض المحافظين الجدد والكتاب المساندين لهم تعطي إيحاءا بشن 5-7 حروب أخرى بالمنطقة ضد نظم إضافية لتغيير هذه النظم بداية برئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وقال ريماندو أن المحافظين الجدد نجحوا (عن قصد أو عن غير قصد) نجاحا كبيرا في إعلاء مصالح إسرائيل على مصالح الولاياتالمتحدة لأن الحرب وضعت أمريكا مع إسرائيل ضد العالم الإسلامي كله، وقال أنه إذا وضع أفراد مثل جيمس ووسلي في قيادة عراق ما بعد الحرب فعلينا التأكد من أنه سوف يفعل ما بوسعه لفعل المطلوب لكي تكتمل نبوءة المحافظين الجدد. كما ذكر ريماندو أن حزب الحرب داخل الإدارة الأمريكية الحالية بدأ يتحرك سريعا نحو دمشق وطهران وما ورائهما. كما اشار ريماندو إلى أن المحافظين الجديد يعتمدون على خبراء علاقات عامة لصياغة رسالتهم الإعلامية بشكل يخفي أجندتهم ويقلل من ردود الأفعال السلبية تجاهها، ولذا نصحوا من قبل بعض خبراء العلاقات العامة فألا يثيروا السؤال عن "من يلي العراق؟" والذي يركز على النظام الواجب تغييره بعد النظام العراقي إلى سؤال أخر وهو "ماذا بعد العراق؟" و"ماذا سيحدث بعد العراق؟". كير-واشنطن